شهود عيان: الجانى بحث معنا عن الضحية
مع بداية شهر ديسمبر كانت منطقة عزبة الحكيم بقرية بمها بالعياط، على موعد مع أحداث دامية أبكت قلوب جميع الأهالى بعد مقتل طفل 3 سنوات على يد عمه وتكفين جسده الصغير وإلقاء جثته فى ترعة الجيزاوية بسبب خلافات عائلية.
لم يكن ذنب الطفل المسكين إلا أنه أحد أفراد تلك العائلة وأن عمه قاسى القلب لم يرتجف ولم يهتز لمقتله، بل أنهى حياته بطريقة بشعة للانتقام من والدة الضحية، وعاد للبحث عنه وكأن شيئا لم يكن.
قبل أسبوع كان مالك يلهو ويلعب ويملأ الدنيا بضحكاته ومواقفه البريئة، لكن لحظة انتقام سيطرت على عقل وقلب عمه جعلته يستدرجه من أمام منزل العائلة بحجة شراء الحلوى له، وتنفيذ خطة بشعة للقضاء على ضحكات المسكين.
ببراءة الأطفال سار مالك رفقة عمه على أمل أن يعود وبيده قطعة حلوى ينعش بها نفسه، لكنها كانت الخطوات الأخيرة لطفل لا ناقة له ولا جمل ولم يقترف ذنبا فى تلك الحياة، وتوجه به عمه إلى منزله وأنهى حياته بدم بارد ثم عاد وحمل الجثمان وألقى به فى الترعة.
وضع العم القاتل جسد الصغير داخل جوال وكأنه دابة نافقة ورمى به داخل الترعة دون صلاة أو جنازة تُظهر الحزن على ذلك البرىء، وانتظر حتى علم شقيقه وزوجته بتغيب الطفل وراحا يبحثان عنه فى كل مكان، فخرج من جحره لينفى التهمة عنه ويبعد الشبهات وراح يبحث معهما عن ابنهما المفقود، وتظاهر أمام الجميع بحبه للطفل وبكائه عليه، لكنها كانت دموع التماسيح.
مع ازدياد فترة غياب الطفل عن العودة لم يجد الأب المسكين حلا غير إبلاغ رجال الشرطة لكشف تفاصيل ذلك الكابوس الذى يحيط به ومعرفة مكان ابنه.
انتشرت صور الطفل على مواقع التواصل الاجتماعى ومعها بعض الكلمات رق لها قلب الجميع، ناشدت فيها أسرته البحث معهم عن الطفل، لكنها جميعها كانت محاولات بائسة وأن الصغير لن يعود إلا جثة، وانقلبت تلك البوستات إلى دعوات بالرحمة والمغفرة للصغير بعد العثور على جثمانه داخل جوال بترعة الجيزاوية.
بعد إبلاغ رجال الشرطة بالواقعة، حضر رجال مباحث قسم شرطة العياط وعلى رأسهم الرائد أحمد عبدالفتاح الملطاوى رئيس المباحث، وتم إجراء المعاينات اللازمة، ومن خلال الفحص والتحرى تبين أن عم الطفل يملك مفاتيح تلك الواقعة وأنه وراء ذلك اللغز.
كاميرات المراقبة بأحد الشوارع كانت الشاهد الصامت فى تلك الحادثة بعد أن رصدت لحظة سير الضحية مع عمه فى وقت معاصر للحادث وأن مالك كان يلعب أمام المنزل إلى أن حضر عمه وطلب منه الذهاب معه، وبعدها اتجها سويًا إلى منزل الأخير، ولم يخرجا، وبعد مرور ساعات خرج عم الطفل بمفرده واتجه إلى منزله القديم، حتى أحضر دراجة نارية ثم أوقفها أمام المنزل وأخرج «جوالًا» وحمله على الدراجة ثم ذهب فى مكان لم تتمكن كاميرات المراقبة من توثيقه، وكانت كاميرا أخرى بإحدى القرى المجاورة شاهدة عليه وهو يحمل جوالا على كتفه ويسير به حتى ألقاه فى ترعة الجيزاوية، وبتفتيش منزل المتهم عثروا على ملابس الطفل التى كان يرتديها فى آخر ظهور له.
الجانى: انتقمت من والدته لحرمانى من ابنتى
أمام كل تلك الأدلة لم يجد العم مفرًا من الاعتراف بجريمته النكراء قائلًا إنه تخلص منه انتقامًا من والدته التى تسببت فى ترك زوجته المنزل وحرمانه من ابنته فقرر أن يحرمها من ابنها.
خلال مناقشة فريق البحث بإشراف اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة للمباحث للعم المتهم اعترف بتفاصيل جريمته قائلا إنه كان يرغب فى الانتقام من زوجة شقيقه ولم يكن هناك طريقة أفضل من قتل صغيرها الذى يحبه الجميع قائلا:«مراتى وبنتى سابونى بسببها فحرقت قلبها على ابنها».
قال المتهم انه استدرج ابن شقيقه بحجة شراء حلوى له فسار خلفه حتى أخذه داخل منزله وأطبق بيديه على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وحمل جثمانه ليضعه داخل جوال ويخرج ملقيا إياه فى الجبل، وأرشد المتهم عن جثة الطفل وعثر عليها رجال المباحث ليتم القبض على العم ونقل جثة الصغير إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.
وأضاف شهود عيان أن المتهم كان دائم التعدى على زوجته بالضرب، بطريقة بشعة، فاضطرت زوجة شقيقه إلى إبلاغ أسرة الزوجة، فحضرت واصطحبت ابنتهم معها وأخذت الزوجة ابنتها معها وتسبب ذلك فى حرمان الأب من ابنته التى يتعلق بها فقرر الانتقام من ابن شقيقه لحرمان والديه منه.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.