- مراد بطل الشيشاني
- بي بي سي – عمان
من غير المعتاد لقاء منظر جهادي في مكان عام، بفعل الضغوط الأمنية على الجهاديين.
لكني التقيت المنظر الجهادي المعروف أبو محمد المقدسي في معرض للكتاب في العاصمة الأردنية عمان.
وصف المقدسي مرة من قبل مركز أبحاث أمريكي بأكثر المنظرين الجهاديين تأثيرا في العالم، حيث وجدت كتاباته الأكثر اقتباساً في أدبيات الجهاديين.
الخلاف بين الجهاديين في سوريا تعمق منذ أشهر خاصة بين جبهة النصرة الفصيل الأقرب لتنظيم القاعدة، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان يعرف باسم “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
مع تحول الجهاديين الأردنيين لتأييد “تنظيم الدولة”، ومشاركة الأردن في الضربات الجوية ضد سوريا فإن التوتر بين الطرفين قد يتزايد.
“النصرة” أم “تنظيم الدولة”؟
المقدسي انتقد عدة مرات “تنظيم الدولة”، معتبراً سلوكهم متطرفاً، ناصحاً أفراد التنظيم بعدم قتل الأبرياء والمسلمين.
لكن المقدسي أخبرني انه يرفض انتقاد التنظيم الآن لأنه هناك “حملة صليبية تتحضر ضد المسلمين”، في إشارة إلى القصف الأمريكي الذي كان مثار التداول آنذاك.
وأضاف المقدسي أنه رغم الخلاف مع التنظيم الا أن هذا “لا يخرجهم من دائرة الموالاة الإسلامية”.
ويعد مفهوم الولاء والبراء أساسياً لدى التيار السلفي-الجهادي.
ويتحفظ أبو محمد المقدسي، الذي أفرج عنه من السجن منذ أسابيع فقط، على اجراء لقاءات صحفية، قائلا إنه يتعرض لضغوط دون أن يكشف عنها.
في اليوم ذاته، كان أبو قتادة الفلسطيني، الذي يحاكم في الأردن بعد ابعاده من بريطانيا اثر معركة قضائية، قد وصف تنظيم الدولة بأنه مجرد فقاعة.
مؤيد أردني لـ “تنظيم الدولة”، أخبرني راغباً عدم الكشف عن اسمه، أن الجهاديين مثله لا يهمهم آراء المنظرين كالمقدسي وأبو قتادة، بل يخضعونها للشرع، أيا كانت.
واضاف: “من الواضح أن أفراد “تنظيم الدولة” هم من يلتزمون بالشرع”.
الخلاف بين “النصرة” و”تنظيم الدولة” انعكس على الجهاديين في الأردن، فبينما كانت النسبة الأكبر أقرب للنصرة، الا أن هؤلاء الجهاديين تحولوا لتأييد “تنظيم الدولة” منذ توسعه في العراق وسوريا، وبعد إعلان الخلافة.
المقدسي قال إن مؤيدي التنظيم كثر، خاصة بين أوساط الشبان، وسيزدادون في حال وقعت ضربة أمريكية.
المحلل المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، الذي التقيته في المعرض أيضاً، مروان شحادة، قال بالفعل إن أعداد المؤيدين لتنظيم الدولة أكثر من مؤيدي “النصرة” في الأردن.
وأضاف إن الضربات الأمريكية، ستلعب دوراً أساسياً في جعل خطاب “تنظيم الدولة” أكثر قبولاً وتعاطفاً لدى الشبان.
وقال مروان شحادة إن “تدخل بعض النظم السياسية في الضربات الأمريكية، سيجعلها هدفاً للمجموعات الجهادية”.
ويشارك الأردن، بالإضافة إلى دول خليجية، في تنفيذ ضربات ضد “تنظيم الدولة” في سوريا.
هل تتوتر العلاقة بين الجهاديين والأردن؟
وقد عمدت سلطات البلاد إلى شن حملة أمنية ضد مؤيدي التنظيم أودت إلى اعتقال ما يزيد عن المائة والأربعين شخصاً أواخر أغسطس/ آب الماضي.
ويتخذ الخلاف بين “النصرة” و”تنظيم الدولة”، في الأردن أحياناً طابعاً حادا حيث تم الاعتداء على اثنين من قيادات الجهاديين المؤيدين للنصرة منذ أشهر.
كما أصدرت مجموعة من مؤيدي “تنظيم الدولة” بياناً دون ذكر اسمائهم يطالبون بالتبرؤ من انتقادات المقدسي وأبو قتادة لتنظيمهم.
لطالما كانت العلاقة بين الجهاديين والدولة في الأردن تخضع للجذب والشد حسب الظروف المحيطة، منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وحتى بعد حرب العراق حين دخلت العلاقة في مواجهة مباشرة، ونجم عنها تفجير فنادق في العاصمة عمان عام 2005.
ويبدو أن الضربات الأمريكية في سوريا تفتح فصلاً جديداً في هذه العلاقة بين الطرفين.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.