أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت دائما نظراته إلى المستقبل، وهذه أمور عظيمة تحتاج دائما إلى صبر، إذ أن النظر للمستقبل والتخطيط له بمقدمات الحاضر ودروس الماضي قد يحتاج الإنسان للتحمل والصبر، ولذلك تحمل الرسول الكثير، ولم يكن مستجيبًا لما يمكن أن يؤدي لفناء قريش على الرغم من أذيته.
شوقي علام يتحدث عن المستقبل
وأضاف “علام”، خلال لقاء خاص مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة” المذاع من خلال قناة “صدى البلد”، اليوم الجمعة، أن أحد أهداف رسول الله هي بناء الإنسان الذي استمر لمدة 13 عاما في مكة، واستمر 10 سنوات في المدينة أيضا، وكل هذا يؤكد أنه حينما نفكر نحتاج إلى التدبر، وإلى خبرات واسعة المدى، فإن رسول الله كان يُوحى إليه وكان يعرف الحقيقة، ولكن نحن نستشرق المستقبل بمقدمات حول ظنون لم تتحول لحقيقة.
وتابع مفتي الجمهورية، أن المذهب الحنفي حينما ينظر فيما بعد لما كان من أحكام شرعية ولواقع مجتمعات ثم يتصور وقائع لم تحدث بعد، هذا يسمى استشراق للمستقبل في حد ذاته، ويضع أحكام شرعية، أنه إذا حدث أمر ما سيكون الحكم كذلك، حتى ولو كان الأمر لم يقع.
واستكمل، أن الإمام مالك تحرر من هذا الأمر، ولم يكن يفتي في شيء وقع ويقول دعوه حتى يقع، “لما تحصل نحن سنجيب عنها في وقتها، حسب الواقع نفسه وتفاصيل هذا الواقع، ولكن الفقه الحنفي نظر للمسألة بشكل آخر، وهي استشراق المستقبل”.
وواصل، أن الفقه الحنفي أعطى مساحة أوسع وأرحب، وبسبب هذا الفقه أنشأت دار الإفتاء المصرية مرصد تحت اسم “المستقبل الإفتائي” يتم استشراق من خلال مقدمات ليس تخمين ولكنه مقدمات إذا حدث في زمن ما أزمة وتطور الأمر سيتم الاحتياج لإعداد العدة كإفتاء من الآن ومواجهة هذا المستقبل، حتى لا يكون غريبا حينما يقع، وهذا تم أخذه من الرسول الذي ينظر بشكل مستقبلي لكل الأحداث.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.