مكاسب نوفمبر قلصت خسائر البورصة إلى 3 9


المحلل المالي

بعد سلسلة من الخسائر التي تكبدتها أسواق الأسهم الخليجية والعالمية منذ أغسطس حتى أكتوبر 2023، نتيجة ارتفاع المخاطر الجيوسياسية وارتفاع أسعار الفائدة، وخاصة عوائد سندات الخزانة الأميركية لمستويات قياسية وتداعياتها على النتائج المالية للشركات وعلى النمو الاقتصادي، تميز شهر نوفمبر بتعافي أسواق الأسهم الخليجية والعالمية.

فقــد ربحت القيمـــة الرأسمالية السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم الخليجية خلال شهر نوفمبر 1.8% أي ما يعادل 76 مليار دولار، وبالتالي ارتفعت مكاسبها إلى 10% منذ بداية عام 2023 أي ما يعادل 385 مليار دولار لتسجل قيمتها السوقية 4.24 تريليونات دولار.

وجاءت الارتفاعات التي شهدتها أسواق الأسهم نتيجة تزايد توقعات المستثمرين باقتراب نهاية مسار السياسة المتشددة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وذلك بناء على المعطيات الاقتصادية الحالية، فمع استمرار الاقتصاد الأميركي بتسجيل مستويات نمو ملحوظة والتي تبدد المخاوف من الوصول لحالة الركود، تباطأ سوق العمل مؤخرا مقارنة بفترات سابقة.

ويأتي ذلك مع النجاح التدريجي لمساعي الاحتياط الفيدرالي في مكافحة مستويات التضخم المرتفعة، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك في أميركا ارتفاعا على أساس سنوي في شهر أكتوبر نسبته 3.2%، وبناء على هذه المعطيات فقد تزايدت التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال 2024 والتي انعكست بشكل إيجابي على اتجاه مؤشرات أسواق الأسهم.

وجاءت أسواق الأسهم السعودية والإماراتية كأبرز البورصات الخليجية التي حققت المكاسب في القيمة السوقية خلال نوفمبر، حيث ربحت القيمة السوقية لتداول السعودي حوالي 33.5 مليار دولار لترتفع مكاسبه منذ بداية السنة الحالية إلى 315 مليار دولار وبقيمة سوقية بلغت 2.95 تريليون دولار، بينما ربحت أسواق الأسهم في الإمارات خلال نوفمبر 32.4 مليار لتسجل 956 مليار دولار وهي رابحة منذ بداية السنة 97 مليار دولار.

أما بورصة الكويت فقد ربحت 2.3 مليار دولار (بما يعادل 708.4 مليارات دينار) في شهر نوفمبر 2023 لتتقلص خسائرها منذ بداية السنة إلى 12.6 مليار دولار (بما يعادل 3.88 مليارات دينار)، وتسجل قيمتها السوقية 129 مليار دولار (بما يعادل 39.39 مليار دينار)، وكانت بورصة قطر أيضا من الرابحين خلال الشهر بحوالي 7 مليارات دولار، لتسجل قيمتها السوقية بنهاية الشهر حوالي 161.2 مليار.

وقد انعكست هذه الأرباح في أداء المؤشرات الرئيسية لبورصات الخليج، حيث ربح مؤشر «S&P» الخليجي 5.18% خلال شهر نوفمبر وربح مؤشر تداول السعودي 4.56% ليكون ثاني أعلى الرابحين بعد بورصة قطر التي ربح مؤشرها 5.44%، وارتفعت أرباح مؤشر سوق دبي المالي منذ بداية السنة إلى 19.67% بعد مكاسب في نوفمبر نسبتها 2.97%.

بينما كانت مكاسب بورصة الكويت خلال الشهر عند الـ 1.87% لمؤشر السوق العام و2.09% لمؤشر السوق الأول، وبالتالي تقلصت خسائر مؤشر السوق العام لبورصة الكويت منذ بداية السنة إلى 8.8%.

وارتفعت قيمة التداول لأسواق الأسهم الخليجية خلال شهر نوفمبر 2023 مقارنة بشهر أكتوبر 2023 بنسبة 5.2% بزيادة تعادل 2.33 مليار دولار، حيث بلغت قيمة التداول خلال نوفمبر نحو 46.7 مليار دولار وبمعدل تداول يومي بلغ 2.13 مليار دولار، مقابل نحو 44.37 مليار دولار.

وارتفعت قيمة التداول في أسواق الأسهم الخليجية منذ بداية السنة إلى 477.3 مليار دولار، حيث استحوذت سوق الأسهم السعودية وحدها على نسبة 67.4% من إجمالي تعاملات كل أسواق الأسهم الخليجية منذ بداية 2023 بتداولات قيمتها 321.6 مليار دولار.

وجاء ســوق أبوظبي للأوراق المالية في المرتبة الثانيـــة بعـــد السوق السعودي بنسبة 13.6%، وحصدت تعاملات بورصة قطر المرتبة الثالثة بنسبة 6.6%، تلتهـــا تعامــلات بورصة الكويت بنسبة 6.5% وبتداولات قيمتها 30.9 مليار دولار.

ومنذ بداية 2023 فبعد أن تفاعلت أسواق الأسهم بشكل إيجابي في النصف الأول مع تراجع مستوى التضخم وقدرة البنوك المركزية على احتوائه وتفاؤل المستثمرين بتخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة والتشدد النقدي، إلا أنها تكبدت خسائر قوية الربع الثالث من العام مع تحول التوقعات إلى استمرار معدلات الفائدة مرتفعة بينما عوضت جزءا من هذه الخسائر في نوفمبر، حيث ارتفعت مكاسب المؤشرات منذ بداية السنة إلى 18% لمؤشر «MSCI World»، و19% لـ «S&P500»، و5.7% لمؤشر الأسواق الناشئة «MSCI EM».


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading