عاصف أبو مازن، الذي يبلغ من العمر 11 عامًا، عاش حياة مليئة بالتحديات بعد أن دُفِنت كرة قدمه تحت ركام منزله. كان يشارك في فريق كرة القدم في حيه بالنصيرات، بدءًا كمدافع وتحول فيما بعد إلى حارس مرمى.
يروي عاصف قصته حيث كان يلهو مع أصدقائه في وقت قصفت غارة جوية منزله، مما غيّر مجرى حياته إلى الأبد. تم إجراء عملية بتر لساقه اليمنى تحت الركبة، وتظل ضمادات سميكة تلف ساقه، تذكيرًا بتلك اللحظة الصعبة.
نُزح عاصف إلى الجنوب، ويعبر عن تعبه الشديد، قائلًا: “أنا لا أعلم إلى أين نتجه،” وهو يعبر عن حالة من عدم اليقين والإرهاق جراء التحولات الصعبة في حياته.
“عمري 11 سنة فقط، لم أؤذ أحدًا، فما هو خطأي؟” يتساءل عاصف، الفتى الذي حلم بأن يكون لاعب كرة قدم محترفًا، لكن هذا الحلم انتهى بسبب الحرب، يشير إلى مهارته في لعبة الكرة، مؤكدًا أنه كان جيدًا، ويدعو الناس للاستفسار من مدربيه إذا أرادوا التحقق من ذلك.
يتذكر أحد الأيام حينما ضرب الخصم الكرة بقوة، ويصف كيف قفز ونجح في إبعادها. تظهر صورة لعاصف في زي كرة القدم الخاص به، ويرتدي قميصًا أزرقًا وسروالًا أزرقًا داكنًا وحذاءً أخضرًا وأسودًا.
“دُفِنت معداتي الرياضية تحت أنقاض منزلنا، ذهبت جواربي وحذائي وكرة القدم التي أملكها، لقد تحولت جميعها إلى غبار”.
من لاعب كرة قدم لمريض على كرسي متحرك
تظهر عاصف وهو ينقل على كرسي متحرك في محيط مجمع المستشفى، الذي أصبح مليئًا بالخيام والملاجئ للنازحين من القتال في الشمال، يمزح مع المتطوعين، ورغم أن الضحك قد يبدو في غير محله، إلا أنه السبيل الوحيد للتعامل مع الخوف والحزن.
تقول والدته إن وراء الوجه الشجاع الذي يظهره عاصف، هناك صبي صغير يخشى على مستقبله. وتضيف: “يسألني عما إذا كان أصدقاؤه سيطلقون عليه اسم الصبي ذي الساق المقطوعة وما إذا كانوا سيسخرون منه” وفي الليل، يجدها غالبًا تذكره يبكي أثناء النظر إلى الصور القديمة له وهو يركض أو يلعب كرة القدم.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.