بين تمديد الخفض وتقاسم العبء ما سيناريوهات


أثار تأجيل مجموعة «أوپيك +» اجتماعها بشأن سياسة إنتاج النفط حالة من التقلبات والتكهنات وعدم اليقين في سوق الخام، حيث يأتي اجتماع المجموعة بالتزامن مع تراجع أسعار النفط بنحو 20% منذ الذروة المسجلة في سبتمبر الماضي، وسط مخاوف مرتبطة بزيادة الإمدادات من جانب بعض الدول ومخاوف ضعف الطلب.

وكانت مجموعة «أوپيك +» قد فاجأت الأسواق بقرار تأجيل اجتماعها لتحديد مستويات إنتاج النفط في العام المقبل من 26 نوفمبر الجاري إلى 30 من نفس الشهر، فيما ألمحت «رويترز» أمس إلى ان محادثات المجموعة بشأن السياسة النفطية صعبة، مما يجعل من المحتمل تأجيل الاجتماع المقرر عقده يوم الخميس المقبل، كما يجعل تمديد سياسة الإنتاج الحالية ممكنا. ويستهدف اجتماع التحالف الذي يضم أعضاء في «أوپيك» ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا، تحديد حصص الإنتاج خلال العام المقبل، بالإضافة إلى رصد الالتزام بالحصص خلال الفترة الماضية، وكانت المجموعة قد خفضت بالفعل إنتاج النفط بنحو 5.1 ملايين برميل يوميا، عبر عدد من التدابير المعلنة منذ نهاية العام الماضي. وتشمل تخفيضات إنتاج النفط 3.6 ملايين برميل يوميا من «أوپيك +»، بالإضافة إلى الخفض الطوعي من السعودية وروسيا بإجمالي 1.5 مليون برميل يوميا، فيما كشفت تقارير عن أن تأجيل الاجتماع جاء بفعل خلافات بشأن مستهدفات إنتاج النفط في العام المقبل لعدة دول أفريقية، إذ ترغب بعض الدول الأعضاء في التحالف في زيادة حصصها الإنتاجية من النفط في 2024.

وقد ذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن 3 مصادر في «أوپيك+»، أن التحالف يقترب من التوصل إلى تسوية مع المنتجين الأفارقة بشأن مستويات الإنتاج في العام المقبل، مشيرة إلى أن أنغولا ونيجيريا من ضمن الدول التي تم منحها مستويات منخفضة للإنتاج من جانب «أوپيك+» في اجتماع يونيو الماضي، بعد أن فشلت طوال سنوات في الوفاء بالمستهدفات السابقة.

وفي هذا السياق، تبرز عدة سيناريوهات محتملة خلال الاجتماع المقبل لتحالف «أوپيك+»، مع آثار متباينة محتملة على السوق، حيث قال محللو «إس آند بي جلوبال كوميدتي» إن «أوپيك+» تواجه وضعا صعبا للعرض والطلب على النفط في العام المقبل، مع ارتفاع الإمدادات من خارج المجموعة وضعف الطلب المتوقع في النصف الأول من 2024.

وذكرت «إس آند بي جلوبال» أن الاجتماع المقبل سيظهر كيف ستتعامل المجموعة مع التحديات سواء عن طريق تعميق خفض إمدادات النفط أو المخاطرة بحدوث ردود أفعال سعرية، ويعتقد محللون أن الاحتمال الأكثر ترجيحا بشأن اجتماع «أوپيك+» القادم يتمثل في تمديد الخفض الحالي لإنتاج النفط خلال العام المقبل.

وأشار محللو «جولدمان ساكس» إلى أن السيناريو الأساسي يتمثل في إبقاء خطط خفض إنتاج النفط من قبل «أوپيك+» دون تغيير، وبرر البنك توقعاته بأن مستويات المخزون قريبة من المتوسط، بالإضافة إلى توقعات «أوپيك» القوية بشأن الطلب العالمي.

ورغم ترجيح معظم المحللين لفرضية إبقاء خطط خفض الإنتاج دون تغيير، فإن احتمالية تعميق هذا الخفض لم يتم استبعادها بشكل كامل، حيث ذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن مصادر في «أوپيك+» أن المجموعة تدرس تعميق خفض إنتاج النفط، كما ذكر بنك «جولدمان ساكس» أنه لا يستبعد إمكانية تعميق خفض إنتاج النفط خلال الاجتماع المقبل لمجموعة «أوپيك+».


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading