- مليار إنسان سيلقون حتفهم بسبب موجات الصدمة الناتجة عن الانفجارات النووية والإشعاعات والحرائق
- اندلاع حرب نووية عالمية سيدمر المناخ ويخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بالمناطق الاستوائية
شافعي سلامة
من منطلق «الوقاية خير من العلاج» وقبل أن نكون ضحية للمفاجأة، وقبل سؤال ماذا نفعل عند وقوع الأزمة، يمكننا أن نستعد من الآن لحالة «القادم الأسوأ». هكذا قدم الكاتب الزميل مفرح النومس العنزي لكتابه «الوقاية المدنية من الحرب النووية»، مؤكدا أن الاستعداد للحرب النووية ليس صعبا بل هو بين أيدي الجميع من خلال المعرفة والقراءة والاطلاع.
في هذا الإطار طرح النومس بأسلوب سهل ومبسط ومختصر يمكن للقارئ فهمه وتطبيقه على أرض الواقع مراحل الوقاية من الحرب النووية التي حددها بثلاث: ما قبل الحرب وأثناءها وبعدها.
فبعد حديث عن الأضرار الناتجة عن الحرب النووية يوضح من خلال نتائج دراسات عملية وعسكرية أنه في حالات اندلاع حربة عالمية ثالثة فسيكون هناك تأثير تدميري على المناخ لتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 40 درجة مئوية تحت الصفر في مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالي و5 تحت الصفر في النصف الجنوبي، مع انخفاض الحرارة إلى ما دون النصف في المناطق الاستوائية، وتتراوح بين صفر و5 درجات في أوروبا بعد ثمانية أشهر من بدء الصراع.
كما ذكر النومس كذلك دراسة أميركية أخرى توضح أن أكثر من مليار إنسان سيلاقون حتفهم بسبب موجات الصدمة الناجمة عن الانفجارات النووية والتفحم والحرائق الناشئة عن الإشعاعات المباشرة، فضلا على إصابة أكثر من مليار شخص آخرين بجروح وحروق خطيرة. وتوقعت الدراسة أن يختفي من 30% إلى 50% من سكان الكرة الأرضية خلال بضعة أيام، بحيث تكون أعلى معدلات هذه الوفيات في أميركا الشمالية وأوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق واليابان.
يتطرق الكاتب بعد ذلك في مقدمة تاريخية إلى سلسلة من المعلومات الشيقة المتعلقة بكيفية تطور المعرفة بالعناصر المشعة والانشطار النووي والتعريف بالذرة وفكرة صناعة القنبلة النووية وأساسيات تصنيعها التي تعتمد على الانشطار النووي والاندماج النووي والتفاعل المتسلسل، قبل أن يتطرق إلى السباق العالمي للتسلح النووي ومخزون الأسلحة النووية في العالم الذي قل من 70 ألف متفجر نووي في ثمانينيات القرن العشرين إلى 13 ألف متفجر، وهي الكمية التي لاتزال قادرة على تدمير كوكب الأرض بالكامل بما عليه من بشر وحضارات وإنشاءات عدة مرات.
بعد ذلك يذكر النومس تفجير أول قنبلة نووية ود. روبرت أوبنهايمر أبي القنبلة الذرية الأميركية قبل أن يعرج على انفجار هيروشيما باليابان في 6 أغسطس 1945، حيث لقي نحو 78150 شخصا مصرعهم وانقطعت أخبار 13983 إنسانا فيما أصيب بالإشعاع 37424 شخصا.
في الجزء التالي من الكتاب يتناول المؤلف أنواع الانفجارات النووية ومراحلها والمخاطر الصحية على جسم الإنسان من جراء التعرض للإشعاع النووي، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن الوقاية من السلاح النووي والتي ذكر أنها تكون عبر الاستفادة من طبوغرافية الأرض التي يدعمها بعد ذلك بعدد من التعليمات التي يجب على المدنيين اتباعها عند حدوث الانفجار النووي.
ينطلق النومس في كتابه من خلال الصفحات التالية إلى تفعيل مراحل الوقاية الثلاث، حيث تكون الأولى نفسية وتوعوية وميدانية وثقافية تقع تحت مظلة الأمن الوقائي للمجتمع والهدف منها هو الحدث من تأثير عنصر المفاجأة. أما في المرحلة الثانية (أثناء قيام الخطر) فيكون هناك تفاعل إيجابي من المواطنين خصوصا فيما يتعلق باتباع التوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات والفرق المختصة وكيفية استخدام الملاجئ. بينما تركز المرحلة الثالثة من الوقاية المدنية من الحرب النووية (بعد زوال الخطر) على تفقد الناجين وعدم تعريض النفس والغير للخطر النووي.
في الجزء الأخير من الكتاب يتحدث المؤلف عن أنواع الملاجئ والاستعدادات اللازمة في المنزل التي من بينها اختيار موقع الملجأ في المنزل وما يستلزمه ذلك من إجراءات، فضلا على التجهيزات اللازمة من أغذية ومياه ومستلزمات طبية وأجهزة ومستلزمات نفسية وصحية، ليختم صفحات الكتاب بعدد من الصور التي تكشف عن الدمار الشامل الذي خلفته القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
المصدر
المصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.