تعد أوروبا الشرقية موطناً لأروع المدن في القارة العجوز، وهي مثالية لمن يحبون السفر إلى مناطق غير مزدحمة، كما هو الحال في نظيراتها من مدن أوروبا الغربية مثل لندن وباريس وروما، بجانب أنها ذات تكلفة أقل من حيث الانفاق السياحي.
وفي رحلة عبر أوروبا الشرقية، يمكن أن يعيش المسافر مغامرة تعرفه على التاريخ القديم والمعاصر، ويشاهد فيها أيقونات الثقافة، فهناك مدن مسورة من العصور الوسطى، تحتضن أيضاً الشواطئ ذات المياه الفيروزية الدافئة، التي تنافس ما يوجد على ساحل أمالفي في إيطاليا أو في اليونان.
دوبروفنيك – كرواتيا
أصبحت مدينة دوبروفنيك، المدينة المحصنة المسورة القديمة، التي تشبه القصص الخيالية على الساحل الدلماسي في كرواتيا، ذات شعبية كبيرة في العقد الماضي، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون مزدحمة للغاية خاصة في الأيام التي ترسو فيها السفن السياحية. ورغم الازدحام يوصى بزيارتها ولو مرة واحدة على الأقل.
وعلى الرغم من أن منطقة البلدة القديمة مذهلة بالتأكيد إلا أن دوبروفنيك، فيها المزيد خارج الأسوار. فعلى البحر الأدرياتيكي، يوجد مزيج من الشواطئ الرملية والحصوية مدعومة بمياه الزبرجد الصافية والدافئة، بما يكفي للسباحة، ويمكن البدء من شاطئ بانجي، الذي يقع على بعد خطوات فقط من البلدة القديمة.
كما أن موقع المدينة الساحلي يجعلها نقطة انطلاق مثالية للرحلات اليومية والتنقل بين الجزر، مع عدد من العبارات التي تشق طريقها إلى جزر إلافيتي، المليئة بالمقاهي والمطاعم، التي تقدم الطعام في الهواء الطلق، والكهوف البحرية التي تنتظر من يستكشفها.
ومع تاريخ يعود إلى القرن السابع ليس من المستغرب أن العديد من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في دوبروفنيك هي هياكل تاريخية كبوابات المدينة وشارع ستراديوم للمشاة وقصر رئيس الجامعة والمتحف التاريخي الثقافي.
براغ – جمهورية التشيك
يعود تاريخ براغ إلى عام 870 بعد الميلاد، وهي واحدة من أقدم مدن أوروبا الشرقية وأكثرها زيارة من قبل السياح. وتمثل وجهة مناسبة لمن يخصصون ميزانية محدودة للسفر، لأن أماكن الإقامة معقولة السعر، كما أن العديد من مناطق الجذب الرئيسية في المدينة مجانية، حيث يمكن للسائح التنزه عبر جسر تشارلز، أو المشي في أراضي قلعة براغ، أو مشاهدة المناظر الخلابة لمدينة براغ من تل بيترين دون إنفاق فلس واحد.
وتصبح المدينة مزدحمة للغاية في فصل الصيف الذي يمثل فرصة جيدة للاستمتاع بالمقاهي الخارجية أو للقيام بنزهة مع إطلالة على متنزه كامبا (موطن بعض المنشآت الفنية الشهيرة والغريبة)، أو الاستمتاع بالموسيقى الحية والفعاليات في ضفة نهر نابلافكا.
وفي الأيام الممطرة، لا بد من رؤية العديد من المتاحف والمعارض في المدينة، خاصة المتحف المخصص لفرانز كافكا. وهناك أيضاً مخابئ تعود للحرب الباردة، والكثير من المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية، ومكتبة ستراهوف المذهلة التي تعتبر من أجمل المكتبات في العالم.
