الأبيض يد من ذهب


حامد العمران

«بطل بطل والله بطل يا عالي الصيت.. انت العميد ونفتخر يا نادي الكويت.. ما اظن بالدنيا مثل هالنادي نادي.. يكفي ان اسمه مثل اسم بلادي».. بهذه الكلمات الواقعية التي تغني بها الفنان نبيل شعيل والتي كتبها الشاعر مشعل الذاير نبدأ موضوعنا بعد تتويج نادي الكويت للمرة الأولى في تاريخه بطلا لبطولة الأندية العربية لكرة اليد الـ 38 التي اختتمت قبل فترة في مدينة القطيف بالسعودية واستطاع خلالها أبناء كيفان من فرد أجنحتهم والتحليق إلى أعلى قمة «عرب اليد» وذلك بعد الفوز على الزمالك المصري بنتيجة 31-30 لتنهمر مع صافرة نهاية المباراة النهائية دموع الفرح لجميع اللاعبين مع الجهازين الفني والإداري وسط احتفالات هستيرية من جميع من كان داخل الملعب من الوفد الكويتي.

وسط هذه الاحتفالات زأر «أسد الأبيض» المدرب الوطني هيثم الرشيدي الذي تسلّم مهمة التدريب في المباراة الرابعة في البطولة وبعد فشل المدير الفني البرازيلي اوليفيرا في مهمته الفنية بالتعادل مع فريق البنك الأهلي المصري والخسارة من مضر السعودي ليتخذ رئيس النادي خالد الغانم القرار الجريء بإعفاء المدير الفني وتكليف الرشيدي بالمهمة الانتحارية. وكانت كالعادة «نظرة ثاقبة وصائبة» ومن هنا بدأت نقطة التحول ونظرا لثقة الرشيدي بإمكانياته وإمكانيات لاعبيه صرح في إحدى الصحف أن فريق الكويت جاء إلـى البطولــة من أجـل الظفر بهـا وأي نتيجـــة غيـر تحقيــق البطولة تعتبـر فشلا والأمـور لا زالت قابلة للتصحيح وهذا التصريح يدل على شجاعة الرشيدي الذي وضع نصب عينه المركز الأول، وبالفعل بدأت مسيرة التصحيح الفني في رابع مباراة في البطولة أمام الحشد العراقي، وفي ربع النهائي أمام فريق الهدي السعودي حيث استطاع الرشيدي تحويل التأخر بفارق 5 أهداف في آخر 8 دقائق عبر تغيير الطريقة الدفاعية ليتحقق تعادل مثير في آخر 4 ثوان ولتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية ويتغلب الفريق بفارق 4 أهداف ويتأهل إلى نصف النهائي لمقابلة البنك الأهلي المصري وليقصيه من المشهد بالتأهل إلى النهائي الذي تعملق فيه لاعبي الكويت ومدربهم لينتزعوا اللقب العربي للمرة الأولي في تاريخه علما انه خرج متأخرا بفارق هدفان مع نهاية الشوط الأول.

عوامل فوز الأبيض

قد تتساءل الجماهير هل يملك هيثم الرشيدي عصا سحرية ليتغير أداء الفريق بنسبة كاملة ويحول الأداء الباهت للفريق إلى أداء فني عال يمكنه من إحراز البطولة؟

والإجابة بالطبع ستكون بالنفي لأن الرشيدي استطاع بحكم خبرته وقربة من اللاعبين ومعرفته بإمكانياتهم الحقيقة من استفزازهم فنيا وبتوظيفهم بالشكل المناسب والصحيح وتسخير إمكانيات اللاعبين لخدمة الفريق فنيا بالشكل الصحيح وخاصة في الجانب الدفاعي إلى جانب أن ما يمتاز به من قراءة للمباريات بشكل صحيح واكتشاف الأخطاء الفنية بسرعة فائقة والعمل على تصحيحها مع استخدام كل الأسلحة الفنية لدى لاعبيه في الوقت المناسب، وهذا ما أدى إلى تفوق «الأبيض» منذ المباراة الرابعة في البطولة إلى الأمتار الأخيرة وخاصة في اللقاء الختامي عندما وجدنا عبدالله الغربللي يشارك في الشوط الأول بالدفاع فقط والمحترف البرتغالي هرنانديز في الهجوم وفي الشوط الثاني تغير الحال ليشارك الغربللي بالهجوم والمحترف بالدفاع وهذا جزء فني ساهم في تحقيق الفوز.

كما وضح نضج اللاعب الشاب الواعد سيف العدواني الذي كان عنصرا مؤثرا في المباريات واستحق اختياره بالتشكلية الأفضل في البطولة، كما لاحظنا في آخر 15 ثانية باللقاء النهائي طلب الرشيدي وقتا مستقطعا والنتيجة كانت لصالح الكويت بفارق هدف وأشرك نواف الشمري ويعقوب أسيري وعبدالله الخميس من اجل المحافظة على الكرة وعدم التسرع في التصويب إلى حين انتهاء الوقت وهذا ما تم بالفعل.

وأيضا لا يجب إغفال الجانب المعنوي والروح العالية والتي كانت من صلب عمل الجهاز الإداري بقيادة مدير الفريق سامح الهاجري الذي كان حاضرا بقوة ويحسب له إعادة الروح للفريق كما كان للجهاز الطبي دور رئيسي في تجهيز اللاعبين أثناء البطولة وفي اللقاء النهائي كان هناك دعم معنوي كبير جدا من مجلس إدارة النادي بحضور نائب رئيس مجلس الإدارة بدر العصيمي وأمين السر المساعد ديين الديين وعضو مجلس الإدارة وليد المنديل وهذا يؤكد ثقة مجلس إدارة النادي بإمكانيات الفريق والجهاز الفني بإحراز البطولة، إلى جانب التواصل الدائم من الرئيس الفخري للنادي مرزوق الغانم ورئيس النادي خالد الغانم وهذه المعطيات كانت كفيلة أن توصل لاعبي «الأبيض» إلى أعلى درجات الروح المعنوية.

عصفوران بحجر واحد

وبتحقيق الكويت ممثل الوطن البطولة ضرب الفريق عصفورين بحجر واحد وهما معانقة اللاعبين للذهب وكأس البطولة العربية لأول مرة، والتأهل إلى بطولة العالم للأندية (سوبر غلوب) التي تستضيفها السعودية من 7 إلى 12 سبتمبر المقبل.

ويعتبر «الأبيض» قد أغلق ملف إحرازه للبطولات الخارجية بتحقيق ألقاب البطولة الآسيوية والعربية والخليجية ولكن هذا لا يعفي اللاعبين والجهاز الفني من الظهور بمظهر مشرف في البطولة العالمية، لاسيما ان مجلس إدارة النادي يسخر الإمكانيات الفنية المناسبة من خلال التعاقدات مع اللاعبين المحترفين المميزين لذلك يجب على الليث «الأبيض» أن يكشر عن أنيابة في المونديال العالمي ويحقق النتائج الإيجابية وليس الاكتفاء بالتمثيل المشرف.

أبطال الذهب العربي

ولا يمكن ان نغفل عناصر الفريق الحاصدة للذهب العربي والتي تضم كلا من: عبدالله الخميس، مشاري صيوان، عبدالله الغربللي، نواف الشمري، صالح الموسوي، مشعل الحربي، يعقوب اسيري، عبدالعزيز الشمري، سيف العدواني، علي صفر، حسن صفر، عبدالعزيز الظفيري، فواز سعدون الشمري، حسين الكندري، فواز المشاري والمحترفين القطري فرانكس والبرتغالي هرنانديز والبرازيلي فينوس تكسيرا.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading