مفرح الشمري
يحسب لجمعية الخريجين الكويتيين استمراريتها في إقامة معرض للكتاب في الصيف وهذا إن دل فإنه يدل على ان القائمين عليها يسعون دائما لبناء مجتمع كويتي مثقف وواع لما يدوره حوله.
وفي ظل النجاحات التي حققتها جمعية الخريجين الكويتيين في إقامة معارضها الـ 5 السابقة، افتتحت معرضها السادس امس الأول بحضور نخبة من المثقفين وسفير سلطنة عمان الشقيقة د.صالح الخروصي والذي شارك فيه مجموعة كبيرة من دور نشر ومؤسسات ثقافية في المعرض، ومنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، دار سعاد الصباح، بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع، ودار «نون حاء»، ودار رؤية، إضافة إلى جريدتي «الجريدة» و«النهار»، ودار كلمات، ودار قرطاس، ومنشورات تكوين، وشركة الربيعان، ودار شفق، وشركة قرطاس، إضافة إلى جمعية الخريجين.
وعلى هامش الافتتاح وجه رئيس جمعية الخريجين د.إبراهيم المليفي كلمة شكر الى وسائل الإعلام التي حضرت افتتاح معرض الكتاب الصيفي السادس، واصلا شكره الى جميع دور النشر المشاركة في هذا المعرض، متمنيا التوفيق والنجاح وأن يحقق هذا المعرض أهدافه التي أقيم من أجلها.
من جهته، شكر سفير سلطنة عمان لدى الكويت د.صالح الخروصي الجهود المبذولة من قبل جمعية الخريجين الكويتيين لإقامة مثل هذا المعرض الذي يتضمن العديد من دور النشر والمؤسسات الإعلامية، متمنيا التوفيق للجميع.
وبعد افتتاح المعرض، انطلقت أولى الندوات للبرنامج الثقافي، التي تقام على هامش المعرض وكانت بعنوان «أين اختفى المسرح السياسي في المسرح الكويتي؟» شارك فيها الفنان القدير جاسم النبهان والمخرج القدير نجف جمال وأدارتها «الأنباء»، والتي تجددت فيها المطالبة بحرية الرأي والتعبير خصوصا ان الفنان المسرحي رقيب نفسه ولا يحتاج الى رقابة عليه لأنه مواطن ويشعر بما يشعر به أبناء المجتمع من الأوضاع التي تحدث في الشارع داخليا وخارجيا.
وأكد الفنان القدير جاسم النبهان ان المسرح السياسي كان موجودا على خشبات المسرح الكويتي منذ الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وكان له جمهور ذواق لمثل هذا النوع من المسرحيات التي كانت تناقش الأوضاع الداخلية بكل شفافية وكانت بمنزلة متنفس حقيقي لما يحدث حولنا من متغيرات.
واستذكر النبهان في مجمل حديثه العديد من المواقف التي كانت تناقش على خشبة المسرح الكويتي بكل أريحية، منها مسرحية «مغامرة رأس المملوك» التي عرضت على خشبة مسرح كيفان عام 1977، موضحا ان هذه المسرحية التي كتبها الراحل السوري سعدالله ونوس كانت ممنوعة من العرض في بلدها وتم عرضها بنجاح كبير في الكويت وخارجها وهذا إن دل فإنه يدل على حرية الرأي والتعبير التي كانت موجودة في تلك الفترة التي استمرت لسنوات طويلة ولكن حاليا اختفت بسبب الرقابة وقوانينها على ما يعرضه المسرح الكويتي.
وتمنى النبهان ان نعود لما كنا عليه ونقدم أعمالا تناقش أوضاعنا ليعود المسرح الكويتي إلى بريقه على الرغم من ان هناك عددا من المسرحيات لبعض المخرجين الشباب تعرض حاليا تحاول جاهدة إعادة ما فقدناه في المسرح الكويتي من خلال نصوص رصينة تسلط الضوء على الواقع الذي نعيشه.
واختتم النبهان حديثه في الندوة بتحقيق أمنيته لعرض مسرحية «قبل ما يكبر طيره» للراحل عبدالأمير التركي المرفوضة من الرقابة حتى يوفي الأمانة التي حمل إياها الراحل عبدالأمير التركي.
من جهته، قال المخرج القدير نجف جمال ان المسرح السياسي موجود منذ القدم وكان يقدم في الشوارع لتوصيل صوت الشارع للسلطة حتى تعدل الأوضاع المعيشية لأبناء شعبها.
وأضاف: شهدت مسارح الكويت في القرن الماضي العديد من المسرحيات التي كانت متنفسا للمجتمع لأنها كانت تناقش الواقع المعيشي وما يدور حولهم من متغيرات مطالبين السلطة بالتصدي لكل من يريد الضرر بالكويت وأهلها، وهذه المسرحيات كان لها جمهور واسع وكبير وحققت الكثير من النجاحات للمسرح الكويتي الذي كان يعرض على خشباته ما لم يعرض على خشبات الدول الأخرى.
وأكد جمال انه تعرض للكثير في مسرحياته لقضايا حساسة كانت بمنزلة استشراف للمستقبل مثل مسرحية «انتخبوا ام علي» التي ناقشت دخول المرأة لمجلس الأمة، ومسرحية «الكورة مدورة» التي ناقشت الوضع الرياضي وغيرها من المسرحيات التي حققت نجاحا كبيرا، وذلك بسبب حرية الرأي والتعبير التي تتمتع بها الكويت دون غيرها.
وكشف المخرج القدير نجف جمال عن معاناته من نوايا بعض أعضاء الرقابة الذين يفسرون عناوين المسرحيات حسب أمزجتهم الخاصة، وذلك يتبين من خلال مسرحية «بشت الوزير» التي أصبحت «بشت المدير»، ومسرحية «أعضاء مجلس الجن» التي أصبحت «الجن» بعد طلب حذف أعضاء مجلس من اسم المسرحية، بالإضافة الى مسرحية «عذبيني يا بدوية» التي قدمت باسم «عذبيني»، مؤكدا ان مثل هذه الأمزجة في لجان الرقابة التي تخاف من عنوان مسرحية غير جديرة بأن تكون في مثل هذه اللجان.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.