تحت عنوان “سلامة العمليات في المشروعات الصناعية”، نظمت جمعية المهندسين الكيميائيين ندوة تحت رعاية جمعية المهندسين المصرية، حاضر بها المهندس حسن عبد العليم رئيس شركة حلوان للأسمدة والأمين العام السابق لنقابةً المهندسين ، وذلك بحضور المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق ورئيس جمعيتي المهندسين المصرية و المهندسين الكيميائيين، والمهندس فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية، والدكتور مصطفى هدهود الأمين العام لجمعية المهندسين الكيميائيين، بالإضافة إلى كوكبة من المهندسين ، وعدد كبير من طلاب كليات الهندسة.
قال المهندس أسامة كمال رئيس جمعيتي المهندسين المصرية والمهندسين الكيميائيين، إن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة الندوات والمحاضرات التخصصية التي أطلقتها الجمعية بالشراكة مع العديد من بيوت الخبرة والشركات الهندسية سواء المصرية أو العالمية، والتي تحرص من خلالها على استضافة مجموعة من أبرز العلماء وأصحاب الخبرات في المجالات الفنية الهندسية المختلفة.
وأكد “كمال” على أن القفزات سوف تعود إلى الصناعة المصرية كما كانت وبقوة، لافتا إلى أن العمال هم أهم من فى تلك المنظومة، مضيفاً أنه من أجل ذلك جاءت ندوة سلامة العمليات في المشروعات الصناعية التي نحن بصددها اليوم ، باعتبار أن السلامة المهنية تؤدي لاستقرار بيئة العمل والعمال وتحافظ على مقومات الإنتاج.
وذكر ” وزير البترول الأسبق ” أهمية نشر ثقافة وسلوك السلامة والصحة المهنية في المجتمع، لما لها من دور كبير في الحفاظ على رأس المال البشري، والمعدات وأدوات الانتاج، مما يؤثر بصورة كبيرة على ازدهار الاقتصاد القومي ، لافتا إلى أن الهدف من الندوة هو نشر هذه الثقافة المهمة بين أوساط المجتمع، كي تتحول إلى سلوك حياتى وواقع معاش لكل فرد فى بيته وبيئة عمله، باعتبار أن السلامة والصحة المهنية ليست مجرد تجهيزات ومعدات والالتزام بتعليمات، بل هى سلوك لكل فرد يحيا به ويتعايش ويتفاعل معه.
فيما قال المهندس حسن عبد العليم رئيس شركة حلوان للأسمدة والأمين العام السابق لنقابة المهندسين ، ان جمعية المهندسين المصرية تأسست قبل نقابة المهندسين بنحو ٢٦ عاما ، لافتا إلى أن النقابة والجمعية وجهان لعملة واحدة ويكمل كل منهما الآخر من أجل خدمة المهندسين ومهنة الهندسة بصفة خاصة وفي خدمة الدولة المصرية بصفة عامة .
وتابع ” عبدالعليم ” ان مصر دولة رائدة فى صناعة الأسمدة بعد أن كانت أواخر القرن الماضى دولة مستوردة، علاوة على كونها أصبحت من أهم الدول المصدرة للأسمدة ، لافتا إلى أن الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية تلعب دوراً حاسماً في اقتصادنا القومي وفي صادراتنا وفي تلبية احتياجات مجتمعنا المصري ، حيث انها تنتج المواد الأساسية التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية من الأدوية إلى المواد البلاستيكية والأسمدة وغير ذلك ، ولكن مع هذا الدور الحيوي يأتي تحدي كبير وهو ضمان سلامة الأفراد والعمليات وسلامة الأصول.
واعتبر “عبد العليم ” تحول مصر لدولة مصدرة للأسمدة جاء نتيجة تحديث وزيادة المصانع، وبالتالى زادت الإنتاجية المحلية حيث تم إنشاء 7 مصانع ، مصرية 1 و2، وحلوان وموبكو وأبو قير 3، والإسكندرية للأسمدة، وكلها مصانع نفس الطراز، مما يمنحنا ميزة كبيرة جدا، لأن أى مصنع بحتاج أى من قطع الغيار يمكن الحصول عليها من مصنع شقيق، ونحن نمد أيدينا لكل المصانع الشقيقة ، لافتا إلى أن هذه المصانع لعبت دورا كبيرا خلال الأزمة الروسية الاوكرانية التي وقعت عام ٢٠٢٢ وما ترتب عليها من زيادة كبيرة للغاية في الأسعار نتيجة توقف روسيا عن تصدير الأسمدة والغاز ، كاشفًا أن هذة الأزمة نتج عنها دور أكبر لمصر في تصدير الأسمدة، إذ فتحت العديد من الأسواق .
مضيفا أن شركة حلوان للأسمدة تمتلك مصنعا واحدا فقط يعمل منذ نحو ١٧ عاماً وارتفع إنتاجيته خلال العام الماضي لتبلغ ٦٩٠ الف طن يوريا ٤٢٩ ألف طن امونيا ، منوها إلى أن الشركة تصدر نصف الكمية المنتجة والنصف الثانى يتم تحويله للسوق المحلي من جمعيات والشركات الشقيقة بنصف التكلفة وذلك لخدمة القطاع والدولة المصرية .
