يسأل الكثير من الناس هل ردّ العاطس على من شمّته واجب أم مستحب؟ فأجاب الشيخ الالباني رحمه الله وقال فمذهب الحنابلة أن هذا الرد واجب، وهو قوي في الدليل؛ لظاهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال البهوتي في شرح الإقناع: ويرد عليه العاطس) وجوبًا (فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم) نص عليه في رواية أبي طالب. وقال في رواية حرب: هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، زاد في الرعاية: “ويدخلكم الجنة عرفها لكم”. قال في شرح المنتهى: أو يقول: “يغفر الله لنا ولكم”.
وذكر النووي في المجموع أن هذا القول مستحب، فقال: ويستحب للعاطس أن يقول له بعد ذلك: “يهديكم الله، ويصلح بالكم”، وكل هذا سنة، ليس فيه شيء واجب.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب ..وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل، قوله: فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ـ أي يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة. انتهى.
وليس عندنا ما يمكن الجزم به في بيان سبب ما يحصل لك من التثاؤب عند القراءة خاصة، إلا أن أهل العلم ذكروا أن التثاؤب يحصل من الشيطان، ومن الامتلاء، وثقل البدن، وأن علاجه يكون بالتقليل من أسبابه, وعليك أن تستمرفي الحرص على أن يكون مطعمك طيبا حلالا وأن تثق بالله وتلازم الأذكار والاستعاذة بالله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى سيحفظك ويعافيك مما تكره.
فإذا كنت قد سمعت العاطس قد حمد الله تعالى؛ فإنك تعيد عليه التشميت حتى يسمعه إن لم يكن أصمّ. جاء في كتاب الأذكار للنووي: وأقلُّ الحمدِ والتشميتِ وجوابهِ: أن يرفع صوته بحيث يُسمِع صاحبَه. اهـ.
وقال العيني في عمدة القاري: ولا يصح الرد (رد السلام) حتى يسمعه المُسلِّم، إلا أن يكون أصمَّ. فينبغي أن يرد عليه بتحريك شفتيه، وكذلك: تشميت العاطس. اهـ.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.