هل بدأت التفكير في وجهة السفر التالية؟ على أبواب الشتاء تبدأ الوجهات الأوروبية بالاستعداد لاستقبال الشتاء والثلوج، وبالتالي موسم التزلج. ولذلك اخترنا لكم وجهات أوروبية يمكن أن تكون هدفاً لكم في الأشهر القليلة المقبلة، من باس دي لاكاسا في إمارة أندورا الصغيرة الواقعة بين فرنسا وإسبانيا، والمختبئة في سلسلة جبال البيرينيه، أو ترينتينو القابعة بين جبال الألب الجنوبية ومدينة البندقية الإيطالية، فيما مدينة سالزبورغ النمساوية لا تتخلى عن مكانتها بين وجهات الشتاء، بمناظرها الطبيعية للجبال المتداخلة مع نهر سالزاتش.
ومن الوجهات التي لا يمكن تجاهلها في أوروبا، جبال الكاربات الرومانية، وجزر فنلندا إذا كنت لا تمانع تجربة البرد القارس.
باس دي لاكاسا – أندورا
منتجع باس دي لاكاسا الواقع في إمارة أندورا الصغيرة والمستقلة الواقعة بين فرنسا وإسبانيا، داخل الأودية الضيقة وسلسلة جبال البيرينيه التي تحظى بشعبية للتزلج والرحلات، حيث تبعد تقريباً 160 كيلومتراً عن البحر الأبيض المتوسط، بقريتها الجميلة ونقوشها المنتشرة على طول الطريق الرئيسي الذي يجتاز البلاد، تملأها المنازل الرومانية التي بنيت على الطراز المحلي الفريد، ولا تزال باقية بسبب العزلة التي عاشتها البلاد.
تم دمج منطقة تزلج باس دي لاكاسا مع منتجع سولديو في عام 2004 لتشكيل منطقة غراندفاليرا؛ حيث افتتح بها منطقة تزلج تزيد على 200 كيلومتر، تخدمها شبكة ضخمة من المصاعد السلكية المتطورة والعالية السرعة.
تعد باس دي لاكاسا أكبر منطقة تزلج في منطقة البيرينيه الجبلية؛ حيث أصبحت إحدى المناطق الرائدة للتزلج في العالم، وكان السبب الرئيسي في نجاح باس دي لاكاسا، ليس كبر منطقة التزلج، بل موقع حدود قريتها، ووضعية منطقة تجارتها الحرة وارتفاع ثلوجها التي لا تزال باقية. وعلى الرغم من الخطوة التدريجية في الازدهار والترف والاندماج المتزايد في منطقة تزلج بغراندفاليرا، فإن منتجع باس دي لاكاسا استطاع أن يحافظ على هويته القوية المستقلة وسمعته كقاعدة لعشاق الرياضات الثلجية المثيرة والصعبة وهواة الحفلات التي تعقب يوم التزلج في الغالب أكثر من أي قرية أندورية أخرى للتزلج.
ترينتينو.. الخيال بلا حدود
تقبع ترينتينو بين جبال الألب الجنوبية ومدينة البندقية، ويهمين عليها سلسلة جبال الدولوميت، تتباهى ببيئة طبيعية مدهشة تجذب انتباه السياح ولا تفارق مخيلتهم.
وتوفر مزيجاً خلاباً من المناظر الطبيعية المتألقة، وأنشطة خارجية لا حصر لها، وثقافة محلية تبعث على الفضول وأطعمة صحية. إنها إحدى الأماكن الترفيهية النادرة، التي تستطيع فيها العائلات والأطفال الاسترخاء واستنشاق الهواء النقي، واستعادة الحيوية وشحذ الهمم. ويختلف متوسط درجات الحرارة في ترينتينو إلى حد كبير، ونظراً للرطوبة تميل درجات الحرارة إلى البرودة طوال العام مع وجود هطول الأمطار لمدة 6 أشهر في السنة. فالطقس في العادة يكون معتدلاً ولطيفاً للغاية، مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
ترينتينو هي المكان المناسب لأولئك الذين يحبون رقائق الثلوج البيضاء، سواء كان ذلك رحلات للتنزه في المسارات التي لا نهاية لها وممارسة التزلج في ممرات جبال الألب والاستفادة من وفرة الممرات الجبلية الواسعة والوديان ذات القاع المسطح أو التزلج عبر البلاد في طبيعة بكر رائعة. أيهما تختار، فإن القمم المرتفعة والمنحدرات المدهشة للدولوميت تخلق مشهداً خلفياً فريداً، أو أماكن الإيواء من الدرجة الأولى، مع خيارات للبقاء في فنادق توجد خارج مناطق التزلج.
سالزبورغ تتدفأ بالموسيقى
تحيط بمدينة سالزبورغ النمساوية ذات المناظر الطبيعية المثيرة الجبال، وهي متداخلة مع نهر سالزاتش. المدينة مركز تاريخي ومحطة من محطات التراث العالمي بشوارعها المرصوفة بالحصى، وأزقتها الضيقة وساحاتها الأنيقة. ويعد مهرجان سالزبورغ منذ بدايته في عشرينات القرن التاسع عشر، من أهم المهرجانات الموسيقية في العالم. كما أن هناك العديد من المهرجانات الأخرى التي تقام في المدينة، حيث تقيم المدينة قرابة 400 فعالية ثقافية، معظمها موسيقية كل عام.
