الشارقة – مفرح الشمري
يواصل مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بدورته السابعة أنشطته وسط حضور جماهيري من مختلف الأعمار، حيث عرضت فرقة جمعية «ايحاء» للفنون الحركية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية عرضها المسرحي «أولاد العالية»، تأليف وإخراج سلي عبدالفتاح، إشراف فني التونسي حافظ خليفة، وذلك في منطقة الفعاليات بصحراء الكهيف.
جسد العرض المسرحي مجموعة من الشباب، استطاعوا توصيل رسالته وهي أن تكون كريما في طبعك، فالكرم ليس في الجيب فقط، بل في حسن المعاشرة تجاه الآخرين، حيث تدور فكرة النص حول شيم الكرام عندما تنتصر في الحروب من خلال قصة صراع قبيلتي «عمر» و«أولاد مبارك» التي وصلت مداها الى أن تمكن «أولاد مبارك» من الاستيلاء على الفرس «المزوزة» ليقرر «عمر» استرجاعها وينجح في ذلك بعد أن تعامل مع «أولاد مبارك» بكرمه وأخلاقه، فتعيش القبيلتان بعدها بحب وأمان.
تميز العرض بتعريف الحضور على عادات وتقاليد الشعب الموريتاني وأصالته والمحافظة عليها مهما وصلت التكنولوجيا مداها، وعلى الرغم من الهنات التي ظهرت عليه الا انه يعتبر من التجارب المهمة في المسرح الموريتاني الذي يقدم شكلا مغايرا عن المسرح الذي نعرفه.
من جانب آخر، أقامت اللجنة الفكرية لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي ندوة بعنوان «تحديات الأداء التمثيلي في المسرح الصحراوي»، تصدى لإدارتها المسرحي الإماراتي عبدالله راشد بمشاركة عدد من المسرحيين العرب، منهم الفنان التونسي عبدالمجيد أهري، الفنان كريم رشيد من السويد، د.محمد أمين عبدالصمد ود.عصام عبدالعزيز من مصر، ورشيد بناني من المغرب.
انطلقت الندوة بكلمات ترحيب من عريفها عبدالله راشد بضيوف الدورة السابعة للمهرجان، مشيدا بالجهود التي تقدمها دائرة المسرح بالشارقة تنفيذا لتوجيهات حاكم الشارقة سمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي.
ومن ثم انطلق المشاركون بقراءة أوراقهم، حيث قال الفنان عبدالمجيد أهري: إن تجربة المسرح الصحراوي فريدة من نوعها ورائدة، فهي تغادر الحدود للنبش في خصوصية الإنسان العربي في علاقته الوطيدة بين البدوي والصحراوي، لتعزيزها بالرغم مما يعترض هذه التجربة من تحديات، ولعل أهم التحديات التي تواجهها تحدي التداريب وهو الأهم، فإذا كانت خاصية الفرجة هو التكرار فإنتاج الفرجة يحتاج إلي تكرارها، والتحدي الثاني هو تحدي الإمكانات اللوجستيكية، وكذلك تحدي الفضاء الصحراوي البديل، وتحدي مهارات الممثل وفاعلية الأداء، وتحدي التكوين والتكوين المستمر، والتحدي العاشر والأخير هو تحدي الإخراج.
من جانبه، قال كريم رشيد: فضاء الصحراء قادر علي بث العديد من الدلالات بفضل أنه بكر لا يحتكم إلي دلالات مسبقة تضعه في منطقة معزولة، مؤكدا انه من الثمانينيات وهو يدرس جماليات المكان المسرحي، وكان حلمه ان ينقل المسرح من العلبة الإيطالية إلي المكان المفتوح، وأحد الأسباب في أن مثل هذه المهرجانات تحقق النجاح وهي عودة المسرح لمكانه الأساسي.
من جهته، ذكر د.محمد أمين عبدالصمد ان من السمات الحالية في الثقافة البدوية المصرية وجود المغني الذي يقدم قصته غنائيا تحت مسمى «المجرودة»، وهو شكل فني يقوم «المجراد» بالغناء أمام صف من المشاركين يرددون اللزمات الغنائية معه في وجود حجالة وكأنها تتلقى القصة، وفي هذا العرض نجد الزمان والمكان والمؤدي والمتلقي وازدواجية الوعي بأن ما يقدم خيال ولكن نصدقه.
وأشار د.عصام عبدالعزيز في مشاركته التي حملت ورقة بعنوان «مسرح الصحراء وفاعلية الجسد» الى ان هناك أسئلة يطرحها من خلال هذه الورقة البحثية وهي: لماذا نريد تقديم عروض مسرحية في الصحراء؟ وهل ممكن للصحراء أن تتحول إلى مسرح؟ وهل يمكن للممثل الذي اعتاد على الأداء التمثيلي وعلى خشبة المسرح التقليدي وأمام الديكورات والإضاءة، أن يهجر هذا البناء الذي اعتاد عليه لسنوات طويلة، ومع تلك الإمكانات المتوافرة له لكي يقدم عروضه المسرحية في قلب الصحراء اللامنتاهية؟
وأضاف: أذكر ما قاله لي الفنان الكبير عبدالله غيث انه يتمنى لو أتيحت له الفرصة بأن يقدم عرضا مسرحيا يتوافق مضمونه وشكله مع هذا المكان الرائع، حيث الانطلاق والحرية، أما عن رغبتنا في إقامة مسرح للصحراء فذلك لأن لها تأثيرات روحية على المتلقي، وتقديم عروض في هذه المنطقة تجربة تستحق التقدير والاحترام.
حضور كويتي في المهرجان
يتواجد في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي السابع عدد من الفنانين والأكاديميين من الكويت مثل الفنان القدير أحمد السلمان والفنان القدير محمد العجيمي والمخرج عبدالله عبدالرسول ود.خليفة الهاجري عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.