أحلم بتحويل المعهد العالى للمسرح لمركز إشعاع فنى عالمى
الدراسة أصقلت موهبتى ولم أبحث عن مناصب يوما ما
أتمنى إنشاء مسرح قومى بالعاصمة الإدارية يمثل ثقافة الوطن
فنان يجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية، نجح فى قيادة هرمين من الأهرامات الفنية بمصر، حيث يتولى عمادة المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، وكذلك يشغل منصب مدير المسرح القومى.
«الوفد» أجرت حوارا مع الفنان أيمن الشيوى، خريج معهد الفنون المسرحية الذى أصبح عميدا له، والذى أكد فيه أن الدراسة الأكاديمية أثقلت موهبته وجعلته أكثر تنوعا وإبداعا.
وكشف فى حواره عن كواليس أعماله الفنية، الملك لير، همام فى أمستردام، الخواجة عبدالقادر، شيخ العرب همام، أخر ملوك الصعيد، النهاية، قابيل، وآخرها قلع الحجر، الذى عرض فى رمضان المنقضى، مؤكدا أن شخصيته فى فيلم «همام فى أمستردام» سببت له العديد من المشكلات الفنية لكنه تجاوزها، مؤكدا أنه يبحث دائما عن الرسالة التى يقدمها العمل الفنى، والتى يجب أن تكون فى إطار أخلاقى واجتماعى، موضحا أنه مازال يبحث عن من يكتشفه فنيا ويحلم بتقديم العديد من الشخصيات الفنية.
عن عمله الأكاديمى، ورؤيته لتطوير المسرح المصرى، وأعماله الجديدة قال:
< حدثنا عن خطتك لتطوير المسرح القومى؟
– خطتى تعتمد على تقديم عروض ترقى لمستوى المسرح القومى، المسرح الأهم فى جمهورية مصر العربية على مر العصور، وأسعى لإعادة جذب الجمهور وهو ما حدث خلال آخر عرضين قدمهما المسرح القومى، ومنهما عرض «سيدتى أنا» الذى حقق حضورًا كامل العدد لمدة خمسين ليلة عرض متتالية.
وعموما، الأحلام والطموحات التى أرغب فى تنفيذها كثيرة، ولكن الواقع يقيد تلك الطموحات والأحلام، نتيجة لظروف الإنتاج والميزانيات، ولكن أسعى لاستغلال كل الإمكانيات المتاحة وإعادة تدوير الديكور وإعادة تقديم العروض بميزانية حسب الظروف المتاحة.
< هل الميزانية تكون عائقًا أمام تنفيذ بعض العروض؟
– الدولة لا تبخل على الإنتاج ولكن لدينا حدود فى الإنفاق، لكون أن الدولة تقدم خدمة ثقافية لها عائد مادى بسيط، ولكن نحقق عائدًا ماديًا يساعدنا على أعادة العروض والإنتاج ولا بد أن يكون القطاع الخاص متمثلًا فى البنوك والأندية لها دور لإنتاج مشترك مع الدولة والعالم كله يكون مدعومًا من المؤسسات الخاصة لكون أن صناعة الدراما والسينما أًصبحت جاذبة للفنانين.
< ماهى المعايير التى يتم على ضوئها اختيار العروض؟
– هناك معايير عدة منها لجنة لتقييم العروض وتقوم بقراءة النصوص، لافتا إلى أن سياسية المسرح القومى يقدم الأعمال العظيمة والتى تعبر عن وجدان الشعب المصرى، سواء على المستوى المؤلفين الكبار، وجميع المخرجين الذين يقومون بالإخراج بالمسرح القومى يمثلون الثقافة المصرية، ودائما ما نختار أعمالًا عظيمة تكون من أمهات النصوص وتتم صياغتها وإعادة معالجتها لجذب الجمهور، بعدما اكتشفنا أن الجمهور انصرف عن المسرح فى الفترات الماضية نتيجة حدوث حالة انفصال ما بين المبدع والمتلقى، حيث إن المبدع يقدم مضمونًا عظيمًا وكلاسيكيًا وسط الصراع مع الميديا والإعلام والفضائيات والجمهور لم يجد نفسه، فإننا نعمل على إعادة الجمهور للمسرح والارتقاء بالذوق العام تدريجيا.
