نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، (17) أسبوعا ثقافيا بجميع الإدارات الفرعية بعنوان: “الإخلاص حقيقته وثمرته”، وذلك بعدد من مساجد المحافظة.
جاء ذلك في إطار دور مديرية الأوقاف بالفيوم في نشر الفكر الوسطي المستنير والتوعية بقضايا الدين والمجتمع، وغرس القيم والأخلاق وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية
وخلال هذه اللقاءات قال العلماء إن الشريعة الغراء قد بينت أسس قبول الأعمال عند الله (عز وجل)، وقد سن لنا رب العزة (جل وعلا) سننًا في القرآن الكريم، ومن هذه السنن الإخلاص، والذي يفصل بين من يعمل أعماله عادة ومن يعملها عبادة، وقد اهتم به الأئمة في كتبهم، فافتتح الإمام البخاري كتابه بحديث : “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى”، فلا بد لنا من نية في كل حركة وسكنة، وقال تعالى : “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”، فالمخلص في عمله لا يفرط في حق من الحقوق سواء في قوله أم في عمله أم في علاقته بنفسه أم في علاقته بربه، أم في علاقته بمن حوله من أفراد أسرته ومجتمعه. واشار العلماء إلى أن الإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة، كما يدفع العبد إلى البعد عن كل ما نهى الله (عز وجل) عنه، وبالإخلاص يفرق العبد بين العادة والعبادة، فيحول بنيته العادات إلى عبادات، مضيفين أن الميزان الذي يفرق بين العادة والعبادة هو أثر العبادة في الفرد، فمن نهته عبادته عن الفحشاء والمنكر فهو عابد، أما من لم تنهه عبادته عن الفحشاء والمنكر فهي عادة، مؤكدين أن الله (عز وجل) قد وضع لنا قانونًا في قبول الأعمال فقال في الحديث القدسي: “أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ”، فمن أخلص فتح الله تبارك وتعالى له قلوب خلقه ورزقه المحبة فلا بد من إحسان النية بداية قبل الإقبال على أي قول أو عمل.
العلماء: الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال
كما أكد العلماء على أن الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال، فالأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها، فالله (سبحانه وتعالى) تحدث عن الإخلاص في سور عديدة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”، قال المفسرون:إقامة الصلاة بالبعد عن الغفلة فيها، والإخلاص من الأشياء العزيزة التي يغفل عنها الناس، ولا تبلغ الصلاة حقيقتها إلا إذا سجد القلب في حضرة الرب فلا يقوم العبد من سجوده ذلك أبدًا، يقول رب العزة (جل وعلا) في الحديث القدسي:“إنما أتقبَّل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطلْ على خلقي، ولم يبت مُصرًا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين، وابن السبيل والأرملة، ورحم المصاب”، فمدار الأعمال كلها على الإخلاص، فإذا عمل الإنسان عملًا رأى فيه شيئًا يعجبه من نفسه فعليه أن يستعيد نيته مخلصًا لله تبارك وتعالى مسلِّمًا أمره لربه، وقد أخذ الصيام الحظ الأوفر من الإخلاص.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.