الكنوز الغياض في مكتبة علي الفياض بقلم د
- الفياض قابل المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان رحمه الله خلال زيارة للكويت ويعكف حالياً على تأليف كتاب جديد عنه متتبعاً ما نشره في مجلات مختلفة عن قطر
- أدعو الأكاديميين المهتمين بتاريخ منطقة الخليج إلى زيارة المكتبة والاستفادة منها ومن صاحبها ففيها جواهر ثمينة وخفايا وأسرار دفينة توسع مدارك الباحث
- الفياض جعل مكتبته في بيت كامل بكلّ غرفة مجال مختلف من المعرفة وهناك قسم عن تاريخ الخليج به كتب عن تاريخ الكويت والزبير ونجد سمعت بها ولم أرَها من قبل
- أتمنى من المؤسسات الثقافية في الخليج أن تهتم بمثل الأديب الباحث علي بن عبدالله الفياض من خلال تكريمه على الجهود التي بذلها خلال العقود الماضية
بقلم: د.عبدالرحمن محمد الإبراهيم
الباحث والمتخصص في تاريخ الكويت والخليج
جرَتْ عادتي على أني إذا زرْتُ بلداً ما أبحث قبل ذلك من خلال الشبكة عن أبرز المعالم الثقافية والتاريخية فيه، وغالبا ما ينفتق البحث عن زيارة المتاحف والمكتبات الوطنية لهذه الدول، ولأْياً ما يقودني البحث لمشاهدة شواهد قبورٍ لعلماء أثّروا في أممهم وربما في العالم من حولهم، وربما نتَجَ البحث عن زيارة مقهى أو منزل لروائي أو شاعر لا يعرفه الكثير من أبناء هذا الزمان.
إن زيارة مثل هذه الأماكن غير المعروفة أو المألوفة عند السياح تكاد تكون من أجمل اللحظات في رحلتي؛ لأن فيها اكتشافا للجديد ومتعةً ثقافية من خلال التعرف على شخصيات قد أعرفها بشكل سطحي فتضيف لحصيلتي وفهمي من المعلومات شيئا عزيزا.
في قطر اختلف الأمر قليلا، فعلى الرغم من زيارتي للمتاحف وخصوصا متحف قطر الوطني وكذلك بيت ابن جلمود المخصص لتاريخ العبودية في قطر وغيرها من الأماكن الثقافية مثل مكتبة قطر الوطنية والمركز العربي للدراسات والأبحاث، إلا أنني كنت حظيّاً بالوقوع على كنز في شمال قطر لم أكن لأجده لولا دلالةُ بعض الأصحاب المثقفين.
هذا الكنز يحوي جواهر ثمينة يظل الباحث ذاهلا فيها، فلا يشعر بالزمان من حوله منذ دلوفه فيه حتى خروجه، فالكنوز الغِياض في هذه المكتبة تبعث على بذل الجهد في البحث عن أسرارها وسبر خفايا رفوفها وزواياها.
صاحبها رجل فاضل يندر أمثاله في هذا الزمان، فعلى الرغم من جهده الشخصي في تجميع المكتبة وبذل المال الوفير عليها إلا أنه لا يرد باحثا في طِلْبَته، ولا يبخل بعلم على مجتهد، فعنده اطلاع واسع على ما في المكتبة ويعرف خباياها وتفاصيلها، فهو ليس مجرد جامع للكتب بل قارئ ومثقف ومؤلف وشاعر.
فهو كما قال المتنبي:
كالبَحْرِ يَقْذِفُ للقَريبِ جاهِراً
جُوداً، ويبْعَثُ للبَعيدِ سحائبا
علي بن عبدالله بن أحمد الفياض، من مواليد قرية العريش في شمال قطر، كان والده شاعرا ووالدته راوية، وعليه فقد نشأ على محبة التراث بل يكاد يكون التراث عشقه الأوحد.
وعلى الرغم من أنه لم يكمل تعليمه العالي إلا أن محبته للكتب والقراءة عوضتْه ما لم يحصله في المدارس.
الفياض محب للشعر العربي الفصيح والكتب التراثية يدلك على ذلك تحقيقه لمخطوط «مجموع الجوهرة المضية بمختار الحكم والأشعار الأدبية» للشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن درهم نشرتْه كتارا في عام 2017.
كما أن للفياض العديد من المؤلفات مثل «محمد بن عبدالوهاب الفيحاني حياته وشعره» والذي شاركه في تأليفه علي بن شبيب المناعي، هذا الكتاب فيه تفاصيل كثيرة عن شخصية الفيحاني القطرية، ولعل هذا الكتاب من أقرب المؤلفات إلى قلب الفياض إذ كثيرا ما يُطريه في لقاءاته الإعلامية.
كذلك تشارك الفياض والمناعي في مجموعة أخرى من الكتب منها «ترانيم الفجر»، كما له كتاب مع المناعي عن قطر في كتابات المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان رحمه الله، وحاليا يعكف على تأليف كتاب جديد عن الشملان متتبعا ما نشره المؤرخ الكويتي في مجلات مثل البعثة وغيرها عن قطر. وقد قابل الفياض سيف مرزوق الشملان وعبدالله الأنصاري في زيارة له للكويت.