وكشف ” رئيس شركة حلوان للأسمدة ” عن أن شركته وقعت منذ شهر على عقود إنشاء مصنع للميلامين باستخدام احدث التكنولوجيات العالمية وذلك لدعم خطط التنمية، لافتا إلى أن المشروع يعد الأول من نوعه في مصر وأفريقيا والثاني بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح “عبد العليم ” اعتزام الشركة لافتتاح هذا المصنع في بداية عام ٢٠٢٦، مؤكدا ان الهدف من إنشاء هذا المشروع هو إنتاج نحو ٦٠ ألف طن سنويا باستهلاك نحو ٢٥٨ طن يوميا من محلول اليوريا وذلك لتغطية السوق المحلي من مادة الميلامين وتصدير الباقي إلى السوق الخارجي لجلب العملة الصعبة .
وأكد على أن سلامة العمليات ليست مجرد مسالة تقنية ، بل هي قضية إنسانية لأنها تؤثر على حياة العاملين في المصانع وعلى البيئة المحيطة بنا إذا لم نتخذ التدابير اللازمة لتسبق سلامة العمليات ، فإننا نعرض حياة الأشخاص والمجتمعات للخطر ، مشيراً إلى أن إدارة سلامة العمليات تعد مجموعة من المناهج والمبادئ المترابطة لإدارة مصادر الخطر المتعلقة بالعمليات الصناعية المختلفة في جميع القطاعات مثل قطاع البترول والبتروكيماويات، لتحمي الأفراد وتمنع حدوث خسائر كبيرة او أية أضرار بيئية .
مضيفا أن هذه المبادئ تعمل على منع او تقليل تلك الحوادث الكبرى التي تتضمن تسريبات كارثية غير متعمدة للمواد الكيميائية السامة او التفاعلية أو القابلة للاشتعال او التي تؤدي إلى حدوث انفجار ، مضيفا: حيث أن المنشآت الصناعية أصبحت أكبر حجما وأكثر تعقيداً ، الأمر الذي ادى لتزايد مخاطر العمليات مما يتطلب نهجاً أشمل وأعمق لإدارة تلك المخاطر وتخفيف شدتها ، موضحاً أن هذه المناهج تتكون من إجراءات تنظيمية وتشغيلية، وتوجيهات خاصة بالتصميم ، وبرامج تدقيق ، وذلك من اجل العمل على منع او تقليل هذه الحوادث أو تخفيف حدتها.
وبدوره استعرض المهندس عمرو عبد الحافظ مدير إدارة سلامة العمليات بشركة حلوان للأسمدة ، بعض الحوادث الناتجة عن الإهمال في إدارة سلامة العمليات مثل الحادث الكيميائي الهائل الذي وقع في بوبال بالهند قبل ما يقرب من ٤٠ عاما وكلف وراءه آلاف الأرواح ، نتيجة تسرب آلاف من أطنان من الغازات السامة من مصنع المبيدات الحشرية التابع لشركة يونيون كاربايد .
وأوضح “عبد الحافظ” ان شركة حلوان للأسمدة تعد أول شركة مصرية تنضم لمركز سلامة العمليات الكيميائية التابع للجمعية الأمريكية للمهندسين الكيميائيين وتعد الشركة المصرية الوحيدة بالمنظمة ، لافتا إلى أن هذه العضوية تمنح الشركة العديد من المزايا والمنافع مثل المشاركة في الاجتماعات الفنية وورش العمل والحصول على نسخ من الإصدارات والوثائق والنشرات والمراجع والإرشادات الفنية ، مشددا على أن الشركة ستتيح كل الاجتماعات وورش العمل لجمعية المهندسين المصرية لطرحها في شكل دورات علمية لجميع اعضائها .
وقال المهندس فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية، أن الفترة الحالية التي تعيشها الجمعية حافلة بالأنشطة والفعاليات العلمية والتي تمثل أهم مفردات الخدمة العلمية التي يسعى مجلس الإدارة الحالي دائمًا لتقديمها سواء للمهندس او للجمهور المصرى بمختلف شرائحه من أجل بناء إنسان مصري مثقف وقادر على مجابهة التحديات المستقبلية.
ونوه ” الحكيم ” إلى ان جمعية المهندسين المصرية مضى على انشائها نحو مائة وثلاثة أعوام ومن المقرر إقامة احتفالية لهذة المناسبة نهاية العام الحالي ، موضحاً أن أول رئيس للجمعية تم تعيينه بمرسوم ملكي من قبل الملك فؤاد الأول، الأمر الذي يعكس تقدير الدولة لمهنة الهندسة وللمهندس المصري .
وقال الدكتور مصطفى هدهود الأمين العام لجمعية المهندسين الكيميائيين ومحافظ البحيرة السابق ، أن المجلس الجديد لجمعية المهندسين المصرية أعاد إليها الروح من جديد وأصبحت منبراً لأبناء الشعب المصري بعد أن ظلت جثة هامدة لسنوات عديدة ، لافتا إلى ان صناعة الأسمدة في مصر تعد من أنجح الصناعات في مصر وتساعد على تصدير ما لا يقل عن نحو ٤ مليار دولار سنوياً ، الأمر الذي يعد إنجاز كبير للقائمين على صناعة الأسمدة بكافة أنواعها.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.