وزارة الخارجية الكويتية النشأة والتطور 1961


  • الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد أكمل مسيرة الديبلوماسية في أسمى معانيها وحرص على لَمّ شمل الأشقاء في الخليج وكان له دور في إنشاء مجلس التعاون

يوسف غانم

تعتبر وزارة الخارجية في كل دولة الركيزة الأساسية والأهم في تحقيق أهدافها وبناء علاقاتها مع الدول الأخرى وفق سياسة محددة قائمة على أسس مدروسة وبما يحقق مصالحها من جهة وكذلك الوصول إلى السلم والأمن الدوليين وترسيخ مبدأ الصداقة المشتركة مع شعوب العالم، إضافة إلى خدمة مواطني الدولة وتيسير أمورهم في الدول الأخرى من خلال السفارات والقنصليات المنتشرة في دول العالم، إضافة إلى تسهيل عمل السفارات والبعثات الديبلوماسية المتواجدة على أراضيها لخدمة رعايا تلك الدول في جميع مجالات عملها ديبلوماسيا واقتصاديا وثقافيا وصحيا وغير ذلك من الأمور القنصلية وغيرها.

وتأكيدا لدور وزارة الخارجية المميز في الكويت ولتاريخها المضيء بما قدمته منذ صدور المرسوم الأميري بإنشاء دائرة للخارجية في أغسطس 1961 والتي تحولت مع أول تشكيل وزاري إلى وزارة الخارجية، كان حرص السفير محمد أحمد المجرن الرومي على إعداد كتاب «وزارة الخارجية الكويتية النشأة والتطور 1961-2021» الصادر عن «مركز البحوث والدراسات الكويتية»، حيث يقول رئيس مجلس الإدارة ورئيس المركز أ.د.عبدالله يوسف الغنيم في تصدير الكتاب: حينما فاتحني الأخ الكريم السفير محمد أحمد المجرن الرومي عن رغبته في إعداد كتاب عن تاريخ وزارة الخارجية بالكويت، نشأتها وتطورها، رحبت بذلك كل الترحيب، فقد وجدت أن هذه فرصة لتوثيق أعمال تلك الوزارة على يد أحد أبنائها، فوزارة الخارجية الكويتية من أهم الوزارات في الكويت ولها آثارها الكبيرة في تعزيز العلاقات الطيبة مع مختلف دول العالم، وهو الأمر الذي شهدت به المحافل الدولية، ولا شك أن لهذه الوزارة إسهاما كبيرا في حصول الكويت على لقب «مركز العمل الإنساني» الذي منحته الأمم المتحدة إياها لأول مرة في تاريخ تلك المنظمة الدولية.

ويضيف د.الغنيم: يأتي هذا الكتاب ليقدم مسحا شاملا ومستحقا لتاريخ هذه المؤسسة المهمة، تتبع فيه مؤلفه نشأتها وتطور أعمالها، والرجال الذين تعاقبوا على العمل فيها ونشاطاتها المختلفة، وقد بذل المؤلف جهدا كبيرا عبر سنوات من البحث وجمع المعلومات، وتخلل ذلك مجموعة من اللقاءات مع بعض الرواد الذين قدموا مشكورين معلومات ليست متاحة في المصادر التي بين يدينا.

بداية الفكرة

ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: منذ عشر سنوات بدأت فكرة هذا الكتاب الخاص بنشأة وزارة الخارجية وتطورها، وهو العمل الأول عن نشأة الخارجية بعد الاستقلال عام 1961م، ولا شك في أن الكتابة في موضوع جديد لم يطرقه أحد يكتنفه كثير من الصعوبة، فالبحث عن مواد الكتاب من مصادر ووثائق ومقابلات مع الديبلوماسيين والإداريين بوزارة الخارجية يستغرق وقتا طويلا.

وبعد هذه السنين الـ 10 استطعت بفضل الله سبحانه وتعالى، أن أصدر هذا الكتاب، فالشكر الجزيل لكل من أعطاني معلومة، أو ساعدني في البحث، أو الذين قابلتهم ومنهم من انتقل إلى رحمة الله خلال هذه السنوات.