بودابست – المجر
مع أفق دراماتيكي والكثير من المعالم التاريخية والثقافية، لا يمكن إنكار سحر العاصمة المجرية، وتُعرف بودابست أيضاً باسم لؤلؤة الدانوب، وتقدم تاريخاً غنياً يتضمن التأثيرات الرومانية والتركية، والذي يتضح في الحمامات الحرارية، التي تعتبر عنصراً أساسياً في ثقافة المجر. والمنطقة الأكثر روعة في بودابست منطقة كاسل هيل، وهي هضبة من الحجر الجيري تطل على نهر الدانوب، وتعد موطناً لأشهر المعالم السياحية في المدينة.
وتشمل هذه قلعة بودا التي تعود إلى القرن الثالث عشر ومتاهة تحت الأرض (جزء من نظام الكهف تحت الأرض في المنطقة)، وميدان ترينيتي، ومتحفاً تحت الأرض، يضم مستشفى من الحرب العالمية الثانية ومخبأ نووياً ومكتبة سيتشيني الوطنية. وهناك الكثير من الرحلات اليومية الفريدة، التي يمكن القيام بها من بودابست، بما في ذلك مدينة إيجر المشهورة بحماماتها الحرارية وكنائسها الباروكية والقصر الملكي الباروكي الكبير في جودولو ومتنزه أغتيليك الوطني وكهف بارادلا، اللذين يمتدان إلى سلوفاكيا.
مدينة بوخارست – رومانيا
رومانيا هي واحدة من أكثر الدول الأوروبية انخفاضاً في تكاليف السياحة، حتى في عاصمتها، فوسائل النقل العام ميسورة التكلفة، والإقامة الاقتصادية وفيرة، والعديد من الأنشطة الرئيسية في المدينة، كالتنزه في الشوارع الشهيرة وفي أقدم الحدائق العامة في العاصمة.
وإحدى مناطق الجذب الرئيسية في بوخارست هي مدينتها القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، والتي تتميز بالعديد من المباني التاريخية وبالشوارع المرصوفة بالحجارة، التي تصطف على جانبيها المقاهي والمطاعم والمحال التجارية، وتبيع المجوهرات والفنون والطعام التقليدي.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى الهندسة المعمارية للمدينة، حيث تشتهر بمبانيها الرائعة والمزخرفة كقصر البرلمان وكنيسة ستافروبوليوس المستوحاة من الطراز البيزنطي والأثينيوم الروماني موطن أوركسترا جورج إنيسكو الفيلهارمونية.
وتشمل الأشياء الأخرى، التي يمكن القيام بها في بوخارست، التوقف عند قوس النصر الخاص ببوخارست، وزيارة متحف قرية ديمتري غوستي الوطنية، وهو متحف في الهواء الطلق يروي أسلوب الحياة التقليدي في رومانيا.
تالين – إستونيا
تقع تالين على الساحل مباشرة وتتمتع بإطلالات مفتوحة على المياه الزرقاء لخليج فنلندا، وهي مدينة تعرف كيف تمزج بين القديم والجديد بشكل جيد للغاية.
وعلى مدى العقد الماضي أصبحت إستونيا ملاذاً لرواد الأعمال، والدليل على ذلك المركز التجاري المتنامي في المدينة، مع العديد من مراكز التسوق العصرية والمطاعم.
وتُعد تالين واحدة من أكثر العواصم متقاربة الأماكن في أوروبا الشرقية، ما يعني أن الشخص لن يكون على بعد أكثر من 15 دقيقة من المدينة القديمة المذهلة.
وتالين أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث تمتلئ البلدة القديمة بكنائس القرون الوسطى وقاعة المدينة القوطية والأبراج الرائعة والكثير من المقاهي الساحرة، للتوقف لبعض الوقت بعد عناء السير.
ولا يزال هناك الكثير مما يمكن رؤيته واستكشافه خارج المركز، بما في ذلك المتاحف والقلعة الوردية، وكاتدرائية ألكسندر نيفسكي المستوحاة من الطراز الروسي، وعدد من المعارض الفنية والمتاحف الصغيرة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.