للإيمان مقصد في كلًا من اللغة والشريعة وعند أهل العلم وعلماء التوحيد والفقه، ولأن الإيمان هو ركن أصيل في الدين الإسلامي كما قال سيد المرسلين: أنه لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، يشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر، يجدر بنا معرفة مفهوم الإيمان وأركانه.
تعريف الإيمان عند العرب
قال الدكتور علي جمعة أن مفهوم الإيمان في لغة العرب هو التصديق بالقلب، فإن كل من صدق شيئا بقلبه فهو مؤمن به، وقد يؤمن الإنسان بعقيدة باطلة ويسمى هذا الإيمان بالباطل، كالإيمان بالعقائد المتعارضة مع عقيدة التوحيد، وبالشرائع الظالمة، فقال تعالى في سورة النحل: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [72].
وعلي صعيد أخر قد يؤمن الإنسان بالحق من الغيب الذي أخبر به الله، وبالشرائع الصادقة التي أقام عليها النبيون البراهين، فقال تعالى في سورة البقرة : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) [3: 5].
مقصود الإيمان عند العلماء
وتابع جمعة أن العلماء من اهل الاختصاص في علوم التوحيد والعقائد يعرفون مفهوم الإيمان أنه على الأرجح هو تصديق القلب بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والإذعان له، وأما الأعمال الصالحة فهي تؤثر في زيادة الإيمان وتركها يؤثر في نقصانه، والأقوال من أعمال اللسان، ولذا اشتهر أن الإيمان هو : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان. واتفق أهل السنة على أن ترك الأعمال لا ينقض أصل الإيمان، وإنما يأثم المسلم لتركه الواجبات.
التمييز بين الإيمان والنفاق
واستشهد فضيلة المفتي بقول العالم السعد التفتازاني وهو من فقهاء الحنفية إذ قال: “ذهب جمهور المحققين إلى أنه –أي الإيمان- التصديق بالقلب، وإنما الإقرار شرط لإجراء الأحكام في الدنيا، لما أن التصديق بالقلب أمر باطن لا بد له من علامة، فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مؤمن عند الله تعالى وإن لم يكن مؤمنا في أحكام الدنيا، ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق فبالعكس.
وهذا هو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه الله، والنصوص معاضدة لذلك:
قال الله تعالى في المجادلة : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) [22].
وقال الله تعالى في النحل : (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) [106].
وقال تعالى في سورة الحجرات : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ) [14].
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:”اللهم ثبت قلبي على دينك”.
وقال عليه السلام لأسامة حين قتل من قال لا إله إلا الله: “هلا شققت عن قلبه”.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.