كما أقدم الشكر إلى الاخوة والأخوات الذين قابلتهم وزودوني بمعلومات كانت خافية علي، وكذلك لكل من هداني إلى كتاب أو أرسل لي صورا قديمة ضمنتها كتابي هذا، «ولا شك في أن أي بحث يكون به بعض الأخطاء، سواء في نقل المعلومة أو بسبب خطأ مطبعي، فأرجو المعذرة».

وشكر السفير محمد أحمد المجرن الرومي مركز البحوث والدراسات الكويتية، وعلى رأسه أ.د.عبدالله يوسف الغنيم والعاملين بالمركز، وكذلك العاملون في وزارة الخارجية، خصوصا الذين زودوه ببعض المعلومات والبيانات، وإلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، ولمن أسهم في طباعة الكتاب، والشكر لأسرته التي ساندته.

كما شكر الذين عرفهم وعمل معهم في وزارة الخارجية سواء في الديوان العام أو في السفارات بالخارج فترة الأعوام الـ 40 التي قضاها بالوزارة، مشيرا إلى شهداء وزارة الخارجية نجيب الرفاعي ومصطفى المرزوق وصالح العقاب، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته.

مسيرة الديبلوماسية

ويقول السفير محمد أحمد المجرن الرومي في تمهيد الكتاب: كنت أنوي أن أقدم النسخة الأولى من هذا الكتاب إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، ولكن قضاء الله الذي لا راد له كان أسرع، فانتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها، وخسرت الكويت والعالم كله ديبلوماسيا لا نظير له، إنه عميد الديبلوماسية العالمية الذي قضى أكثر من 4 عقود من الزمان في العمل الديبلوماسي وزيرا للخارجية الكويتية، قبل أن يصبح أميرا للكويت، فأكمل مسيرة الديبلوماسية في أسمى معانيها، وحرص على لم شمل الأشقاء في الخليج عبر مشروع الاتحاد التساعي الذي كان يطمح إلى ضم كل من البحرين وقطر والإمارات السبع، والذي أثمر تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقلال كل من البحرين وقطر، بالإضافة إلى دوره الرائد في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولعب، رحمه الله، دورا كبيرا في حل الخلاف بين كل من قطر من جهة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملة البحرين من جهة أخرى.

ويضيف المؤلف: «وقد كان من حسن حظي أنني عملت إلى جانب المغفور له الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية، فأتيحت لي فرصة التعرف على هذه الشخصية عن قرب، وذلك منذ انضمامي إلى العاملين بوزارة الخارجية عام 1974».

عرفت الرجل الذي تحمل عبء الديبلوماسية الكويتية، والذي كان له صولات وجولات في المؤتمرات لتنفيذ سياسة الكويت بديبلوماسيتها الهادئة المسالمة التي تعتمد مبادئ أساسية للسياسة الخارجية، التي رسم سموه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، خطوطها العريضة.

تلك السياسة القائمة على احترام المواثيق الدولية واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتباع سياسة الحياد الإيجابي سياسة ثابتة منذ الاستقلال حتى الآن.

هذا، ويحوي الكتاب 5 فصول إضافة إلى الملاحق وبعض من مطبوعات وزارة الخارجية، والمراسيم الأميرية الخاصة بوزارة الخارجية، والمراجع والفهرس والسيرة الذاتية للسفير محمد أحمد المجرن الرومي.

ويتناول المؤلف في الفصل الأول: سياسة الكويت قبل الاستقلال، متضمنة سياسة الكويت الخارجية ومعاهدة الحماية، والطريق إلى الاستقلال، ومظاهر استقلالية الكويت قبل يونيو 1961، كانضمام الكويت إلى المنظمات الدولية والإقليمية، وانتقال السلطة القضائية على الأجانب إلى الكويت، انتقال سلطة مراقبة تحويل النقد إلى الكويت، افتتاح أول قنصلية لدولة أجنبية في الكويت، رفض الشيخ عبدالله السالم فكرة الانضمام إلى الاتحاد الهاشمي، زيارات الشيخ أحمد الجابر الصباح الرسمية التي قام بها لبريطانيا، استقبال الكويت لقادة الدول، مواقف الكويت العربية قبل الاستقلال، الكويت ومنطقة الإسترليني.

