مفرح الشمري
يواصل مهرجان الكويت الدولي للمونودراما السابع «دورة الفنان القدير محمد جابر»، تقديم عروضه المسرحية على خشبة مسرح متحف الكويت الوطني، حيث قدمت فرقة موازييك الجزائرية امس الأول عرضا مسرحيا حمل عنوان «لالونا» من تأليف وإخراج هشام بوسهلة ومن أداء الممثلة القديرة سعاد جناتي التي أظهرت قدرات مميزة في تجسيد دور «ما مريامة» المشتاقة لابنها الوحيد الذي توفي منذ 30 سنة ولكنها تعتقد أنه مازال على قيد الحياة.
فعلى مدار 55 دقيقة، ومن خلال مشاهد مختلفة يعيش المتلقي معاناة هذه الأم التي تحلم بالعثور على ابنها الوحيد «موسى» ولكن دون جدوى حتى انحنى ظهرها وفقدت عقلها الذي تشبث بالقمر واعتبرته مرافقا لابنها، وإنه سيعود معه!
أظهر العرض مشاعر الفقد في قلب الأم «ما مريامة» التي جسدتها الفنانة سعاد جناتي بكل براعة بجانب أكثر من شخصية منها الأم في مرحلة الشباب، والأم الثكلى التي قصم ظهرها فقد ابنها والفتاة اللعوب، التي تريد بالإضافة إلى شخصية الساحرة الشريرة، والمرأة التي تتجه للسحرة لفك طلاسم غياب ابنها، كل هذه الأدوار استطاعت جناتي أن تؤديها بصورة نالت عليها إعجاب الحضور.
اتسم العرض برؤية سينوغرافية دائرية من تصميم المخرج هشام بوسهلة، الذي كتب النص أيضا، تعكس فيها صورة القمر لتغوص في دوامة الحياة ودورتها الرتيبة في أجواء البوح والغوص في قضية ضحايا الهجرة غير الشرعية.
«المملوك» والحرية
ومن جانبها، قدمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام العرض المسرحي «المملوك» المقتبسة من مسرحية «مغامرة رأس المملوك جابر» للمسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس، أعدها وأخرجها أحمد عبدالله راشد بشكل مختلف عن نصها الأصلي وقام بأدائها على الخشبة الممثل عبدالله علي الخديم، أما الإضاءة فتصدى لها خالد الظنحاني.
المسرحية تحمل بين طياتها العديد من المعاني الإنسانية في زمن لم تعد للإنسانية لها مكان فيه، وذلك من خلال مملوك مقهور محظور مسجون داخل محبسه الضيق المليء بالآهات والآلام والحسرات على واقع عاشه ذلك المملوك أليم يحياه المملوك، واقع الذل والحظر داخل المحبس الضيق وما يعانيه من قهر وظلم وضرب وإهانة للبحث عن حريته الذي فقدها من زمن بعيد ليعيش بصراع نفسي لا حدود له جسده الممثل عبدالله الخديم بكل إتقان.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.