يصادف شهر نوفمبر، أول تساقط للثلوج في المدينة، حيث ينخفض متوسط درجات الحرارة إلى سالب 6 درجات مئوية، وبعض مناطق الجذب تكون مغلقة خلال فصل الشتاء الذي يستمر حتى فبراير/شباط.
أما بالنسبة إلى عشاق التزلج، فهناك الكثير من المنتجعات التي يمكن الوصول إليها في غضون ساعة أو ساعتين من المدينة. من المفيد زيارتها خلال الموسم الاعتيادي، عندما تكون المدينة أقل ازدحاماً، في أكتوبر/تشرين الأول أو مارس/آذار أو إبريل/نيسان، حيث تكون درجات الحرارة مريحة نسبياً خلال اليوم.
على الرغم من بعض سمات الغرابة والخمول التي تبدو على ملامح المدينة مقارنة بفيينا، فإن لديها جانباً مفعماً بالطاقة أيضاً، وذلك بفضل مدينتها الجامعية، حيث أماكن التنزه الوفيرة على طول النهر، فضلاً عن الأماكن العديدة التي تقام فيها حفلات الموسيقى الراقصة حول متحف الفنون الحديثة.
فهذا المتحف يستحق الزيارة في حد ذاته، فالسياح والزوار يصعدون من خلال درج يقود إلى أعلى تلة بالمدينة.
جبال الكاربات الرومانية
تمتاز رومانيا بتنوع طبيعي وثقافي ثري، ومناظر جبلية مثيرة، بما في ذلك جبال الكاربات ذات الغابات والأشجار الكثيفة الشديدة الخضرة، والأودية الخلابة، وأميال من الشواطئ ذات الرمال البيضاء على ساحل البحر الأسود.
تعد رومانيا وجهة سياحية كبيرة على مدار العام. وأفضل الأوقات للزيارة هي نهاية إبريل إلى بداية يوليو، ومن نهاية أغسطس إلى نهاية أكتوبر، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة وممتعة، إلا أن فصل الشتاء هو الأكثر برودة في جبال الكاربات، حيث تتساقط الثلوج من ديسمبر حتى إبريل. وتتساقط الثلوج أيضاً في معظم أنحاء البلاد خلال فصل الشتاء.
يمتد موسم التزلج في رومانيا من ديسمبر إلى مارس، على الرغم من أن المنتجعات الراقية مثل ستانا دي فالي غالباً ما تظل مفتوحة حتى أواخر إبريل.
ما رأيك بزيارة قلعة بران، مكان دراكولا في ترانسيلفانيا، في جبال الكاربات؟
جبال الكاربات سلسة في شرق أوروبا تمتد بين 7 دول، بما فيها سلوفاكيا وبولندا وتشيكيا وأوكرانيا والمجر وصربيا، انتهاءً برومانيا عند نهر الدانوب، وتأخذ شكل الهلال بطول 1,500 كيلومتر وتربط بين جبال الألب في وسط أوروبا وجبال البلقان في جنوبها. وجبال الكاربات مشهوره بالمنتجعات السياحية والرياضات الشتوية وينبع منها أنهار الدنيستير والفيستيولا.
رومانيا تستحوذ على الجزء الأكبر من جبال الكاربات، و47.4% من أراضي رومانيا تقع ضمن سلسلة الجبال.
سحر الأضواء في فنلندا
تحتل هلسنكي، عاصمة فنلندا، شبه جزيرة مع الجزر المحيطة بها في بحر البلطيق، وهي موطن للقلعة البحرية سوومنلينا التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، فضلاً عن أنها مقر لمتاحف متنوعة. ولكن ما يميز هذه المنطقة المتلازمة مع الصقيع هو إمكانية رؤية الشفق القطبي الشمالي (أضواء الشمال) من محافظة لابلاند في المتجمد الشمالي التي تضم برية واسعة مع المتنزهات الوطنية ومنتجعات التزلج على الجليد.
كن مستعداً للاستمتاع أكثر من خلال رحلة تستغرق أسبوعاً كاملاً تتجول فيها وسط أخاديد هذه الدولة الاسكندنافية الملتوية. وسواء كنت تبحث عن الفنون الرائعة والتصاميم في هلسنكي، أو كنت تغوص في المستنقعات حتى ركبتيك في رحلة قطف ثمار التوت، أو كنت متسكعاً في المخادع بينما الدببة البنية تنخر في البعيد، أو كنت تقوم بالتجديف في مياه البحيرة الصامتة، أو كنت تشاهد الأنوار المتلألئة كما في بطاقات المعايدة، فإن العروض الجذابة والغنية لفنلندا لا يمكن مقاومتها.
إن منطقة لابلاند التي تصل درجاتها قريباً من التجمد هي أرض العجائب، إذ يمكن العثور على المسكن الرسمي لسانتا هنا، فلو أردت أن تستمتع بأجواء المرح إلى أقصى حد، يجب عليك أن تذهب إليها أيام تساقط الثلوج، بين أواخر نوفمبر/تشرين الثاني حتى منتصف يناير/كانون الثاني، عندما تصل درجات الحرارة تحت الصفر، هذه هي أجمل أوقات التنزه، حيث النار المضرمة بالقرب من الخيمة، مع كأس الشاي أو شراب عصير التوت الساخن المنكّه.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.