عندما يدخل الباحث مكتبة الأديب الفياض في الشمال يجد الكتب مرتبة ترتيبا محكما يمتد لجميع زوايا البيت، إذ إنه جعل المكتبة في بيت كامل تضم كلُّ غرفة فيه مجالا من مجالات المعرفة. احتلت الكتب الصادرة عن قطر غرفةً كاملة، فتجد أغلب ـ إن لم يكن جميع ـ ما نُشر عن قطر في شتى المجالات في الغرفة، فمن الدواوين الشعرية إلى الكتب التاريخية مرورا بالدراسات الأكاديمية وانتهاءً بالموسوعات العلمية.
بعد قسم تاريخ قطر تجد تاريخ الخليج يحتل جزءا من المكتبة، وقد وجدت في هذا القسم كتبا عن تاريخ الكويت والزبير ونجد كنت قد سمعت بها ولم أرَها قبل ذلك، فغالب الكتب الرئيسة المتعلقة في تاريخ الخليج متوافرة في مكتبة الفياض، ففي الدور العلوي تجد الكتب الدينية والفكرية مختلفة الطبعات متنوعة الأفكار.
وما جذبني في الدور العلوي المجموعاتُ التي طبعها الشيخ علي بن أحمد آل ثاني حاكم قطر الأسبق، وهو المشهور بمحبة العلم وتقريب العلماء، فوجدتُ العديد من الكتب في المذهب الحنبلي وفي العقيدة الإسلامية وبعض الدواوين الشعرية، كما وجدتُ بعض الكتب التي طبعت في القرن الماضي على نفقة بعض شيوخ آل ثاني المهتمين بالثقافة والعلم.
لا تنقضي عجائبُ كنوزِ مكتبةِ الفياض عند هذا الحد، فمن يتوغل في البحث في المكتبة يجد أرشيفا كبيرا لشخصيات قطرية جمَعَها الفياضُ على مدار عقود من الزمن، هذا الأرشيف فيه العديد من المعلومات البِكر التي لم يُستفَدْ منها بالشكل الصحيح، فمن ملفات المدرسين مرورا بملفات الأئمة والمؤذنين وكذلك الموظفين وغيرها من الملفات التي تحوي تاريخ قطر.
هذا الأرشيف المحلي لو استفاد منه طلاب الدراسات العليا في جامعات الخليج بشكل عام والجامعات القطرية بشكل خاص لجاءنا وافر من العلم، فمن الممكن أن تكتب رسائل ماجستير حول المعلومات المتوافرة في الأرشيف.
ولا يقتصر أرشيف الأديب الشاعر علي الفياض على ما هو مكتوب فقط، فهناك أرشيف سمعي سجّله الفياض على امتداد السنوات الماضية مع شعراء ووجهاء وشخصيات قطرية وغير قطرية كان لها دور في التاريخ المحلي والخليجي وهي تشكل مادة علمية بِكراً للباحثين.
عند الحديث عن مكتبة علي بن عبدالله الفياض لا يمكن تجاوز استضافة العديدِ من المثقفين العرب والخليجيين الذين فتحتْ لهم المكتبة باب الضيافة، وهذا واضح من خلال دفتر الزيارات فيها، فالمتردد على المكتبة لا بد أن يواجه عددا من هؤلاء المثقفين، إذ تعمل المكتبة أيضا كمنتدى ثقافي وفكري مميز في قطر يستفيد الباحث من رواده وزائريه من خلال النقاشات العلمية والفكرية والتاريخية التي تدور في المكتبة.
أتمنى أن تُكتب سيرة الشاعر الباحث علي الفياض في كتاب حتى تكون أنموذجا يقفوه الأجيال في مستقبل الزمان، إذ إن العلم والثقافة والتأليف لا يتوقف على الشهادات العليا، فهذه مكتبة الفياض شاهدة على ذلك.
كما أدعو الأكاديميين المهتمين بتاريخ منطقة الخليج أن يزوروا المكتبة ويستفيدوا منها ومن صاحبها فالكنوز التي فيها تُوَسّع مدارك الباحث، فقد يقع الباحث على معلومة تُزعْزِعُ فكرةً كان يألفها فيضيف للحقل العلمي التاريخي شيئا جديدا.
كما أتمنى من المؤسسات الثقافية في الخليج أن يهتموا بمثل الأديب الباحث علي بن عبدالله الفياض من خلال تكريمه على الجهود التي بذلها خلال العقود الماضية وأن يستضيفوه في معارض الكتاب في الخليج كضيف شرف فأمثال بوعبدالله يستحقون التكريم والإشادة.
