رئيس كوريا الجنوبية يصل إلى أبوظبي: أهم النقاط من الزيارة | أخبار العالم

وصل رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ إلى أبوظبي في الفترة من 17 إلى 18 نوفمبر 2025 في زيارة دولة تشير إلى رغبة العاصمتين في تعميق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والفضاء. وقد التقى بمرافقة عسكرية رسمية وكبار المسؤولين الإماراتيين، ومن المتوقع أن تركز المحادثات هذا الأسبوع على التجارة والاستثمار والطاقة والشراكات الصناعية المتعلقة بالدفاع ومشاريع التكنولوجيا الفائقة المشتركة.
الرئيس لي جاي ميونغ يبدأ زيارة دولة الإمارات العربية المتحدة
وصل فخامة رئيس جمهورية كوريا لي جاي ميونغ إلى أبوظبي يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 في زيارة دولة مهمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت هذه المحطة التي استمرت ثلاثة أيام بمثابة بداية جولة الرئيس لي التي شملت أربع دول والتي استغرقت عشرة أيام، وهي أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه. وقد رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تشاركها كوريا الجنوبية في شراكة استراتيجية خاصة، بالوفد باستعراض شرفي استثنائي. ولدى دخول الطائرة الرئاسية الأجواء الإماراتية، يرافقها تشكيل من الطائرات العسكرية. وفي وقت لاحق، وفي حفل الاستقبال الرسمي في قصر الوطن، أجرى فريق الفرسان للاستعراضات الجوية التابع للقوات الجوية الإماراتية، تحليقاً جوياً، حاملاً دخاناً بألوان علم كوريا الجنوبية.
أجندة الزيارة
وكانت زيارة الرئيس لي، التي يطلق عليها في كثير من الأحيان رحلة “فريق كوريا”، مصحوبة بوفد قوي من عمالقة الصناعة، بما في ذلك رئيس شركة سامسونج للإلكترونيات لي جاي يونج ونائب رئيس مجموعة هانوا كيم دونج كوان. وأكدت هذه الخطوة تركيز الزيارة على النتائج الاقتصادية الفورية، والتي تمت مناقشتها في مائدة مستديرة للأعمال مخصصة بين كوريا والإمارات العربية المتحدة.العلاقة مبنية على أسس مالية متينة:
- تعهد باستثمار 30 مليار دولار: تأتي هذه الزيارة في أعقاب التزام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023 باستثمار 30 مليار دولار في القطاعات الاستراتيجية في كوريا الجنوبية.
- نمو التجارة: وصلت التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 6.6 مليار دولار في عام 2024، مما يدل على نمو سنوي مطرد.
- تفعيل CEPA: سعى القادة إلى إيجاد سبل لتعزيز اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) الموقعة في عام 2024، والتي تهدف إلى إلغاء الرسوم الجمركية على أكثر من 90٪ من التجارة الثنائية.
كما احتفل البلدان بالتعاون العميق بينهما في قطاع الطاقة. حققت محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة، والتي بنتها شركات كورية جنوبية، نجاحًا هائلاً، حيث تولد الآن حوالي ربع الكهرباء في الإمارات العربية المتحدة. وبناءً على هذا الإنجاز، اتفق القادة على توسيع التعاون ليشمل المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs) وحتى النظر في الدخول بشكل مشترك إلى سوق محطات الطاقة النووية في دولة ثالثة.
حدود الدفاع والتكنولوجيا الفائقة
وكان الموضوع الرئيسي للزيارة هو دور كوريا كشريك استراتيجي في مجال الدفاع والتكنولوجيات الموجهة نحو المستقبل. اعتمدت الإمارات تاريخياً على الخبرة الكورية، وأصبحت على وجه الخصوص أول دولة أجنبية تحصل على نظام صواريخ أرض-جو “تشيونغونغ-2” في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار في عام 2022. خلال الرحلة، قام المسؤولون التنفيذيون في مجال الدفاع الكوري، بما في ذلك أولئك من شركة Hanwha وHyundai Motor Group، بالترويج بنشاط لأنظمة الأسلحة المتقدمة مثل مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع K9 ومركبة المشاة القتالية Redback. وبالنظر إلى المستقبل، تحول التركيز إلى الثورة الصناعية الرابعة:
- الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات: ذكر الرئيس لي أن كوريا تتمتع بموقع فريد يمكنها من توفير أشباه موصلات ذاكرة الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تتطلبها الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي 2031.
- بوابة الشرق الأوسط: من الأهمية بمكان أن الرئيس لي وصف دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها “بوابة استراتيجية” و”معسكر أساسي” للشركات والمواهب الكورية الجنوبية التي تتطلع إلى التوسع في الشرق الأوسط الأوسع وأفريقيا وأوروبا. وأعرب عن رغبته في أن تتطور العلاقة من وضع “أمة شقيقة” إلى “مجتمع اقتصادي” مشترك.
إن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس لي هي بمثابة دفعة تم تنظيمها بعناية لتحويل الإشارات الدبلوماسية القوية إلى تعاون تجاري وتكنولوجي ملموس. وعلى مدى الأيام المقبلة، ترقبوا الإعلانات الرسمية بشأن التجارة وأطر الاستثمار ومذكرات التفاهم الخاصة بقطاعات محددة والتي ستترجم النوايا الدبلوماسية الطيبة إلى مشاريع ووظائف.