سياسة الكويت بعد الاستقلال

وفي الفصل الثاني: سياسة الكويت الخارجية بعد الاستقلال: يتطرق الكاتب إلى:

أولا: اتفاقية الاستقلال، ثانيا: إنشاء دائرة الخارجية وتعيين رئيسها، ثالثا: تشكيل وزارة الخارجية، والنواة الأولى للديبلوماسيين، والإدارات المكونة لوزارة الخارجية، أوائل السفراء المعينين في الخارجية، أوائل القناصل العامين، أوائل الديبلوماسيين في وزارة الخارجية، فتح السفارات الكويتية في الخارج، أهداف السياسة الخارجية للكويت، المقر الأول لوزارة الخارجية، أوائل العاملين في وزارة الخارجية، المرأة الكويتية والعمل بوزارة الخارجية، أوائل الملحقين التجاريين الكويتيين بعد الاستقلال.

رابعا: أزمة 1961 وتداعياته:

انضمام الكويت إلى الجامعة العربية، وقبول الكويت عضوا في الجامعة العربية.

دور الديبلوماسية الكويتية أثناء أزمة ١٩٦١.

انضمام الكويت إلى الأمم المتحدة.

الكويت عضو في الأمم المتحدة.

تعيين القناصل الفخريين.

خامسا: إنجازات الديبلوماسية الكويتية بعد الاستقلال، ودور الكويت الديبلوماسي في إنشاء مجلس التعاون.

سادسا: اختيار الكويت لعضوية مجلس الأمن.

ديبلوماسية الكويت

أما الفصل الثالث فيتناول فيه السفير المجرن الرومي ديبلوماسية الكويت في مواجهة الأطماع والأزمات الخارجية كما يلي:

أولا: دور الكويت الديبلوماسي وتداعيات الحرب العراقية – الإيرانية.

ثانيا: الديبلوماسية الكويتية في مواجهة الغزو العراقي للكويت والمتضمنة: النوايا قبل الغزو، مباحثات جدة (31 يوليو 1990)، الغزو العراقي للكويت، انتقال الشرعية الكويتية لأداء مهامها من السعودية، وزارة الخارجية الكويتية تتابع ممارسة مهامها من الرياض، دور القيادة الكويتية في حشد القوى للتحرير، قرارات مجلس الأمن بشأن الغزو العراقي للكويت، رد الكويت على اعتراض العراق على ترسيم الحدود بمذكرة من الخارجية الكويتية ممثلة بوزير الخارجية آنذاك الشيخ سالم صباح السالم والموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي، ودور البعثات الديبلوماسية الكويتية في مواجهة الغزو، حيث إن وزارة الخارجية بدأت منذ الساعات الأولى للغزو العراقي الآثم للكويت في الثاني من أغسطس 1990 تعمل بجد واجتهاد وتتواصل مع بعثاتها الديبلوماسية في الخارج.

ثالثا: دور الديبلوماسية الكويتية في مواجهة الأزمات الخارجية.

تطوير العمل

ويأتي المؤلف إلى الفصل الرابع: مواصلة تطوير العمل في وزارة الخارجية، فيتناول آلية التخطيط لتطوير العمل، حيث استطلع المؤلف آراء أصحاب الخبرة العملية الذين عملوا في الوزارة، واستعان بآراء عدد من السفراء الكويتيين ذوي الخبرة في المجال الديبلوماسي مع تبيان آرائهم وذكر أسمائهم، وكذلك تكريم المتقاعدين الذين خدموا بلدهم لمدة طويلة تقديرا لعطائهم وتمثيل بلادهم خير تمثيل، وأيضا تطوير وسائل التواصل بين الوزارة وبعثاتها الديبلوماسية وإنشاء أقسام جديدة وعقد المؤتمرات لرؤساء البعثات الديبلوماسية.

كذلك يتطرق المؤلف في هذا الفصل إلى تغيير مسميات العاملين بوزارة الخارجية، والديبلوماسيين وإعداد البحوث، وإنشاء المعهد الديبلوماسي، والهيكل التنظيمي المستحدث لوزارة الخارجية، والبعثات الديبلوماسية الكويتية في الخارج والأجنبية لدى الكويت، ليصل إلى الأخطار التي يواجهها الديبلوماسي الكويتي في الخارج.

أما الفصل الخامس والأخير فيتناول فيه السفير محمد أحمد المجرن الرومي سياسة الكويت الخارجية بعد التحرير عام (1991):

أولا: المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الكويتية وأهدافها.