أكد في ندوة بمعرض عمّان للكتاب أن مجلة العربي لا تزال ترسخ مشروعاً ثقافياً عربياً
المليفي: اللغة العربية تواجه تحدي التكنولوجيا الرقمية والترفيه الإلكتروني
قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة ورئيس تحرير مجلة «العربي» إبراهيم المليفي ان اللغة العربية تواجه تحدي التكنولوجيا الرقمية واللجوء الى أنظمة الترفيه الالكترونية التي يسيطر عليها المحتوى بلغات غير عربية في حين تواصل مجلة العربي مشروعها الثقافي الذي يرسخ اللغة العربية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «مجلة العربي ودورها في صياغة المشهد الثقافي العربي» قدم فيها المليفي قراءة في تاريخ مجلة «العربي» ودورها الثقافي في الحفاظ على اللغة العربية والحفاظ على نفسها مشروعا ثقافيا عربيا ساهم في تجاوز القطرية.
وقال في الندوة، التي أدارها الكاتب والأديب الأردني رمضان الرواشدة، ان مجلة «العربي» تفوقت بأن تحريرها كان وما زال مستقلا وانها خاضت في السياسة بتناول قضايا الحق العربي واولها القضية الفلسطينية كقضية مركزية في حين لم تخض المجلة في القضايا الخلافية العربية ما أتاح لها تحقيق الوحدة العربية على صفحاتها ويجد كل بلد عربي نفسه على هذه الصفحات.
وأكد المليفي أهمية مجلة «العربي» في التصدي للتحديات التي تواجه اللغة العربية وانحياز المجلة للوطن العربي والكفاءات العربية «فهي تكتب بقلم عربي وفكر عربي وموجهة للقارئ العربي»، مشددا على ضرورة عدم القفز نحو التكنولوجيا الرقمية «قفزات غير مدروسة».
وأشار إلى شراكة قائمة بين مجلة «العربي» مع محطات إذاعية عالمية للولوج الى شباب العالم، لافتا الى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت متنفسا للهروب من الهيمنة على الرأي والفكر.
وردا على سؤال، قال ان الموقف الرسمي والشعبي الكويتي يتطابقان في الموقف من القضية الفلسطينية وهو موقف من الثوابت، مؤكدا ان الشعوب العربية للان لم تطبع.
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار في مداخلة في الندوة ان الكويت دولة فكر وثقافة وديمقراطية وكانت مجلة العربي دائما مشروعا ثقافيا عربيا يعتز بها كل مثقف وقارئ عربي.
وكان مدير الندوة الكاتب رمضان الرواشدة قد أشار في تقديمه للمليفي الى ان الكويت كانت دائما دولة فكر وثقافة ومسرح وديمقراطية وصحافة حرة وجاءت مجلة «العربي» جزءا من الحركة القومية العربية وحافظت على هذا التوجه رغم الانكفاءات والتفرق العربي مستعرضا تاريخ الكويت الاكاديمي والثقافي والادبي الذي بدا مطلع القرن الماضي.
مشاركون في معرض عمان للكتاب: إبراز الصورة الحضارية والإسهامات الثقافية للكويت
أكد مشاركون كويتيون في معرض عمان الدولي للكتاب أمس حرص الكويت على المشاركة في المهرجانات الثقافية ومعارض الكتب لإبراز الصورة الحضارية وإسهامات البلاد في إثراء الثقافة العربية.
وأجمعوا في تصريحات متفرقة لـ «كونا» على هامش المعرض الذي يقام في دورته الـ 21 على أن المشاركة بهذه المعارض خطوة إيجابية لتفعيل قنوات التعاون العربي في المجالات الثقافية والأدبية.
وقال رئيس تحرير مجلة العربي إبراهيم المليفي إن مشاركة الكويت في المعرض تشتمل على برنامج ثقافي مميز ومتنوع يتضمن عددا من الندوات ومعرضا للصور ومعرضا للطوابع يكرس الدعم المتواصل الذي تقدمه الكويت للشعب الفلسطيني منذ بدء النكبة.
وبين المليفي أن مشاركة عدد كبير من الناشرين ونخبة من الأدباء والمثقفين الكويتيين في المعرض هذا العام تعد دلالة واضحة على أهمية معارض الكتاب لنشر المعرفة ومد جسور التواصل الثقافي بين البلدين الشقيقين.
بدورها، قالت ممثلة مؤسسة التقدم العلمي في المعرض د.ليلى الموسوي إن المؤسسة تحرص في توجهها الجديد على تعزيز التواجد على المنصات المختلفة الرقمية والفعلية لمواكبة التحول الرقمي الذي تسارعت خطاه وتغير طبيعة القراءة مع الإيقاع السريع للحياة اليومية.
من جانبها، لفتت المشرفة على ركن جامعة الكويت راوية المطر ان الجامعة تعرض 11 عنوانا في المعرض هي خلاصة دراسات وأبحاث أعدتها في مختلف العلوم الاقتصادية والسياسية وعلم النفس والآداب والعلوم المجتمعية، مؤكدة أهمية المشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب بصفته مكانا يمكن من خلاله الترويج لدراسات الجامعة والتعريف بالأبحاث والدراسات التي تعدها الجامعة وتعد مراجع علمية تسهم في نشر العلم والمعرفة واصفة الاقبال على المعرض بالجيد.
المصدر
المصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه