بعد البداية القوية نسبيا هل يواصل الدولار


سجل الدولار بداية قوية نسبيا لعام 2024، ولكن بعض المحللين يعتقدون أنه لايزال من المحتمل تراجع العملة الأميركية على مدار العام.

وحسب بيانات «داو جونز ماركت»، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يتتبع أداء العملة مقابل سلة من 6 عملات رئيسية – بنحو 2.1% خلال العام الحالي حتى الآن.

وكان أحد العوامل الرئيسية وراء قوة الدولار في السنوات القليلة الماضية هو المرونة النسبية للاقتصاد الأميركي وارتفاع الفائدة، ولكن مع إشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيوقف رفع الفائدة مؤقتا في الخريف الماضي، بدأ الدولار في التراجع.

ولابد أن يكون المحرك الرئيسي لاتجاه الدولار هذا العام هو السياسة النقدية، مع استعداد البنوك المركزية الكبرى حول العالم لخفض الفائدة بقيادة الاحتياطي الفيدرالي، إذ من المتوقع أن يؤدي تقلص الفروق بين أسعار الفائدة إلى تراجع جاذبية الاحتفاظ بالدولار.

لماذا كانت البداية جيدة؟

يرى محللو «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» أن الدولار ارتفع مع خفض المتداولين لتوقعاتهم بشأن الموعد الذي قد يبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة هذا العام.

ففي أواخر ديسمبر، كان المتداولون يتوقعون بنسبة 90% خفض الفائدة الأميركية في مارس، لكن وحسب أداة «سي إم إي فيدواتش» تراجعت تلك الاحتمالية إلى نحو 46% اعتبارا من نهاية الأسبوع الماضي.

كما أن التوقعات بشأن إجمالي مقدار خفض الفائدة المتوقع هذا العام تراجع أيضا، من 170 نقطة أساس في منتصف يناير الجاري، ليصل حاليا إلى ما يتراوح بين 135 نقطة و 150 نقطة أساس.

هل يستمر الارتفاع؟

توقع محللو «بنك أوف أميركا» في مذكرة نشرت الأسبوع الماضي أن يشهد الدولار تراجعا خلال الفترة المتبقية من هذا العام، مع احتمالية حدوث أغلب التراجع في النصف الثاني من العام الحالي.

كما أوضحوا أنهم لا يتوقعون حدوث ركود هذا العام، ويرون أن الفيدرالي قد يبدأ في خفض الفائدة في مارس.

ولكن هذا السيناريو سلبي بالنسبة للدولار، لأن تيسير السياسة النقدية من المرجح أن يدعم الأصول الخطرة مع بقاء النمو الاقتصادي مرنا.

وبناء على البيانات التاريخية، كان أداء مؤشر الدولار مختلطا عند أول خفض للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وذلك خلال الدورات الـ 6 الماضية، ويميل أداؤه إلى الاستقرار في المتوسط على مدار الأرباع السنوية التالية، وهو ما يرجع في جزء كبير منه إلى مكانة الدولار كملاذ آمن وارتباطه العكسي بالمخاطر، وذلك لأن دورات الخفض السابقة غالبا ما كانت مرتبطة بالركود.

أيضا توقع «جوناثان بيترسن» الخبير الاقتصادي للسوق لدى «كابيتال إيكونومكس» في مذكرة مؤخرا أن يواجه الدولار رياحا معاكسة بدعم من الرغبة القوية في المخاطرة في الأسواق العالمية، وتراجع عوائد السندات في الولايات المتحدة خلال العام، متوقعا تداول الدولار في نطاق محدود مقابل معظم العملات الرئيسية في أغلب فترات 2024.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading