مفرح الشمري
برحيل د.إبراهيم غلوم الذي وافته المنية أول من أمس الجمعة بعد صراع مع المرض، فقدت الأوساط الفنية والمسرحية في الخليج والوطن العربي رائدا من من روادها، وبرحيله ترك فراغا كبيرا في الساحة النقدية الذي هو «أستاذها في الخليج» بشهادة الجميع لكتاباته العميقة والعقلانية التي تدعو لتقديم أعمال أدبية ومسرحية تلامس واقعنا الذي نعيشه.
نشر الراحل د.إبراهيم غلوم، الحاصل على دكتوراه دولية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من الجامعة التونسية عام 1983 منذ سبعينات القرن الماضي، عددا من الدراسات في نقد القصة القصيرة والمسرح والرواية والتراث والدراسات الثقافية والفكرية استفاد منها الكثير في المجال الفني والمسرحي.
وعلى الرغم من المصاعب التي واجهها، أسس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الخليجي، والتي كان لها الأثر في دعم وتشجيع المبدعين بالمسرح الخليجي الذي حرص ان يكون متواجدا في شتى المهرجانات المسرحية العربية، وكان حريصا على استمرار عمل اللجنة حتى قبل وفاته.
الراحل كان عميدا لكلية الآداب بجامعة البحرين سابقا، ورئيس ومؤسس قسم اللغة العربية بالجامعة، وعمل أستاذا للنقد الحديث في جامعة البحرين، وأستاذا زائرا لأدب الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت عام 1986، وهو عضو أسرة الأدباء والكتاب، ورأس مجلس إدارتها لعدة دورات، وعضو «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، بالبحرين، وعضو مجلس أمناء مجلس «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري».
وأسس الفقيد عددا من المسارح وجمعيات ثقافية واتحادات محلية وعربية، ورأس تحرير عدد من المجلات الفكرية والثقافية، وحصل على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى 2012 من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وعلى قلادة تكريم المبدعين في دول «مجلس التعاون» في العام نفسه، كما حصل على «جائزة البحرين للكتاب» في النقد الحديث وله العديد من الإصدارات في مجال النقد منها ظواهر التجربة المسرحية في البحرين، القصة القصيرة في الخليج العربي «دراسة تحليلية»، المسرح والتغير الاجتماعي في الخليج العربي، دراسة في سوسيولوجيا التجربة المسرحية، الثقافة إشكالية التواصل الثقافي في مجتمعات الخليج العربي، رومانسية السخط، مسرح إبراهيم العريض، المرجعية والانزياح.. دراسة وتوثيق لبدايات النقد الأدبي في الخليج العربي، وغيرها من الإصدارات النقدية التي استفاد منها الكثير خصوصا لمن يريد أن يدرس النقد ويعرف ماهيته في حياتنا.
كما كتب الراحل العديد من النصوص المسرحية منها «عذابات أحمد بن ماجد»، مسرحية «الخيول»، مسرحية «رأيت الذي يحدث» وغيرها من النصوص.
رحم الله د.إبراهيم غلوم «ابو انمار» وغفر له وأدخله فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.