الفنانون متعاطفون مع مأساة الشعب الفلسطيني


سماح جمال

تتصاعد الأحداث في فلسطين، وبعد مرور ما يزيد على الشهر، ما زال السؤال المطروح أين الأعمال الفنية التي تعبر عن حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من أغنيات، أوبريتات، مسرحيات، أفلام قصيرة.. إلخ؟.

«الأنباء» رصدت تعاطف الفنانين مع هذه المأساة، والبداية كانت مع المخرج القدير غافل فاضل، الذي قال: الأحداث الحالية مأساوية وما نراه كل يوم في غزة من قتل وجرائم، ومثل هذه الأوضاع، لا تتحمل أن تكون هناك أوبريتات غنائية كالتي نقدمها في فترة الأعياد الوطنية، بل ما نحتاج اليه اليوم هو وجود مثلا فلاش موسيقي أو لزمة موسيقية، تقدم بلغات مختلفة وتوجه للعالم فهذا أمر مهم للغاية.

وتابع: أرى أن الفنانين والمشاهير يجب أن يتحركوا أكثر ويعملوا على إيصال صوتنا للعالم من خلال تواجدهم وتفاعلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، وهذا الأمر سيكون له تأثير ودور واضح كما رأينا في الغرب عندما تحرك المشاهير ودافعوا عن القضية ونشروا الوعي وأوصلوا صوتنا، ومع أن بعضهم تعرض لمواقف مثل خسارة عمل أو تهديد ولكن هذا لم يمنعهم من الاستمرار في دعم القضية.

وأضاف: وللأسف، بعض الفنانين اختفى تماما من الصورة ولا نرى تفاعلا أو تواصلا منه مع القضية من خلال دعمها وإيصال صوتها، فهؤلاء لا يهتمون سوى بالمال والإعلانات ولا يلتفتون حتى إلى القضايا الوطنية الكبرى التي يفترض بها أن تحرك كل مسلم وعربي.

من ناحيته، تحدث المخرج عبدالله عبدالرسول، فقال: في فترات الألم والوجع الإنساني، تصبح مهمة الفنان أكثر قوة وصرخة ووعي تنطلق للتعبير عن موقف الفنان الإنساني، المسرح العربي، وتحديدا المسرح في الكويت، قطع أشواطا من النضال والكفاح، يحمل الهم الفلسطيني بسردية لم تغب عن وجدان أهل المسرح، فظهرت في العديد من الأعمال منذ ستينيات القرن الماضي.

وتابع قائلا: ما يدور في غزة من مأساة إنسانية تحتاج إلى صوت الوعي لدى الفنان حاليا ليعبر برسالته المستمرة ودوره عن الوضع الكارثي في غزة وتوثيق معاناة الإنسان في الحصول على أبسط مقومات الحياة، والسعي لإيصال هذه المعاناة إلى العالم من خلال الفنون المختلفة. وبالمناسبة، أشيد بمبادرة نقابة الفنانين لإقامة معرض فني يحاكي القضية وتجربة الفنان المسرحي محمد الحملي التي يقدمها من خلال المسرح ويسلط الضوء على الأحداث الجارية في غزة.

من جانبه، قال المؤلف محمد النشمي: من واقع تجربتنا في الكويت في فترة الغزو العراقي الغاشم لم تكن الأغاني هي من حررتنا، ولكن كان لها دور كبير وواضح ومؤثر في رفع معنوياتنا، كما أنها قربت قضيتنا من العالم كله من خلال الأوبريتات والأغاني، وهذا ما تحتاج اليه القضية الفلسطينية اليوم حتى نساعدهم في رفع معنوياتهم أكثر.

وتابع النشمي: نحن هنا في الكويت من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وبالتالي من الممكن أن تقوم وزارة الإعلام بإنتاج عمل فني مثل مسرحية أو أوبريت لدعم فلسطين، وأنا شخصيا ككاتب سأشارك في هذا العمل من دون مقابل مادي، وأعتقد أن هذا سيكون موقف الفنانين، وذلك لنقدم عملا يتحدث عن حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ومن الممكن أن نقوم بعرض هذا العمل خارج الكويت وكل المدخول منه سيتم إيصاله إلى فلسطين، ومتأكد أنه سيكون هناك إقبال واسع على العمل، خاصة من الجالية الفلسطينية الموجودة في الخارج وتريد أن تدعم القضية.

وقال المخرج مناف عبدال: دور الفن لا يقتصر على الجانب الترفيهي والتسلية، لأن الفن رسالة، وهذه الرسالة يجب أن تصل إلى كل العالم بأننا ومع الشعب الفلسطيني لن نتخلى عن القضية ولن نقبل بالعدو الإسرائيلي، وبالتأكيد أن الفترة المقبلة ستشهد عودة إصدار هذا النوع من الأعمال المؤيدة للقضية الفلسطينية.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading