تايلاند.. أرض للسياحة والاستشفاء | صحيفة الخليج



إعداد: خنساء الزبير

تعد تايلاند من أكثر الدول الآسيوية شهرة في السياحة العالمية لعدة أسباب، منها طبيعتها المذهلة وكثرة الغابات التي يمكنك فيها امتطاء الفيلة، والعديد من الأنهار والجداول التي يقام بها الكثير من الأنشطة، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشلالات والجبال والهضاب، إضافة إلى انخفاض الأسعار فيها، مقارنة بالكثير من مدن العالم السياحية، حيث توصف بأنها فينسيا الشرق لجمالها وروعتها، وأرض السياحة والاستشفاء، نظراً لتعدد مواقع ومراكز العلاج الطبي والطبيعي فيها.

القصر الكبير

إذا كان لا بد من زيارة معلم سياحي تاريخي رئيسي واحد في بانكوك، فسيكون القصر الكبير، وهو مجمع ملكي يرقى إلى مستوى اسمه مع مبان مذهلة تجعل أفخم التصاميم المعمارية الحديثة تتواضع أمامه. بُني عام 1782، وكان المقر الملكي لأجيال متتالية، ولا يزال يُستخدم للاحتفالات المهمة ولاستضافة رؤساء الدول.

جرت صيانة أراضي القصر بشكل جيد، خلال القرون التي تلت بناءه لأول مرة، مع إيلاء عناية خاصة للحفاظ على الجداريات الواسعة وترميمها.

وبين جدرانه يوجد الموقع الأكثر قدسية في تايلاند، وهو معبد بوذا الزمردي، وكذلك العديد من المباني المهمة الأخرى، التي تمنح فرصة تجربة جزء من تاريخ البلاد بشكل مباشر.

معبد وات فو

يقع معبد وات فو مباشرة جنوب منطقة القصر الكبير، ويعد إضافة ممتازة لتلك الجولة، وبُني القصر من قبل الملك راما الأول، وهو الأقدم في بانكوك، ومنذ فترة طويلة يُعد مكاناً للاستشفاء، وقد اشتهر منذ قرون بصيدليته وكأول «جامعة» في تايلاند وكلاهما أنشأهما الملك راما الثالث.

وهناك يمكن أخذ جلسة تدليك تايلاندي، أو تدليك للقدمين في كلية الطب التقليدية الموجودة في المبنى، ولكن الأسعار أعلى بكثير مما هي عليه في صالات التدليك الأخرى من المدينة.

ويشتهر وات فو اليوم بمعبد بوذا المتكئ، حيث يوجد تمثال كبير للغاية (طوله 45 متراً وارتفاعه 15 متراً)، ولا يمكن رؤية التمثال بالكامل مرة واحدة، ولكن رؤية كل جزء منه. وباطن قدميه المرصع بالأحجار الكريمة، جميل بشكل خاص.

الأرجوحة العملاقة

في وسط الساحة المزدحمة أمام وات سوثات، يقف أحد أكثر المعالم السياحية لافتاً للأنظار في بانكوك، وهو إطار ضخم من خشب الساج يبلغ ارتفاعه 27 متراً، لما يسمى بالأرجوحة العملاقة، التي بنيت، في القرن الثامن عشر، لاستخدامها كجزء من احتفالات دينية تقليدية، وتضررت لاحقاً، بسبب البرق وأصبح الإطار مجرد ديكور.

وكان هذا هو محور الاحتفال الديني الذي يقام كل عام في شهر ديسمبر/ أيلول، بعد حصاد الأرز. وكان استخدام هذه الأرجوحة بتناوب فريق مكون من ثلاثة أفراد، لتحقيق التوازن على لوح ضيق بشكل خطر، والتأرجح لمسافة 25 متراً أو أكثر عن الأرض، وعند هذه النقطة سيحاولون الإمساك بكيس من العملات الفضية في أسنانهم.

سوق دامنوين سادواك العائم

للحصول على تجربة تسوق من نوع خاص، يمكن ترتيب جولة إلى دامنوين سادواك، وهو سوق عائم شهير يقع في راتشابوري (نحو ساعة ونصف الساعة خارج بانكوك). وشعبية الأسواق العائمة أكسبت بانكوك لقب «فينيسيا الشرق»، ما جعلها مؤسسات سياحية للغاية، لذلك ربما تكون مزدحمة ولكنها توفر فرصة شراء الأطعمة الطازجة واللذيذة والتفاعل مع السكان المحليين على الطريقة الأصيلة.

وأفضل طريقة للوصول إلى السوق، هو الانضمام إلى جولة الرحلات النهارية في الأسواق العائمة من بانكوك، والتي تستغرق نحو ست ساعات، وتتضمن النقل مباشرة من الفندق والنقل في حافلة مكيفة.

متحف جيم طومسون

منزل تاريخي يمتلكه رجل الأعمال الأمريكي العصامي، جيم طومسون، الذي اختفى أثناء سفره في ماليزيا، وأصبح المنزل بقايا من الزمن القديم في بانكوك. وكان جيم طومسون استقر في تايلاند، بعد أن أمضى بعض الوقت هناك جندياً، نهاية الحرب العالمية الثانية، وسرعان ما أصبح اسماً معروفاً في صناعة الحرير التايلاندي.

وحصل طومسون على وسام «الفيل الأبيض» وهو شرف مهم يُمنح للأجانب الذين قدموا مساهمات كبيرة لتايلاند، ثم حُول منزله إلى متحف يقدم معلومات عن حياته وأعماله، إضافة إلى تاريخ المدينة وصناعة الحرير التايلاندي.

المتحف الوطني

سيرغب هواة التاريخ في تخصيص نصف يوم على الأقل لمشاهدة المتحف الوطني، الذي ظل حتى منتصف السبعينات، المتحف الوحيد في تايلاند، ما يفسر سبب ضخامة مجموعته وتنوعها.

ومن الجيد أن كل معرض تقريباً يستخدم اللغتين التايلاندية والإنجليزية، ويقدم الجولات المصحوبة بمرشدين باللغة الإنجليزية أيضاً، لذلك لن يجد الزائر صعوبة في الاطلاع على تاريخ البلاد القديم والمعاصر.

ويقع داخل أراضي المتحف قصر «وانغ نا» الخاص بالملك راما الأول، والذي ظل كما هو، ويقف شاهداً على التاريخ التايلاندي.

ويمكن للزوار مشاهدة الشعارات والتحف الدينية والاحتفالية والسيراميك والألعاب والأسلحة والآلات الموسيقية وعرش نائب الملك.

طريق خاو سان

منطقة مملوءة ببيوت الضيافة وبائعي المواد الغذائية وأكشاك الملابس والقادمين من كل أنحاء العالم. وعلى الرغم من أنها ملونة ومذهلة وذات مذاق خاص، إلا أن الازدحام والموسيقى الصاخبة، قد تسبب بعض الضيق. ويُعد طريق خاو سان فرصة لتصفح الكنوز الموجودة في محال بيع الكتب المستعملة؛ والتمتع بتناول بعض الطعام الهندي اللذيذ من مطعم المنطقة.

العاصمة بانكوك

كغيرها من المدن السياحية الكبرى صاخبة ومزدحمة، كما أنها ملونة ومبهجة، وهي صورة مصغرة تجمع كل ما يجعل تايلاند مميزة للغاية، حيث تحتوي على المواقع الأثرية، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، ومراكز التسوق التي تعود إلى القرن الحادي والعشرين، وتتمتع بأجواء فنية راقية. وتُعد بانكوك أيضاً، بوابة إلى أجزاء أخرى كثيرة من البلاد، حيث يمكن الانطلاق منها في رحلة قصيرة إلى فوكيت وشيانغ ماي وكوه ساموي وغيرها من الوجهات الشهيرة. وما يشجع على التنقل فيها إمكانية الوصول بالقطار أو الحافلة، مقابل القليل من المال، إلى الكنوز الوطنية مثل أيوثايا ولوبوري والعديد من الجواهر الأخرى المنتشرة في أنحاء البلاد.

