- يعقوب: غياب الرؤية الحكومية
- الفيلكاوى: خسارة كارثية ولا تحتمل
- الشطي: إصلاح النظم واللوائح
- بولند: مشروع دولة واتحاد كرة
أجرى التحقيق: مبارك الخالدي
أحدثت الخسارة التاريخية لمنتخبنا الأولمبي أمام كوريا الجنوبية 9-0 في مستهل مشواره بدورة الألعاب الآسيوية الـ 19 في الصين صدمة كبيرة لدى الجمهور الرياضي، فلم يتوقع أشد المتشائمين هذه النتيجة الثقيلة..
فالخسارة من منتخبات فاقت الكويت «كثيرا» في الفكر والاحتراف والتخطيط بل إنها انتقلت بشكل لافت لتنافس العالمية تعتبر أمرا طبيعيا في ظل افتقاد الرياضة الكويتية منذ سنوات (ولاتزال) للاهتمام الكافي، فلم تجد الخطط المناسبة طويلة الأمد للارتقاء بها في ظل التطور الذي نجده من حولنا، ولم توضع لها الأهداف المناسبة او تسخر لها الأدوات الكفيلة بإنجاحها كمشروع وطني،كما لم يتوحد القائمون عليها خلف المنتخبات الوطنية باعتبار أن المشاركات الخارجية باسم الكويت، لتكون هذه الخسارة التاريخية حلقة من مسلسل يبدو انه لن ينتهي قريبـا.
«الأنباء» توجهت لعدد من الخبراء للوقوف حول أسباب الخسارة التاريخية لمنتخبنا وكيفية علاجها وتفادي هذا المستوى مستقبلا، وذلك قبل المواجهة المرتقبة لـ «الأولمبي» مع البحرين في الساعة الـ 11 صباح اليوم بتوقيت الكويت ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة، حيث يدخل منتخبنا المباراة خالي الوفاض من النقاط ومثقلا «فكريا» بالخسارة الكبيرة، بينما يحمل المنتخب البحريني نقطة واحدة بعد تعادله الإيجابي مع تايلند 1-1، حيث يدرك الجهاز الفني لمنتخبنا أن الفوز هو السبيل الوحيد لإنعاش آماله وتحسين صورته والإبقاء على حظوظه قائمة في التأهل إلى ربع نهائي البطولة.
بداية، قال المدرب الوطني أنور يعقوب: «نفتقد في الكويت رؤية مشروع وطني متكامل أسوة بدول الجوار وغيرها، وهذه مسؤولية أصحاب الشأن والقرار الحكومي»، مضيفا: «لا نلوم لاعبينا على الخسارة الكبيرة ولا نوجه لهم أصابع الاتهام على أسباب ذلك، فهم ضحية لمنظومة رياضية لا تتمتع بالكفاءة».
وأوضح قائلا: «من الأمور الواقعية التي لا ننكرها هو ضعف الدوري المحلي وبالتالي لا نتوقع أن تكون هناك مخرجات عالية الكفاءة من اللاعبين في ظل نظام الخمسة محترفين إضافة إلى لاعبين من مواليد الكويت، وعليه فإن اللاعب الواعد لا يجد الفرصة في المشاركة مع فريقه وهنا تقع المسؤولية على اتحاد كرة القدم الذي يجامل الأندية في قراراته على حساب المنتخبات الوطنية، وهذه مشكلة كبيرة في حد ذاتها لذلك يتوجب على الاتحاد إعادة التفكير في اللوائح المعمول بها حاليا لثبوت فشلها وعدم خدمتها للكرة الكويتية».
خطط مستقبلية
بدوره، قال المدرب الوطني ناصر الشطي انه وبعيدا عن الهتافات والعبارات الخاصة التي تطلق على المنتخب الكويتي، فما يحدث من نتائج أو مستوى هو نتيجة منطقية وحتمية لسوء التخطيط وقلة العمل في العقد الأخير، موضحا انه «لا تتوقع أن تواجه منتخبات أصبحت قادرة على هزيمة ألمانيا وإيطاليا وأنت منتخبك تحت 23 سنة نجمه الأول لا يلعب باستمرار في الدوري».
واختتم قائلا: «أطالب بإصلاح النظم واللوائح لأن ما يحدث للرياضة الكويتية لا يتحمله بشر وكفاية ظلم للأجيال ولاسم وتاريخ منتخب أصبح فقط يتحدث عن الماضي».
براءة اللاعبين
من جهته، اعتبر المحلل الفني محمد الفيلكاوي، ان خسارة «الأولمبي» من كوريا الجنوبية كانت متوقعة ولكن ليست بهذه النتيجة الكارثية.
وأوضح قائلا: «واقعيا نحن متأخرون رياضيا في الكويت، وبالنسبة لي فإن اللاعبين لا يتحملون هذه النتيجة لأن من يتحملها هو الأندية وأصحاب القرار في نظام المسابقات التي لم تعط أي فرصة للاعبين في المشاركة مع أنديتهم بالدرجة الأولى»، ومضيفا: «أعلم عقلية الأندية وقد يقول قائل إن الأندية غير مجبرة على إشراك لاعبي الأولمبي لأنها تبحث عن المنافسة وتتعاقد مع محترفين لتحقيق ذلك وبالنهاية هذا منتخب الأمل ويجب أن يتم دعمه من جميع أجهزة الدولة، وكواجب وطني يجب تسخير جميع الإمكانيات المتاحة وتذليل جميع العواقب لتوفير البيئة الصحية للعمل والتطوير».
