مفرح الشمري
فقدت الحركة الفنية التشكيلية في الكويت والخليج احد مبدعيها بوفاة الفنان التشكيلي عبدالعزيز محمد آرتي الذي وافته المنية ووري جثمانه الثرى بعد صلاة عصر أمس.
والراحل من الشخصيات التي تركت بصمة إبداعية في الفن التشكيلي بالكويت، وهو حاصل على جائزة «الميدالية الذهبية» في فن الكاريكاتير عام 1994، كما اختير للمشاركة في مسابقة «مونت كارلو» التي نظمتها الولايات المتحدة الأميركية في العام ذاته، وحصل أيضا على جائزة الدرع الذهبية على مستوى الوطن العربي ضمن المعرض السنوي المقام في الإمارات عام 1995، بالإضافة إلى جوائز أخرى عديدة.
واستطاع الراحل عبدالعزيز آرتي أن يؤسس لنفسه أسلوبا خاصا من خلال لغة تشكيلية جادة، ذات أبعاد اجتماعية وسياسية وحتى ثقافية، كما تمكن من أن يضع لنفسه خصوصية واضحة تدل عليه في كل أعماله، التي قدمها للساحة الفنية سواء التشكيل أو الكاريكاتير، وهذه الخصوصية أدت إلى تواصل أعماله مع الحياة بكل عناصرها وحالاتها، وهو تواصل مبني على الإحساس الذي يوليه الفنان لمنجزاته التشكيلية، ومن ثم قدرته على تحريك سكون الألوان بمزيد من التكنيك والانسجام مع العناصر الفنية بكل سهولة ويسر، حيث يستوحي تفاصيل أعماله من الذكريات العالقة في ذهنه، على الرغم أنه لم يعش تلك الفترة بكل تفاصيلها الدقيقة، لكنه استطاع أن يستجمع تصورات من خلال جولاته إلى الأسواق والأماكن القديمة التي تزخر بها الكويت ومنها الشارع الجديد عام 1994، وساحة الصفاة التي رسمها في فترة التسعينيات والألفية، ولوحة شارع فهد السالم وحي قديم «شرق» 1995، وتتجلى إبداعات الراحل في لوحة «مدرسة المرقاب» الذي استطاع من خلالها أن ينقل الماضي من خلال سور وبوابة هذه المدرسة القديمة، وأما في لوحة «على ظهر السفينة»، التي بدت فيها حركة العاملين على ظهر السفينة معبرة عن الماضي.
ورصد الراحل بريشته الكويت قديما بلوحة «بعد المطر»، التي تشرح للمتلقي حكايات من الزمن الجميل، مستخدما تقنيات لونية عديدة، وتميز برسم البيئة الكويتية بكل ما فيها لأنه باختصار فنان عشق بيئة بلاده ووثقها من خلال لوحاته حتى يتعرف أبناء مجتمعه على جمال بيئة وطنهم وكيفية الحياة عليها في الزمن الجميل.
«الأنباء» التي آلمها المصاب تتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
المجلس الوطني ينعى آرتي
نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المغفور له بإذن الله تعالى الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي الذي وافته المنية أمس. ونقلت الأمانة العامة تعازي وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري والعاملين في المجلس لذوي الفقيد ومحبيه وللأسرة الفنية على هذا المصاب الجلل، سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.