< هل هناك خطة للتعاون بين المسرح القومى وبعض المسارح بالدول العربية؟
– كل دولة لديها المسرح الخاص بها وهناك مهرجانات كثيرة تقام بالدول العربية بمبالغ مالية كبيرة، ونحن نسعى للتعاون معهم وبعض الفنانين المصريين يذهبون لتقديم عروض ومهرجانات، وكذلك فنانون من الوطن العربى يأتون لتقديم عروض ولكن لم نصل لمرحلة الانتاج المشترك ونسعى لذلك سواء مع السعودية أو العراق والأردن والجزائر ولم يتم حتى الآن إنتاج مشترك.
< هل ملامحك الأجنبية حصرتك فى أدوار محددة؟
– ملامحى ليست أجنبية، أنا رجل مصرى وملامحى مصرية، وأنا رجل فلاح تربيت فى قرية ومازلت مرتبطًا بها، وأتحدث اللغة العربية، بدليل أننى قدمت شخصية رجل صعيدى بمسلسل قلع الحجر فى السباق الرمضانى لعام 2024، واستمتعت بهذه الشخصية والجمهور شعر بأن الأمر عادى، موضحا أن مصر خليط من الأشكال والثقافات الكثيرة، ولا نستطيع أن نحدد الملامح المصرية فى شكل محدد وهو الأسمر، نتيجة مرور الكثير من الحضارات ما بين الرومان واليونان والأحباش والعرب والذين استمروا لأوقات كثيرة تصل إلى ثلاثمائة وستمائة عام، كل هؤلاء الأجناس اختلطوا بالمصريين، بدليل أننا سنجد فى الصعيد وكل مكان بمصر العيون الخضراء والزرقاء والشعر الأصفر.
< لماذا ذكرت أن شخصيتك بفيلم همام فى امستردام ليست محببة لك؟
– أنا أحببت الفيلم كعمل فنى، ولكن الشخصية التى قدمتها لم تكن محببة لى، لكون أن الشخصية صعبة ورد فعل الجمهور زاد من صعوبتها أكثر، وحدث رفض وكراهية للشخصية من قبل المشاهدين، مما سبب لى بعض المشاكل وأثر على حياتى الفنية بعد ذلك، خاصة أنه كان أول عمل سينمائى لى، وحظى أننى تمكنت من الدور بشكل قوى مما ترك علامة مع المشاهد بشكل كبير، ولكنى استطعت أن أتجاوز كل هذه الصعوبات بعدما استمر ترشيحى فى الأدوار الشريرة ولكنى رفضت تكرار تلك الأدوار.
< ما المعايير التى تعتمد عليها فى اختيار أعمالك الفنية؟
– أنا فنان محترف وأقدم جميع الأدوار، ومن حقى أن أقبل أو أرفض الشخصية، ولكن فكرة المعايير تكون دائما مركبة وعملية القبول أو الرفض يحددها الكثير من القواعد منها الشخصية وحجم الإنتاج والإخراج، ولكننى دائما ما أبحث عن الأعمال التى تكون فى إطار أخلاقى وإطار اجتماعى والهدف الذى يقدمه العمل، وهل هناك عمق فى الشخصية بمعنى هناك دراما حقيقية، وهذا ما جعل جميع الأعمال التى شاركت فيها مميزة.
< قدمت الكثير من الأعمال.. ما الشخصية التى تحلم بتقديمها؟
– أحلم بتقديم الكثير من الشخصيات، وأشعر أننى لم أبدأ حتى الآن ولم أكتشف حتى تلك اللحظة، وأبحث عن من يكتشف أيمن الشيوى كفنان ويقدمه بشكل مختلف.
< أيهما أقرب لقلبك المسرح أم الدراما أم السينما؟
– كل منها له ميزته، ولكن جميعها دراما رغم اختلاف الأسماء سواء دراما سينمائية أو دراما مسرحية أو دراما تليفزيونية، وكل منها له متعته الخاصة، لافتا إلى أن المسرح حالة تمتع الممثل، والعمل التليفزيونى أو السينمائى له متعته الخاصة، ولكن الشخصية والدور هو من يحدد أيهما أقرب.
< العمل الإدارى أثر على الحياة الفنية للفنان أيمن الشيوى؟
– أنا لم أبحث عن أى عمل إدارى طوال حياتى، ولكن العمل الإدارى فرض علي، بداية من أستاذ ورئيس قسم حتى أصبحت عميدا، ولكن العمل الإدارى يحتاج أن يكون الشخص ذا موهبة وحكمة وتركيز عال وقادرًا على أن يقود مؤسسة، والعمل الإدارى من أصعب ما يكون ويحتاج إلى جهد كبير.
< ماذا أضافت الدراسة الاكاديمية للفنان أيمن الشيوى؟
– الدراسة الأكاديمية أضافت كثيرا لى، بداية من دراستى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثم ممارستى فن التمثيل والمسرح فى قصور الثقافة والنادى والتحاقى بالمعهد العالى للفنون المسرحية، لافتا أن الدراسة الاكاديمية ثقلت موهبتى وجعلتنى أكثر عمقا فى تخصصى، وأتعرف على مدارس عديدة فى جهات كثيرة، ولابد للفنان الهاوى أن ينفذ ما تعلمه بشكل جيد وسيظل يكرره مدى الحياة، لكن الدراسة الاكاديمية تثرى حياة الفنان بمعلومات كثيرة وأشياء جديدة تجعله أكثر إبداعا وتنوعا بشكل مستمر.
< ما هى أهدافك وخططك للمعهد العالى للفنون المسرحية؟
– المعهد العالى للمسرح هو بيتى ومتربى فيه وأعمل به منذ أكثر من ثلاثين عامًا، موضحا أن هناك بعض المشكلات ونعمل على حلها، وأهما أننا نسعى للحصول على مقاييس الجودة وتطوير المناهج التعليمية وتطوير هيئة التدريس، وتسويق الخريجين للمعهد بشكل قوى رغم أنهم منتشرون فى كل مكان ويحققون نجاحات كثيرة جدا، وأسعى لتحويل المكان بؤرة ضوء اشعاع ثقافى وفنى ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى والعالم، لافتا أن الأوروبيين حدث لهم انبهار عند التعامل مع خريجى المعهد، موضحا أننا لدينا فنانون موهوبون جدا لكن للأسف يكون ليس لديهم الفرصة لاكتشاف مواهبهم، ومهمتنا اكتشاف تلك المواهب ومساندتهم وإمداد العالم العربى بالمواهب الفنية.
< هل المناهج الدراسية مواكبة للتطور الذى حدث فى العالم بحاجة للتغير؟
– نمتلك أفضل مناهج على مستوى العالم، ولكن البعض يتشدق بكلمة المناهج والمدارس، والبعض يتحدث عن أسماء كبيرة فى عالم الفن من أمريكا وأوروبا، وتلك المناهج لا تعبر عن وجهة نظر أصحابها والفنانون هضموا تلك المناهج والالتزام بمنهج واحد لا يفيد نتيجة أن أهدافنا واحدة ولكن التدريبات هى المختلفة وللمتدربين يخضعون لشخصية وأسلوب المدرب ونتعامل بأحدث المناهج فى العالم ومتقدمون فى تلك المجال.
< لماذا طالبت بإنشاء خمس مدارس لتدريس الفنون بعد المرحلة الاعدادية؟
– لدينا تلك المدارس وهى ناجحة جدا بأكاديمية الفنون، وطالبت ذلك لتعميمها لكونها تجربة ناجحة، مضيفا أن الموسيقى مجال يحتاج أن يتعلمه الفنان منذ الصغر، مؤكدا أن مرحلة الطفولة يبدأ التفجر العقلى لدى الطالب ويواصل الإبداع، ولذلك نحتاج إلى مجموعة من المدارس لكى يكون لدينا مبدعون فى كافة الفنون.
< لماذا طالبت بإنشاء مسرح قومى فى العاصمة الإدارية؟
– المسرح القومى له فلسفة وأفكار تختلف عن أى مسرح آخر، لكون أن المسرح القومى يمثل الدولة وفكر الشعب، وأن دار الأوبرا لا تغنى عن المسرح القومى، ولا بد أن يكون هناك مسرح قومى يمثل الثقافة الرسمية للوطن بالعاصمة الإدارية التى سوف تدار منها البلاد تحتاج إلى مسرح قومى بخلاف المسرح القومى الموجود بالقاهرة، الذى يجب أن يظل كما هو وينشأ مسرح قومى مستقل بالعاصمة الإدارية.
< لماذا لم تطالب بإنشاء مسرح قومى بالمحافظات وجه قبلى؟
– غالبية المحافظات بها مسارح ومنها المنصورة ودمنهور وطنطا، والمسرح القومى له مقر وإدارة وفرقة، ونذهب بالفرقة ونقدم عروض فى كل قرية ومحافظة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.