انتقلت الخسائر في سوق العقارات التجارية، والتي أدت بالفعل إلى انهيار بعض البنوك في نيويورك واليابان، إلى أكبر اقتصاد في أوروبا هذا الأسبوع.
وتراجعت السندات الصادرة عن المقرضين الألمان الذين يركزون على العقارات بعد أن أوصى محللو مورغان ستانلي العملاء ببيع السندات الممتازة الصادرة عن «Deutsche Pfandbriefbank AG»، والذي يعرف اختصارا بـ «PBB»، وهو بنك مملوك للدولة، بسبب تعرضه لسوق «CRE» في الولايات المتحدة، وفقا لما نقلته «بلومبيرغ» عن أحد الأشخاص المطلعين على سوق العقارات، واطلعت عليه «العربية Business».
وانخفضت سندات البنك من المستوى الثاني (tier 2) البالغة 150 مليون يورو (161 مليون دولار) بمقدار 17.4 سنتا إلى 52 سنتا على اليورو يوم الثلاثاء، وهو أكبر انخفاض لها في يوم واحد على الإطلاق، في حين حذت سنداته الممتازة حذوها. وانخفضت سندات إضافية من المستوى الأول بقيمة 300 مليون يورو بمقدار 9.5 سنتات، وهو انخفاض أكثر حدة من الخسارة التي سجلتها في أعقاب شطب AT1 لبنك كريدي سويس العام الماضي. وتراجعت الأوراق المالية الأخيرة بشكل أكبر اليوم الأربعاء.
وجاء هذا الانخفاض بعد أن قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن الخسائر في العقارات التجارية تشكل مصدر قلق من شأنه أن يضغط على المالكين، مضيفة أنها تعتقد أن المشكلة يمكن التحكم فيها. أحد أسباب القلق هو أن المثمنين لم يخفضوا بعد قيمة العقارات التجارية في الولايات المتحدة بشكل كامل بعد ارتفاع أسعار الفائدة، وفقا لمحللين في «Green Street»، الذين قالوا إنه قد تكون هناك حاجة إلى شطب إضافي لما يصل إلى 15% في جميع أنحاء القطاع هذا العام.
وكتب محللو «غرين ستريت» في مذكرة: «لاتزال التقييمات مرتفعة للغاية، ومن الضروري حدوث المزيد من الانخفاض في قيمة الأصول حتى تتمكن القيم من اللحاق بالواقع على الأرض». «المقرضون الذين يبنون قراراتهم على هذه التقييمات لديهم احتمالات أكبر في تحمل حالات العجز» وقد يواجه البعض «ضغوطا» نتيجة لذلك. توتر المستثمرون منذ أن أعلنت شركة «New York Community Bancorp» عن خسارة مفاجئة الأسبوع الماضي وخفضت أرباحها. وتعد البنوك الصغيرة والإقليمية أكبر مقدمي قروض تمويل العقارات التجارية في الولايات المتحدة، لكن بعض المقرضين الأوروبيين معرضون أيضا.
بدورها، كتبت مارلين ايبنشتاينر، المحللة في دويتشه بنك، في مذكرة تم توزيعها يوم الثلاثاء: «نرى مخاطر أن PBB قد يضطر إلى زيادة مخصصات خسائر القروض، وبالتالي الضغط على ربحيته المنخفضة بالفعل». وتقول إن هذه مسألة تتعلق بالربحية بشكل أساسي وليس الملاءة المالية بفضل الاحتياطيات الرأسمالية للبنك.
وقال المتحدث باسم PBB، جريت بيكين إن توقعات أرباح الشركة الواردة في نتائج الربع الثالث أخذت في الاعتبار جميع الحقائق المعروفة وذات الصلة، بما في ذلك تلك المتعلقة بمخصصات المخاطر. وأضاف بيكين في تعليقات عبر البريد الإلكتروني يوم الثلاثاء: «في ظل الوضع الراهن اليوم، لا يوجد سبب للانحراف عن هذا». وقد حاول المستثمرون، الذين شعروا بالفزع من الانكماش في CRE، بيع سندات PBB في الأيام الأخيرة دون نجاح ما لم يقدموا خصومات كبيرة، وفقا للمشاركين في السوق.
كما تلقت سندات PBB ضربة قوية في نوفمبر الماضي بعد أن خالف البنك توقعات الأرباح وخفض توقعاته للعام بأكمله. وفي مكالمة الأرباح في ذلك الوقت، أشار الرئيس التنفيذي أندرياس أرندت إلى «زيادة كبيرة في مخصصات المخاطر».
سعر إصدار يناير، الذي يستحق في عام 2027، يزيد بنحو 31 نقطة أساس عن إصدار سابق يستحق في نفس العام، مما يسلط الضوء على اتساع هوامش ربح المقترض.
وكتبت المحللة في آي إن جي، مارين ليلوكس، في مذكرة الشهر الماضي: «إن كلا من دويتشه بفاندبريف بنك وأريال بنك هما مصدران ألمانيان يتمتعان بواحد من أعلى معدلات التعرض للعقارات التجارية مقارنة بإجمالي الإقراض الخاص بهما». «هذا لا يخلو من عواقب حيث من المتوقع أن يستمر قطاعي البناء والعقارات في المعاناة من ارتفاع أسعار الفائدة. ولذلك سنكون أكثر حذرا بشأن البنوك ذات الانكشافات الأكبر على هذه القطاعات»، بحسب ما ذكرته لـ «بلومبيرغ».
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.