مفرح الشمري
رحلة من الخيال، قام بها المؤلف والمخرج محمد الرباح أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة، وذلك من خلال أحداث مسرحيته «بيانولا» التي قدمتها فرقة مسرح الشباب ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 23، والتي جسد شخوصها نخبة مميزة من الممثلين وهم: فيصل العميري، حصة النبهان، أحمد العوضي، وضيف شرف العمل علي الحسيني.
أحداث المسرحية دارت في محطة قطار، حيث هناك فتاة ترتدي فستان الفرح تنتظر وصول زوجها، وكان بجانبها شخصان أحدهما يحمل صندوق «البيانولا»، والآخر كان يبدو «شريرا» ويعرف هذه الفتاة، كما كان يتمنى أن يرتبط بها كزوجة ويعيش معها، لكن الفتاة كلما نظرت إليه تتذكر ما فعل بأبيها في السنوات الماضية، ومع توالي الأحداث تكتشف الفتاة أن سبب حب الرجل الشرير لها هو رسالة وصلت إليه ليقتل حبيبها حتى تتزوجه، لكن الحقيقة المرة التي اكتشفتها الفتاة أن من أرسل تلك الرسالة هو صاحب البيانولا الذي دمر حياتها، ومع مرور الوقت تقتله بنفس السلسلة التي أهداها إياها.
المسرحية كانت بمثابة مباراة تمثيلية شيقة بين العميري والنبهان والعوضي، الذين رسموا لوحة جميلة في توصيل فكرة العمل للمتلقي لأن البعض منهم ربما لم يفهم خيوطه ولم يستطع تفكيكها، لكن بفضل الأداء التمثيلي الجميل للثلاثي وضيف شرف العمل علي الحسيني وصلت فكرة العمل للحضور ليخلقوا حالة من التشويق والإثارة في معظم مشاهد المسرحية الذي كان فيها التمثيل هو نجمها الأول.
وقد نجح المخرج محمد الرباح في تقديم رؤية إخراجية متماشية مع أجواء العرض، وابتعد عن «الفذلكة» التي يتبعها بعض المخرجين في عروضهم المسرحية، ونجاح الرباح تمثل في قدرته على تحريك الممثلين بجميع فضاء المسرح، هذا التحريك جعل المتلقي لا يشعر بالملل، فضلا عن أن السينوغرافيا كانت متماشية مع شكل العرض الذي توقع له الحضور أن يكون منافسا قويا في الحصول على جوائز المهرجان.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.