وفيما يتعلق بالحلول المستقبلية، قال الشطي: «أعتقد أن نظام المسابقات يجب أن يتغير ويجبر الأندية على إشراك لاعبي الأولمبي بعدد دقائق محددة، وشخصيا كنت اقترح أن يكون 1000 دقيقة لكن الآن أقول ان اللاعبين بحاجة إلى 2500 دقيقة في جميع المسابقات المحلية والخروج أيضا إلى معسكر إعدادي طويل مع مباريات ودية على مستوى عال سواء مع أندية أو منتخبات بمدارس مختلفة لتنمية الوعي التكتيكي وكذلك التعاقد مع معد ذهني من ضمن الجهاز الفني لمساعدة اللاعبين فكريا».
خسارة متوقعة
أما المحلل الفني علي بولند، فقال أن الخسارة من منتخبات عالية الجودة مثل كوريا الجنوبية أمر متوقع فلا يوجد عاقل وواقعي يتوقع الفوز على منتخبات تفوقنا على المستوى البدني وللخططي والاحترافي لأن أهدافهم تتمثل في المنافسة على كأس العالم وليس مجرد الوصول إلى المونديال، ولكن الجمهور يتناسى للأسف ذلك بمجرد تحقيق الفوز على فرق أقل من مستوانا مثلما حدث في تصفيات آسيا تحت 23 عاما قبل أيام.
وللخروج من هذه الانتكاسات المتتالية، طالب بولند بضرورة وجود مشروع دولة، على أن يكون اتحاد كرة ملما بكيفية التخطيط لتحقيق ذلك ويعرف كيف يفرض لوائحه على الأندية لتحقيق أهدافه، مضيفا: «لقد فشل اتحاد كرة القدم في تحقيق ما كان ينادي به وهو رؤية 2030 سعيا للوصول إلى كأس العالم، فكيف يتحقق النجاح ولم تتهيأ الظروف للاعبي منتخبات تحت 23 عاما و21 عاما في اللعب مع أنديتهم وضمان استمرار حالة لعب المباريات وهي العامل الأساسي في تطوير اللاعب في ظل نظام المحترفين الخمس لاسيما وان عدد الدقائق الممنوحة للاعب المحلي قليلة جدا ولا تذكر ومثال على ذلك اللاعبان سلمان العوضي وإبراهيم كميل وهما من مواهب الكرة القادمة لا يلعبان بشكل أساسي مع فرقهما».
انسحابات بالجملة في المراحل السنية
أعلنت 8 أندية انسحابها من المشاركة في دوريات المراحل السنية، الأمر الذي يعتبر «كارثة حقيقية» سيكون لها اثر سيئ وسلبي في إعداد وتأهيل ما يفوق 100 لاعب وينذر بمستقبل غامض لشباب الكويت الواعد.
دقائق اللعب هي المحك لتطوير اللاعب
أجمع المتحدثون مع «الأنباء»، على أهمية زيادة عدد دقائق اللعب أمام اللاعبين الواعدين في منتخبات تحت 21 عاما أو 23 عاما كونها العامل الأهم في إكساب الخبرة والتطور وليس التدريبات التي سيتم افتقاد أهميتها مع مرور الوقت بسبب الجلوس على دكة البدلاء، ويعود السبب في ذلك إلى لائحة المسابقات والتعاقد مع 5 محترفين أغلبهم مهاجمين، مشيرين إلى أن معدل مشاركة اللاعب الواعد لا يتعدي حاليا 120 دقيقة في الموسم، وهو أمر سلبي يؤثر على مستوى اللاعبين!
اتحاد الكرة: نعتذر عن سقطة «الأولمبي»
أصدر اتحاد كرة القدم بيانا أمس قدم فيه اعتذاره للشارع الرياضي، عن النتيجة المؤلمة التي أسفرت عنها مباراة منتخبنا الوطني الأولمبي أول من أمس أمام كوريا الجنوبية 0-9.
وقال البيان «قدر الله وما شاء فعل.. نحن كاتحاد كرة القدم نتقدم باعتذارنا للشارع الرياضي ونتحمل مسؤولية تلك السقطة الموجعة أمام منتخب كوريا الجنوبية، لكن ليس كل ما نتمناه نحققه، وهذا البيان الصادر منا ليس تبريرا أو تهربا بل هو صادق ممن كلفوا من قبل الجمعية العمومية مشكورة لإدارة اللعبة وقيادتها، والمسؤولية نتحملها بشجاعة».
وأضاف «منذ استلامنا المهمة أكد الاتحاد أن تطوير لعبة كرة القدم بحاجة إلى عمل كبير وذلك بعد سنوات طويلة من الانتكاسات والانهيار، إلا أننا عملنا على السير بعمل إستراتيجي منظم ومخطط له بإطلاق إستراتيجية تطوير وتصويب وتحسين لعبة كرة القدم الكويتية وصولا للنهوض بالمنظومة الرياضية بشكل عام، إضافة إلى انه يتعين على الحكومة ممثلة بالهيئة العامة للرياضة الإسراع إلى الاستجابة وتلبية متطلبات تنفيذ رؤية واستراتيجية الاتحاد 2030 التي تحتوي على ركائز أساسية لتطوير المنظومة الرياضية بشكل عام، والتي تم تقديمها أكثر من مرة للهيئة العامة للرياضة. ونحن وأنتم عشاق «الأزرق» لا نرغب في أن يخسر فريقنا أو أن يتعرض لمثل هذه الانتكاسة، لكن الأمور لا تقاس بالرغبات والعواطف والأهواء والحكمة فيمن يستفيد ويفكر ويقدر ويعتبر، وعلينا جميعا استيعاب الخسارة الموجعة والعمل على الاستفادة من الأخطاء، ومثلما نخسر جولة سنكسب أخرى. واللاعبون اليوم بأمس الحاجة لدعم الجماهير الرياضية لاستكمال ما تبقى من منافسات البطولة».
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.