تسلل
مع الفشل والخسارة لاتحاد الكرة قبل ما يزيد على 12 عامًا تقريبا بعد نهضة الراحل سمير زاهر -رحمه الله- والفوز بـ3 بطولات متتالية لأمم أفريقيا فى إنجاز غير مسبوق، ساد شعور بأن رجال الجبلاية مؤمنون بنظرية الفيلسوف والمفكر الأمريكى «كوستيكا براداتان» فى مديح الفشل وما تمنحه الخسارة من فتوحات وانتصارات.
ويبدو أن اتحاد الجبلاية بعد فترة العصر الفضى للكرة المصرية اعتادوا الخسارة وباتت شيئًا معتًادا ونقيضه نشازًا، وسيطرت حالة من الضبابية حول فهم نظرية «براداتان» وهل هى صائبة أم أن الخطأ فى فهم ما نريده أو ما يسعى الفيلسوف إلىى توصيله.
فالفشل يمنح الشخص الحقيقة مجردة وأسباب إخفاقه وكيفية تلافى أخطائه، دون مجاملة أو تجميل أو تزييف ليبدأ طريق النجاح بخطى ثابتة، لكن بعد تفكير طويل بدا أنّ اتحاد الكرة مؤمن بنظرية الفيسلوف الأمريكى على «طريقته الخاصة» وهى تجميع الفشل ليصبح سلسلة طويلة من السنوات والإخفاقات حتى يبُخ دفعة واحدة نفحاته نحو عصور ذهبية للكرة المصرية..!
سنوات نكتب حتى مللنا وهرمنا، طريق النجاح معروف وعبقريته فى اختيار الأشخاص بعيدًا عن مجاملات وحسابات شخصية ووضع مصر وسمعتها فى المقدمة قبل أى مصلحة خاصة، قد تكون النوايا سليمة، لكن بُعد النظر فى الاختيار والرؤية البعيدة غائبة لترث الكرة المصرية وسمعتها الكثير من الخطايا والانكسارات.
فقبل محاسبة اللاعب حاسب مدربه وعضو المجلس ورئيس اتحاد الكرة، وقبل كل ذلك الجمعية العمومية التى اختارت لأنها أساس النجاح، واختيارها الصائب يصب فى نفق ينتهى عند اللاعب نفسه وجهده وعطائه والمنظومة ككل.
سنوات نُسطر عن دور الجمعية العمومية التى تشبه الأم «المدرسة» فى المنزل إذا اختارت الشخص المناسب صلح البيت الكروى كله، وانعكس على الكرة المصرية كلها.
وأحيانًا تتعرض بعض «العموميات» لضغوط «صداقة ومعارف» أو يجد محللًا كرويًا تفوهه لافت، ووسامته ملء الشاشة، ونجوميته الكروية ساطعة، فيختاره ويتودد إليه دون اقتناع، وهل قادر على اختيار هذا المدرب بموضوعية ووازع من ضمير، والدفاع عن الكرة المصرية مثلما يقاتل فوزى لقجع عن الكرة المغربية، ويكفى ما حدث من أزمة وليد الركراكى مدرب منتخب المغرب وإيقافه 4 مباريات على خلفية مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية فتحول الإيقاف إلى «وقف التنفيذ» بقدرة قادر..!
إدارة الكرة ليست نجومية وتفوها ووسامة وقضاء وقت ممتع بعد عمل طويل فى «سبابيب» وأعمال أخرى تُخدم عليها «سحر الكورة» تُزيد الدخل وتُتخم الجيوب، هى عمل جاد وبحث دائم عن كل جديد لوضع الكرة المصرية فى مكانة لم تصل إليها من قبل، حتى يسجل التاريخ لرجال الجبلاية وجمعيتها العمومية ما أنجزوه لبلدهم، بعد أن أصبحت الكرة صناعة كبرى عالمية تؤثر فى سياسات الدول والتعاطف الدولى معها.
اتحاد الكرة ليس مجرد مُنظم وواضع جيد لمسابقات الناشئين والكبار، وتدبير مباريات ودية للمنتخبات، ومسابقة دورى قوية، والسعى للارتقاء باللعبة بمعناها الشامل، رغم التحفظ على إجادتها بالاتحاد، هى تغيير فى طريقة التفكير والابتعاد عن التسطيح والفوضى، وإلاّ سنظل فى طريق «الخسارة» طالما لم نهزم الفشل ونقبحه..!
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.