ثانيا: ديبلوماسية الكويت الاقتصادية: حيث يتناول إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والكويت وعلاقاتها مع القارة الآسيوية.

ثالثا: ديبلوماسية الكويت الإنسانية.

ملاحق ومراسيم

بعد ذلك، تأتي الملاحق كملحق أسماء العاملين الأوائل في وزارة الخارجية، وملحق أسماء القناصل الفخريين، وملحق أسماء الدفعتين الثانية والثالثة من العاملين في وزارة الخارجية حتى عام 2020.

وأيضا ملحق بأسماء وزراء الخارجية ووزراء الدولة للشؤون الخارجية ووكلاء الوزارة (1961-2021)، وملحق أسماء سفراء أصبحوا وزراء، ووزراء أصبحوا سفراء، والسفراء الأقارب، وملحق يبين الهيكل التنظيمي المستحدث لوزارة الخارجية الكويتية.

كما سعى المؤلف للبحث عن بعض مطبوعات وزارة الخارجية وتضمينها في الكتاب وأيضا المراسيم الأميرية الخاصة بوزارة الخارجية، إضافة إلى توثيق المراجع التي اعتمدها في إعداد الكتاب وفق تصنيف متقن مع الفهرس الذي يظهر ترتيب فصول الكتاب ومحتوياته بشكل متسلسل وسلس والتي أغناها المؤلف العديد من الصور والوثائق التي حصل عليها إما من الوزارة أو من السفراء وكذلك من الكتب والصحف والمقابلات والأصدقاء لتشكل داعما قويا لعملية التوثيق، لنصل إلى السيرة الذاتية للسفير محمد أحمد المجرن الرومي.

السيرة الذاتية للسفير محمد أحمد المجرن الرومي

٭ من مواليد الكويت 1950.

٭ تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في الشامية.

٭ درس في ثانوية الشويخ.

٭ حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ جامعة القاهرة، 1974.

٭ ماجستير في العلاقات الدولية ـ جامعة كنت ـ بريطانيا، 1999.

٭ دبلوم في إستراتيجية فن المفاوضات ـ كلية الإدارة ـ جامعة هارفارد ـ الولايات المتحدة، 2006.

٭ دبلوم في الديبلوماسية العالمية في القرن الجديد ـ كلية جون كنيدي ـ جامعة هارفارد ـ الولايات المتحدة، ابريل 2007.

٭ في بداية عمله بوزارة الخارجية عام 1974، عمل كملحق بإدارة مكتب الوكيل.

٭ عمل في سفارة الكويت لدى الهند كسكرتير ثاني وأول من عام 1976 الى 1982.

٭ عمل في مكتب وكيل الوزارة من 1982 الى 1984، ثم عمل مستشارا في مكتب الوزير من عام 1984.

٭ عمل مستشارا في سفارة الكويت لدى جمهورية مصر العربية من 1988 الى 1992.

٭ سفير الكويت لدى قطر من 1992 الى 1995.

٭ سفير الكويت لدى جمهورية باكستان الاسلامية من 1997 الى 2000.

٭ وسفير محال لدى كل من جمهورية كازاخستان وجمهورية طاجيكستان واتحاد ميانمار (بورما).

٭ سفير الكويت لدى مملكة السويد من 2001 الى 2005، وسفير محال لكل من مملكة الدنمارك ومملكة النرويج وجمهورية آيسلندا.

٭ مساعد وزير الخارجية لشؤون البحوث والإعلام بوزارة الخارجية من 2006 الى 2010.

٭ مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية من 2010 الى 2015.

٭ حاصل على وسام الشرف من الطبقة الأولى من أمير قطر في 1995.

من مؤلفاته

1 ـ آراء وخواطر.

2 ـ العلاقات الكويتية ـ القطرية (رسالة ماجستير).

3 ـ قضايا وآراء.

4 ـ رسائل.

أنشطة أخرى

٭ عضو رابطة الأدباء الكويتية.

٭ عضو سابق بمجلس أمناء مركز 21 لذوي الاحتياجات الخاصة.

٭ عضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

٭ رئيس اتحاد طلبة الكويت في القاهرة عام 1973.

٭ رئيس مجلس منطقة الشامية وعضو مجلس إدارة جمعية الشامية التعاونية من 1985 الى 1987.



المصدر
المصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading