الذهب عند قمة تاريخية والسوق الكويتي يشهد


  • فاضل: عمليات تصريف بغرض جني الأرباح.. وتراجع شراء المشغولات 30%
  • الجاسم: سعر الذهب العادل يصل إلى 2500 دولار للأونصة.. و8 عوامل تحرك السوق
  • صلاح: عمليات البيع حالياً تفوق معدلات السيولة اليومية المتوافرة بالعديد من الشركات

بداية، يقول مدير عام شركة دبلة للمجوهرات محمد فاضل: إن السوق الكويتي يشهد حاليا ارتفاعا في عمليات بيع الذهب بغرض جني الأرباح من قبل من اشتروا خلال الأشهر الماضية، وذلك مدفوعا بارتفاع أسعار المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية بعدما سجل سعر كيلو الذهب من السبائك ارتفاعا ملحوظا خلال آخر 10 أيام ارتفع فيها من نحو 20.1 ألف دينار للكيلو إلى 20.9 ألف دينار، أي بواقع ٨٠٠ دينار للكيلو.

وأضاف فاضل إن العديد من المواطنين والمقيمين الذين اقتنوا الذهب بغرض الاستثمار لجأوا إلى عمليات البيع والتصريف لجني أرباح، إذ رأوا أنها فرصة مواتية خلال الفترة الحالية، على اعتبار أن أسعار الذهب سجلت قمة سعرية جديدة.

وأشار فاضل إلى أن لجوء المواطنين والمقيمين إلى البيع يظهر جليا في حركة تداول المشغولات، إذ قلت معدلات الشراء في السوق مؤخرا بنسبة تناهز الـ 30% وهي إشارة واضحة على سلوك المستثمرين الذي ينقسم إلى توجهين رئيسيين في الوقت الحالي كالتالي:

1- البيع: إذ يرى من يمتلك المعدن الأصفر بالفعل أن هناك فرصة لجني أرباح من الارتفاعات السعرية التي سجلها الذهب خلال الأيام الماضية، وقبل أن تحدث عملية تصحيح حتى يتمكنوا من جني الأرباح عند مستوى مرتفع وإعادة الدخول إلى السوق مجددا بمشتريات عندما تحدث عملية التصحيح.

2- الشراء: إذ يرى البعض أن السوق لابد أن يشهد عمليات تصحيح تنخفض معها الأسعار نسبيا بعدما وصلت إلى قمة سعرية جديدة، وهم بانتظار عملية التصحيح للدخول في السوق.

وذكر فاضل أن المؤشرات الجيوسياسية في المنطقة تلقي بظلالها على سلوك المستهلكين، إذ ما زالت هناك عمليات شراء قائمة بغرض الحفاظ على قيمة المدخرات خصوصا في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث، ناهيك عن حالة الترقب لتوجهات الفيدرالي الأميركي والتي تؤثر على سلوك المستثمرين بصورة مباشرة.

من ناحيته، قال المحلل الفني المعتمد في أسواق المال، فيصل وليد الجاسم، إن آخر تقارير صادرة من مجلس الذهب العالمي أشارت بصورة واضحة إلى أن سعر الذهب العادل يصل إلى 2500 دولار للأونصة، وهو ما يعني أن سعر الذهب عيار 24 يفترض أن يكون في مستوى 25 ألف دينار للكيلوغرام الواحد.

وأشار الجاسم إلى أن موجة الصعود التي تحدث في أسعار المعدن الأصفر حاليا تتواكب مع تقرير مجلس الذهب العالمي لنحو 8 من الأسباب يمكن تفصيلها كالتالي:

1 – الأوضاع الجيوسياسية وتصاعد أحداث قطاع غزة تعد مؤشرا جيوسياسيا مؤثرا على سلوك المتداولين سواء أفراد أو مؤسسات تدفعهم نحو الملاذات الآمنة.

2 – الانتخابات الأميركية التي تطرق الأبواب ومتغيراتها التي يأتي على رأسها تصدر ترامب في بعض الولايات وما يتضمنه ذلك من تكهنات تؤثر على السوق.

3 – الأحداث الداخلية الأميركية والعلاقات مع المكسيك وتأثيرها على الولايات المتحدة واقتصادها.

4 – الأحداث التي تجري في البحر الأحمر وتأثيرها على مسارات التجارة العالمية، وتحويل الطرق إلى مسارات أطول وهو ما يسبب تغييرات في سلاسل الإمداد تكون مقترنة بتغيرات بأرقام متصاعدة في التكاليف تؤثر على معدلات التضخم العالمي.

5 – سياسة التشديد النقدي، إذ إن الفيدرالي في 2023 كان متشدداً من رفع أسعار الفائدة ولكن تداعيات التشديد النقدي دفعته إلى تثبيتها حاليا وسط احتمالات لتغيير السياسة وتخفيفها وهو ما يؤثر على جاذبية الدولار.

6 – استمرار معدلات التضخم خصوصا في ظل التحديات العالمية وهو ما يستدعي الحفاظ على المدخرات في ملاذ آمن.

7 – سلة العملات أمام الدولار أصبحت أقوى، وهو ما تظهره بيانات تداول العملات ما حفز المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كبديل للدولار.

8 – تحالفات الدول وإنشاء مجموعات بريكس وآسيان التي تشكل ضغطا إضافيا على الدولار.

وقال الجاسم: «تسجيل الذهب للقمة السعرية الحالية ربما تكون بداية لعمليات تصحيح وجني أرباح إلا ان الاتجاه العام تصاعد ونمو».

وتوقع الجاسم أن يستمر الذهب في الصعود ويكسر حاجز الـ 2150 دولارا للأونصة ويصل إلى 2200 دولار ومن ثم يبدأ عملية تصحيح إثر عمليات جني أرباح وليس انهيار أسعار.

وأشار إلى أن المؤشرات التاريخية تظهر أن الذهب يشهد دائما ارتفاعا في معدلات الأسعار، فأسعار قمة اليوم ستصبح هي الأدنى مستقبلا.

من جهته، قال خبير الذهب والمعادن الثمينة في شركة سبائك الكويت محمد صلاح إن الذهب وصل إلى قمة سعرية جديدة مسجلا مستوى تاريخيا، وهو ما حفز ارتفاع عمليات البيع في السوق المحلي بغرض جني الأرباح.

وأشار صلاح إلى أن المستهلكين في الكويت يتمتعون بخبرة جيدة في أسواق الذهب ويعلمون التوقيتات المناسبة سواء للبيع والشراء، إذ إن ثقافتهم تجاه المتغيرات التي تؤثر على أسعار الذهب عالية ومطلعين بصورة دائمة على كافة العوامل التي من شأنها التأثير في السوق وهوما يمكنهم من اتخاذ القرارات المناسبة.

وذكر أن اقتراب الأسعار من مستوى 21 ألف دينار للكيلو شكل حافزا قويا للمتداولين خصوصا من اشتروا عند 19.5 ألف دينار، ما حفز عمليات البيع لتحقيق مكاسب غير مسبوقة، وأن غالبية المتعاملين في السوق حاليا غلب على تداولاتهم الطابع البيعي لجني الأرباح على مشترياتهم التي كونوها على شرائح سعرية مختلفة ومن ثم انتظار انتهاء الارتدادة السعرية وبدء عملية التصحيح للشراء عند هبوط الأسعار مجددا وتكوين مراكز استثمارية جديدة.

وأكد صلاح أن عمليات البيع التي تتم حاليا تفوق معدلات السيولة اليومية المتوافرة عند العديد من الشركات العاملة في السوق، خصوصا أن عمليات الشراء التي تمت في الوقت السابق تمت عند مستويات سعرية متفاوتة، ولكن السلوك البيعي جاء متزامنا في وقت واحد وهو ما صنع ضغطا على السيولة المتوافرة في محلات العديد من الشركات بالوقت الراهن.

وأشار إلى أن زيادة حركة المبيعات في الوقت الراهن تأتي قبل الاجتماعات المرتقبة للفيدرالي الأميركي وبيانات سوق العمل وتأثيرها على جاذبية الدولار وهو ما يعني أن الفرصة التي تولدت للمكاسب حاليا قد تكون هي الأفضل للبيع حاليا وإعادة الشراء عند تحقق سعر قاع جديد.

يشهد سوق الذهب في الكويت حركة بيع مكثفة من قبل المواطنين والمقيمين بعدما سجل المعدن الأصفر قمة تاريخية جديدة ببلوغ سعر الأونصة، خلال تداولات أمس نحو 2141 دولارا. وأكد مختصون في القطاع التقتهم «الأنباء» أن عمليات البيع غلبت على سلوك المواطنين والمقيمين بغرض جني الأرباح وانتظارا لعمليات تصحيح تمكنهم من الدخول إلى السوق بالشراء مجددا. وأشار المختصون إلى أن عمليات البيع التي تتم حاليا تفوق في قيمتها معدلات السيولة المتوافرة لدى شريحة كبيرة من المحلات، ولكن يستمر السلوك البيعي لدى الأفراد دون توقف، إلى جانب تراجع في حركة بيع المشغولات بنسبة وصلت إلى نحو 30% حتى الآن، وإلى التفاصيل:


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading