تستقبل مصر رفات القديس فرنسيس في 23 مايو 2024 مع القداس الافتتاحي في كنيسة سان جوزيف بمشاركة المجتمع الكنسي، قداس بكل اللغات، حيث يترأس القداس رئيس الأساقفة نيقولاس هنري السفير البابوي بمصر وبمشاركة مراد مجلع رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر.
وبحسب بيان، تحتل مصر مكانة عظيمة في قلب القديس فرنسيس لأنها مفتاح الشرق الأوسط، وإفريقيا، والحضارة المصرية من أهم الحضارات في العالم القديم، كما أنها من أقدم الحضارات التي دونت تاريخها.
من هو القديس فرنسيس
القدّيس فرنسيس الأسيزي جوهرة من جواهر الكنيسة، يحتفظ بقيمته مدى العصور والأجيال، إن فرنسيس واحدٌ من ألمع شهود يسوع في تاريخ الكنيسة، ومرآة صادقة للمسيح، وما أشدّ حاجتنا إلى مَن يشهدون للإنجيل والمحبّة والإخاء والفرح:
اتى القديس فرنسيس الأسيزي للديار المصرية وقلوبنا في المجيء الأوّل[1219م] وهو يسير على القدمين، وأما المجيء الثاني[2024م] وهو يُحمل على الأكتاف ويسير به تلاميذه.
عارض فرنسيس أباه، ورمى له ثيابه بوجهه،لكي يكون متحررًا من ذاته ومقدمًا ذاته، دون قيد أو شرط للمسيح الذي أحبّه مطلقًا، لا يعرف الحدود ولا الشروط. تخطى فرنسيس، في عيشه الإنجيل، كل حدود المعقول والمألوف، حتى وُصف بالجنون، ولكن، أو لم يكن الصليب نفسُه هو جنون حب الله للإنسان؟، اختار فرنسيس الفقر الطوعي، ووجد فيه التحرّر والانطلاق والفرح، ولم يلتمس ضمانًا وتأمينًا إلّا عطف الأب السماوي الذي يوفّر لطيور السماء قوتها، ويُلبس زنابق الحقل أروع لباس، واختار أيضًا أن يكون الأصغر لكي يكون للجميع خادمًاـ وعملًا بوصايا معلّمه يسوع؛ وانبرى في آن معًا، للذود عن كل مظلوم ومسحوق ومنبوذ، لكيلا يُفرض على أحد فقر ينطوي على حرمان من حقّ، وانتهاكٍ لحُرمةٍ وكرامةٍ، ولكي يسود الإخاء والعدل جميع أبناء الله الواحد.
فرنسيس، هيّا أصلح كنيستي المتداعيّة! هذا الصوت ملأ كيان فرنسيس…لقد تنازل ابن الله العليّ، وأوكل إليه مهمّة إصلاح كنيسته. بعفويّة وبساطة وتواضع…تصدى لإصلاح الكنيسة، فبقدوة سلوكه، وقداسة سيرته، وتقيُّده المطلَق بصفاء الإنجيل وأصالته، تقيّد بوصايا معلّمه يسوع المسيح، احتفظ بإخلاصه المطلق للمؤسسة الكنسيّة، وهكذا توفق في تجسيد تطلّعات قاعدة عريضة من المسيحيّين الحقيقيّين، الذين يُمثّلون الكنيسة الحقّة، واللذين كانوا يُطالبون بممارسة الإنجيل، بلا تشويه، رغم تخاذل الإكليروس وتهافته، وبممارسة الفقر الإنجيلي، رغم انغماس الأساقفة في حمأة الثروة وارتباطهم بالإقطاعية.
– ما أحوجنا اليوم يا فرنسيس أن تضع يدك بيد الكنيسة، وكما أنار قلبك وذهنك وصايا المسيح، وسط مجتمع كنسيّ جمّدته العقلية الإقطاعية، وكبّلته، كانت انطلاقتك التبشيرية دعوة إلى الحركة، والسير، في إثر الرسل، إلى العالم أجمع. لإسماع كلمات يسوع الصافية، الخالدة باعثة الحياة. وعلى نقيض المؤسّسة الكنسيّة المرهقة بممتلكاتها، وعقاراتها الشاسعة، التي جعلت خطاها وكأنها مثقلة بالرصاص، التزمت يا فرنسيس بالفقر المطلق وتخلّي عن كل امتلاك وعن كل صلة بالأرض بل على كل مسكن ثابت فاكتشفت خفة السير، ورشاقة الارتحال وتوثُّب الشباب، ونفاد صبر الرسول، وفرحت يا فرنسيس بأداء الرسالة، واكتشفت أن الإنجيل هو ارتماء بين ذراعي الرب، وسعي الرب نحو البشر.
جاء إلى مصر كما يقول المتنيح مثلث الرحمات الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك. حمل فرنسيس إلى السلطان شهادة إيمان وحب وسلام، فكان جواب السلطان إعجابًا بالشجاعة، وانبهارًا بالبساطة وترحبيًا بالسلام. واليوم يأتي إلينا ليذكرنا بأن المسيح يجددنًا على صورته الخاصة بواسطة الروح القدس، فالروح القدس يغيّر شكلنا إلى شكل المسيح، ويطبع فينا صورته الخاصة، جاء إلى مصر بعد ترميم كنيسة سيدة الملائكة، ويحمل في قلبه يسوع المسيح كما حملت مريم العذراء ابن الله وبشرت به واليوم يأتي إلينا في هذا الشهر المريمي لكي يذكرنا بكلماته عندما قال على مريم العذراء “لم يولد في العالم مثلك يا بنت العلي، اختارها الأب السماوي”. فهي مسكن الله حيث ملء النعمة وكل صلاح، وهي ابنة الأب وأمته وأم الابن وعروس الروح القدس، التي تصلي من أجلنا، لدى ابنها الحبيب، جاء ليعلن كلمة الله وهي إعلان محبة الله للبشرية يأتي إلينا ليذكرنا برسالته الرابعة إلى المجمع الرهباني العام وإلى جميع الإخوة: في ذبيحة القداس الإلهية، على الكهنة أن يكونوا أطهارا أنقياء وبعد جمع عميق لحواسهم وأفكارهم، فليقدموا بطهارة هذه الذبيحة الحقيقية ذبيحة الجسد والدم القديسين، إن روح لقاء القديس فرنسيس مع السلطان الملك الكامل ونتائجه من حوار. واليوم يأتي إلينا في هذا الزمن لكي تبقي شخصيته نورًا يضيء التاريخ المسيحي، وتعاليمه، ويقودنا نحو الملكوت، حيث نشارك الملائكة والقديسين.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.