قال سفير إسبانيا بالقاهرة، ألبارو إيرانثو، إن السينما أثبتت أنها مُحاور ثقافي استثنائي عبر التاريخ، حيث تجاوزت الحواجز اللغوية والحدود الوطنية، من أجل نقل القصص والعواطف والتجارب الإنسانية إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الفن السابع لديه القدرة على ربط الأشخاص وتعزيز التفاهم المتبادل وتقدير الاختلافات والتشابهات بيننا.
وأوضح، خلال كلمته في افتتاح أسبوع السينما الإيبروأمريكية في دورته الحادية عشر بالقاهرة، ودورته الثالثة في الإسكندرية، أنه في هذا الصدد، تلعب السينما الإيبروأمريكية دورًا حاسمًا، لأنها تقدم تنوعًا غنيًا من الأصوات ووجهات النظر التي تثري البانوراما الثقافية العالمية، وتفتح الأبواب أمام عوالم وحقائق جديدة للمشاهد المصري.
وتابع أن أفلام هذه المنطقة (الإيبروأمريكية) تشتهر بإبداعها وأصالتها وعمق رواياتها، لافتا إلى أن الأفلام الإيبروأمريكية حصلت على اعتراف دولي من خلال المهرجانات الدولية الهامة، وهي حقيقة توضح قيمة هذه الأفلام وقدرتها على تحريك وإلهام الجماهير في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه في ذلك السياق، لم يكن وليد الصدفة أن تظهر السينما العربية وتتطور بشكل ملحوظ في مصر، التي قامت بدورها بنقلها إلى بقية العالم العربي. ويكمن عنصر التميز الخاص بالسينما المصرية مثلها مثل السينما الإيبيروأمريكية، في أن كلاهما تطور بالتناغم مع تاريخ بلادها، ولا سيما وفقا لدورها التاريخي التي قامت به في التاريخ الحديث والمعاصر، بكل ما يشمل ذلك من بساطة وتعقيدات على الأصعدة الثقافية والسياسية.
ولفت إلى أنه من ناحية أخرى، تعد ثنائية اللغة سمة مميزة، وصفة تمثل هوية المجتمع الإيبروأمريكي، كما تعد تراثا مشتركا للدول الـ22 التي تتألف منها. ويمهد تقارب اللغتّين الإسبانية والبرتغالية للتفاهم المتبادل بين من يتحدثون اللغتّين، ويشكل أحد مفاتيح النجاح الذي قام عليه المجتمع الإيبروأمريكي، وهو مشروع يقوم، في آن واحد، على الحوار بين فضائّين إقليميّين: أمريكا اللاتينية وشبه الجزيرة الأيبيرية، وعلى التعايش بين لغتيهما الإسبانية والبرتغالية.
واستطرد أنه بمعنى أكثر شمولية، تعد اللغتان الإسبانية والبرتغالية لغتّين عالميتّين يتحدث بهما حاليًا أكثر من 850 مليون شخص وفقًا لبيانات اليونسكو. وتعد كلتا اللغتّين أيضًا كيانا ثقافيا ولغويا وإنسانيا غنيا ذو تواجد عالمي. ومن المؤكد أن قوة اللغات لا تقاس فقط بعدد الأشخاص الذين يتحدثونها، ولكن أيضًا بجودة وتنوع الأشكال الفنية المختلفة التي تستخدمها وتوسع من انتشارها، وأحد هذه الأشكال هي بلا شك السينما.
وأوضح أنه ستشارك هذا العام 13 دولة إيبروأمريكية في أسبوع السينما الإيبروأمريكية بمصر، وهي: (بوليفيا، كولومبيا، تشيلي، الإكوادور، إسبانيا، جواتيمالا، المكسيك، باراجواي، بنما، بيرو، البرتغال، جمهورية الدومينيكان وأوروجواي). ومن هذا المنطلق، سنتمكّن خلال شهر نوفمبر بأكمله تقريبًا، من الاستمتاع بفيلم إيبروأمريكي يوميًا في مصر: في القاهرة من 6 إلى 18 نوفمبر في سينما زاوية، وفي الإسكندرية من 19 نوفمبر إلى 1 ديسمبر في معهد ثيربانتس.
وقال إن السينما الإيبيروأمريكية تتمتع بقبول كبير في مصر، حيث يلتف كل من محبي السينما والدارسين والأساتذة سنويا حول هذا الحدث الذي يعد بمثابة جسر ثقافي هام بين مصر ومنطقة البلدان الإيبيروأمريكية.
ونوه بأن أسبوع الأفلام الإيبيروأمريكية يهدف إلى الترويج لتلك الأفلام من خلال الترجمة من الإسبانية إلى العربية أو الإنجليزية، وبالتالي تقريب المسافات بين الثقافتين من ناحية، ومن ناحية أخرى التواصل مع الجمهور وتعريفهم بالواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي الموجود بالمجتمعات الإيبيروأمريكية المختلفة.
واختتم قائلا إن “مجموعة الأفلام المختارة التي سيتم عرضها ابتداء من غد في هذا الحدث، من خلالها يمكننا تعزيز الروابط التي توحد أممنا”، متابعا: “السينما لغة عالمية تتجاوز الحدود، وتعزز الحوار الثقافي المثري”.
ويبدأ أسبوع السينما الأيبيروأمريكية دورته الحادية عشر بالقاهرة يوم 6 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 18 من نفس الشهر. بينما يقام الاحتفال بالدورة الثالثة لأسبوع السينما الأيبيريوأمريكية بالإسكندرية في معهد ثيربانتس خلال الفترة من 19 نوفمبر الجاري إلى 1 ديسمبر المقبل.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.