جزيرة بوكيت

بوكيت أكبر جزيرة في تايلاند والأكثر شهرة على الأرجح، وتتميز بالمياه الزرقاء والشواطئ الرملية والمأكولات التايلاندية الحارة وأماكن الغطس والغوص الممتازة، ويتدفق إليها السياح القادمون من جميع أنحاء العالم بحثاً عن الاسترخاء والمغامرة.

وتتمتع الجزيرة بمناخ استثنائي مع أيام دافئة ومشمسة على مدار العام، وعادة يكون موسم الرياح الموسمية من منتصف مايو/ أيار حتى أكتوبر/ تشرين الثاني، ولكن قد تمطر مرة أو مرتين، خلال اليوم في هذه الفترة، وهناك ميزة أخرى وهي إمكانية الوصول للجزيرة في رحلة قصيرة مدتها ساعة واحدة من جميع مناطق الجذب الرئيسية في بانكوك، وفي التالي بعض من أجمل الشواطئ وأفضل ما يمكن القيام به.

مدينة بوكيت

تقع مدينة بوكيت على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة على خليج خلاب، وتعج هذه «المدينة الجزيرة» بالنشاط، بفضل العديد من الفنادق والمطاعم ومناطق الجذب السياحي الأخرى التي ظهرت مؤخراً، وتعكس الهندسة المعمارية تأثير المهاجرين الصينيين والجماليات البرتغالية، وتوفر تبايناً مثيراً للاهتمام، مع الأنماط التايلاندية التقليدية في أماكن أخرى.

ويوصى بالتنزه في شوارع مدينة بوكيت القديمة، والتجول في المتاجر والقصور الصينية البرتغالية والمعابد والأضرحة، والتي جرى الحفاظ عليها جميعاً، ومن الأنشطة الأخرى التي يمكن القيام بها في المدينة، زيارة المتحف ومعرض فني تفاعلي ثلاثي الأبعاد.

أنشطة الغوص

توفر المياه المحيطة بجزيرة بوكيت، بعضاً من أفضل أنشطة الغوص والغطس في تايلاند، وفي ظروف ممتازة عادةً، فالرؤية جيدة، وتتراوح درجة حرارة الماء من 26 إلى 30 درجة مئوية، ناهيك عن الشعاب المرجانية الملونة والأسماك الاستوائية، ويمكن مشاهدة فرس البحر والسلاحف البحرية وأسماك القرش الحوت.

ويأتي العديد من المسافرين إلى تايلاند، لإكمال شهادة غوص السكوبا في الدورات التدريبية، وهناك متنزه جزر سيميلان الوطني، وتتكون هذه المنطقة من 11 جزيرة غير مأهولة، وتشتهر بالغوص المذهل.

قرية راواي

لتجربة جانب أكثر أصالة في بوكيت، يوصى بالتوجه إلى هذه القرية الصغيرة على الساحل الشرقي للجزيرة لإلقاء نظرة على نمط حياة قبيلة الموكين، وهي من قبائل غجر البحر، ولديهم جذور في جزر أندامان ونيكوبار، وقد ظلوا ملتزمين بشدة بمعتقداتهم وعاداتهم، ويعيش بعضهم بجانب البحر، ويختار بعضهم الآخر حياة شبه بدوية على الأرض، ويعمل رجال القرية في الغالب صيادين وأحياناً مرشدين للرحلات البحرية. وتحتوي راواي نفسها على ميناء صيد صغير وشاطئ مغطى بأشجار جوز الهند وبلوط المستنقعات وقوارب الصيد. وشاطئ ناي هارن هو أحد أفضل الأماكن في المنطقة، حيث يمكن استئجار القوارب هنا للإبحار إلى الجزر البحرية. وتشتهر القرية أيضاً بأسواق المأكولات البحرية.

سياحة بحرية

يميل الشخص إلى الاسترخاء على الشاطئ، طوال فترة إقامته في هذا المكان المريح، ولكن للتمتع بالجزيرة يمكن التسجيل في جولة لاستكشاف المناظر البحرية المذهلة المحيطة بجزيرة بوكيت، والجولات المنظمة هي أفضل طريقة للتأكد من رؤية جميع المعالم الشهيرة، ورحلة «فانج نجا باي النهارية» المصحوبة بمرشدين، لمدة تسع ساعات من بوكيت، تشمل زيارة مميزة ل«جيمس بوند روكس».

شاطئ كاتا

يُعد شاطئ كاتا المملوء بالكازوارينا والنخيل، خليجاً جميلاً منحنياً تعانقه سفوح التلال الخضراء في كلا الطرفين. وعلى الرغم من أنه لا يزال غير متطور، إلا أنه أكثر هدوءاً من شاطئ باتونغ، مع عدد أقل من الباعة المتجولين، وتقع قبالته جزيرة صغيرة، والشاطئ نفسه واسع برماله البيضاء الناعمة وتتوافر فيه مناطق الغطس.

ولمن شعر بالجوع، يمكن تناول مخفوق البابايا، أو تناول وجبة خفيفة في أحد الأكشاك على شاطئ البحر، وتوجد المطاعم الأكبر على مسافة قريبة. ويقع فندق «ذا بوت هاوس بوكيت» في الطرف الجنوبي من الشاطئ، وهو فندق بوتيكي فاخر، يعد أحد المنتجعات الوحيدة المواجهة للرمال. ومن يريد مكاناً هادئاً من الخط الساحلي، يمكنه التوجه جنوباً إلى شاطئ كاتا نوي المجاور.

متنزه سيرينات الوطني

كان يسمى سابقاً متنزه ناي يانغ الوطني، وهو يكشف عن جانب أكثر هدوءاً من الجزيرة السياحية، وهذا المتنزه الساحلي، والذي تبلغ مساحته 90 كلم مربعاً، يقع على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة، ويتكون إلى حد كبير من مناطق بحرية، بما في ذلك أربعة شواطئ جيدة، واثنان منهما، هات ناي يانغ وهات ماي خاو، هما الشاطئان الوحيدان في بوكيت التي يأتي فيها نوع من السلاحف إلى الشاطئ ليلاً لوضع بيضها، وأفضل وقت لمشاهدتها من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى فبراير، عندما يقوم السكان بدوريات على الشواطئ، ويساعدون على حماية ما تضعه من بيض.

باتونغ الصاخب

أطول شواطئ بوكيت ومن أجملها، وبسبب التنمية والسياحة، أصبح مركزاً صاخباً للأنشطة، لذلك يصعب العثور على مكان هادئ للقراءة أو التأمل، ولكن يجد الزائر الكثير من أماكن التسوق وممارسة الأنشطة، ما يوفر متعة للسائح. وتنتشر العديد من المنتجعات على طول طريق الشاطئ، ويوجد أحد أفضل الفنادق في الجزيرة، وهو فندق أماري بوكيت الفاخر، على رأس يطل على البحر.

الرمال الذهبية

أقل تطوراً من شاطئ باتونغ الشهير، ويقع على بعد نحو 15 دقيقة، وهو شريط من الرمال الذهبية الصافية، يمتد لنحو 3.5 كلم، وله الكثير الرواد، وعندما يكون الطقس هادئاً يكون مكاناً جميلاً للسباحة، ولكن عندما تهب الرياح، فإن الأمواج الهائلة تضرب الخط الساحلي العريض، لذا يجب الحذر عند السباحة، خلال هذه الأوقات.

وتنتشر المطاعم والمنتجعات، مقابل الشاطئ على طول الطريق المزدحم، ولكن القليل من المنتجعات من فئة الأربع نجوم، توفر وصولاً مباشراً إلى الشاطئ، بما في ذلك منتجع «بيوند ريسزورت كارون» المخصص للبالغين فقط، وفي نهايته الشمالية يطل منتجع سنتارا جراند بيتش بوكيت على الشاطئ بحديقة مائية خاصة به.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading