دولة أذربيجان، التي يطلق عليها «أرض النار»، بلاد متشابكة جغرافياً، فلا هي أوروبا ولا هي آسيا، وحلقة وصل تربط بين الإمبراطوريات التاريخية القديمة، وبين أمة حديثة شهدت تحولاً غير عادي، لتصبح مضيفاً غنياً بالنفط لبطولة الفورمولا 1 والدوري الأوروبي لكرة القدم.
وهناك الكثير مما يمكن مشاهدته من معالم لا تُنسى وأماكن تتميز بطابعها الخاص.
بالنسبة لمن هم على استعداد لصعود أكثر من 1500 درجة فوق صخرة جبلية، فإن أحد المعالم الرائعة في ناكستشيفان هو المنظر الرائع من أطلال قلعة ألينجا المتناثرة، التي تعود للقرون الوسطى، والتي يطلق عليها أحياناً اسم «ماتشو بيتشو الأذربيجانية». وتم بناء الجدران التاريخية جزئياً، لتوضيح كيفية تصميم الموقع في ذروة القرن الثاني عشر، وجرى تحصينه في أربعينيات القرن الحادي عشر، عندما كانت ناكستشيفان في أقوى حالاتها، تحت قيادة زعيم يُعرف باسم إلديغيز، وكانت آمنة للغاية لدرجة أنها تمكنت من الصمود لمدة 14عاماً، ضد الحصار الذي بدأ عام 1386.
وبخلاف المتحف، الذي يشبه المسجد في القاعدة، لا توجد مبانٍ كاملة بلا ظل، لذا يحتاج الزائر لإحضار مظلة معه والكثير من مياه الشرب. وفي الثلوج الشتوية، لا يُنصح بالتسلق، وفي الصيف الوقت المثالي هو الصباح الباكر أوبضع ساعات قبل غروب الشمس في أوائل أبريل/ نيسان أوأكتوبر/ تشرين أول.
يتميز مبنى القصر المزخرف، الذي يعود تاريخه إلى عام 1762، بلوحات جدارية حية وضوء ملون مبهر، يتدفق عبر نوافذ من الزجاج الملون، ما يجعله أهم معالم مدينة شاكي وأحد المباني الأكثر شهرة في جنوب القوقاز.
وكان في الأصل المبنى الإداري لشاكي خان، وهو مجرد واحد من نحو 40 مبنى ملكياً مفقوداً الآن داخل مجمع القلعة.
ويمكن الدخول مجاناً لحديقة الورود المسورة، حيث يقع القصر خلف شجرتين ضخمتين زُرعتا عام 1530، وتجمع الواجهة بين قباب الهوابط الفضية والأنماط الهندسية القوية. ويتكون التصميم الداخلي الصغير من غرفة واحدة فقط، ولكنها مليئة بالتصاميم المعقدة، ومعظمها مزين بالأزهار، وأما في الغرفة العلوية المركزية، فهناك مشاهد بطولية لمعركة الحاج جلبي (1743)، مع الإمبراطور الفارسي نادر شاه.
- مركز حيدر علييف
يُعد مبنى زها حديد هذا، الضخم والأصلي بشكل مذهل، بياناً مهيباً للهندسة المعمارية في القرن الحادي والعشرين، التي تشكل موجات وقمماً مجردة، تبدو وكأنها تذوب معاً، والمتعة الحقيقية هي ببساطة التفكير وتصوير المظهر الخارجي الاستثنائي من زوايا متغيرة باستمرار.
والتصميم الداخلي أيضاً، مثير للإعجاب ويستضيف الحفلات الموسيقية والعديد من مساحات العرض. ويمكن القول: إن أفضل جزء من المجموعة المعروضة بشكل دائم هو «كنوز أذربيجان»، التي ترشد إلى أبرز المعالم الثقافية في البلاد.
وتتوقف الحافلات 1 و2 بالقرب من الجهة الجنوبية الشرقية للمبنى، بينما تمر الحافلة 5 بشارع شمال المدخل الرئيسي، بالقرب من زاويته الغربية.
تم الانتهاء من بناء هذا الثلاثي من ناطحات السحاب ذات الزجاج الأزرق، عام 2012، ويشكل التوقيع المعماري المعاصر لمدينة باكو.
وتتراوح الأبراج الثلاثة من 28 إلى 33 طابقاً، وهي ضخمة بدرجة كبيرة، بحيث يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة بشكل مثير للإعجاب، خاصة في الليل، عندما تشكل لوحة واسعة لعرض ضوئي يتقاطع بين تأثيرات النار والماء المنسكب والعلم الوطني.
وتوجد نقطة رائعة لالتقاط الصور بالقرب من تمثال بهرام غور، بالقرب من المحطة الأساسية للقطار الجبلي المائل، وهي طريقة جديدة ومريحة للاقتراب من الأبراج.
- محمية قبوستان بتروغليف
تحافظ محمية قبوستان بتروغليف المدرجة في قائمة اليونسكو على آلاف النقوش الحجرية ذات الأشكال اللاصقة، التي يعود تاريخها إلى 12000 عام. وتشمل المواضيع الماشية والحيوانات البرية والشامان، وتم نحت الصور في ما كانت على الأرجح كهوفاً، لكنها انهارت بمرور الوقت وتحولت إلى أكوام من الصخور.
وحتى من لديه اهتمام بالرسوم المبتكرة القديمة، فإن المناظر الطبيعية الغريبة في المحمية والمناظر الواقعة على قمة التل نحو أعمال النفط البعيدة في بحر قزوين الأزرق الفيروزي، تعد جذباً سياحياً.
وتبدأ الزيارة على بعد 3 كم غرب المحمية في متحف حديث، يعطي سياقاً لما سيراه الزائر على سلسلة التلال الجبلية على ارتفاع 2 كم.
تقع مدينة قابالا وسط الجبال الخلابة في شمال أذربيجان، وهي مدينة غارقة في التراث القديم، ويعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.
وعلى الرغم من أن عدد سكانها بالكاد يتجاوز 14000 نسمة، فقد ارتقت مكانتها من قرية صغيرة إلى وجهة سفر مشهورة اليوم.
وتعج شوارعها بوفرة من المعالم الثقافية والتاريخية والطبيعية، وكثيراً ما يزدحم بها السياح على مدار العام. وترتفع المدينة نحو 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي مثالية خلال أشهر الصيف الحارة.
وللباحثين عن تجديد النشاط، توفر ينابيع قابالا الحرارية وحمامات الزيت العلاج الأمثل لهم، وفي الوقت نفسه تتميز المدينة بمجموعة رائعة من الفنادق والمنتجعات الراقية، حيث يقدم كل منها خدمة عالمية المستوى، ومرافق سبا، وبرامج لتحسين الصحة.
وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة، يقع منتجع توفانداغ الشتوي الأذربيجاني الشهير، ويناسب محبي التزلج على الجليد، حيث يوفر مسارات متعددة المستويات ومصاعد تزلج تعمل بشكل منتظم وتأجير المعدات وخيارات الإقامة المريحة، بما في ذلك المقاهي والمطاعم. يبدأ الموسم في ديسمبر/ كانون الأول وينتهي في منتصف مارس/ آذار.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.