كشفت بيانات مسح حديث أن المستثمرين العالميين في قمة تفاؤلهم منذ عامين، خلال الشهر الجاري، حيث باتوا يستبعدون حدوث الركود مع تنامي الثقة إزاء قوة الاقتصاد.
وأفادت بيانات المسح، الذي أجراه «بنك أوف أميركا»، بأن مدراء الصناديق الذين يديرون أصولا بقيمة إجمالية 568 مليار دولار خفضوا النقدية إلى 4.2% من 4.8%، كما رفعوا مخصصات الأسهم العالمية لأعلى مستوياتها في عامين، وذلك للمرة الأولى منذ أبريل 2022 التي يتخلى فيها مديرو الصناديق عن توقعات الركود.
وأشارت نتائج المسح إلى أن توقعات الاقتصاد الكلي القوي واستبعاد الركود دفع المستثمرين لكفة الهبوط السلس بنسبة 65%، مع تلاشي احتمالية الهبوط الصعب إلى 11% فقط، مقابل توقعات الشهر الماضي بهبوط سلس أو عدم الهبوط بنسبة 79%، في حين بلغت توقعات الهبوط الصعب نحو 17%.
وتتحسب الأسواق لسلسلة من خفض أسعار الفائدة العام الحالي من البنوك المركزية الكبرى، ومع ذلك، دحض بنك الاحتياطي الفيدرالي بعض هذا التفاؤل ولم تحث البيانات الصادرة مؤخرا على خفض الفائدة.
ولفت التقرير إلى اتجاه المستثمرين إلى أسهم التكنولوجيا، حيث أصبحت المخصصات عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2020، ويرى مديرو الصناديق أن أسهم العمالقة السبعة والتي تضم شركات «آبل»، و«أمازون»، و«ألفابيت»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا»، و«تسلا»، هي الأكثر تداولا في الوقت الراهن، بينما جاءت الأسهم الصينية في قائمة المراكز البيعية، حيث سجلت الأسهم القيادية الصينية أدنى مستوياتها في خمس سنوات في فبراير، ما دفع السلطات الصينية لتنفيذ سلسلة من الإجراءات لدعم السوق والحد من التدفقات الخارجة.
بيانات التضخم
تعرضت توقعات الأسواق بقرب بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تخفيض أسعار الفائدة لضربة يوم الثلاثاء الماضي بعد أن جاءت قراءات تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة أعلى من التوقعات، حيث أظهر تقرير لوزارة العمل الأميركية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.3% على أساس شهري في يناير، وهو ما يزيد عن ارتفاع 0.2% توقعه اقتصاديون.
زيادة تفوق التوقعات لمعدلات التضخم في أميركا
وعلى أساس سنوي، ارتفع المؤشر 3.1%، مقابل زيادة 2.9%، كانت في التوقعات، وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي لشركة First Financial Markets نديم السبع إن بيانات التضخم أتت مدعومة بعاملين وهما ارتفاع أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية.
وأضاف أن أساسيات السوق في أميركا تعتبر قوية، حيث يعتبر قطاع الوظائف قوي وأجور أيضا قوية، كما أن الأسواق متفائلة أكثر من الحاجة في عملية خفض الفيدرالي الفائدة، سيناريو الخفض في مارس انتهى وأصبح الرهان في يونيو أو يوليو.
تصريحات صندوق النقد الدولي
وفي تصريحات على هامش قمة الحكومات، توقعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا أنه «بحلول منتصف العام الحالي سنشهد انخفاضا في معدلات الفائدة على مستوى العالم، منبهة في الوقت ذاته إلى ما شهده العالم خلال فترة الجائحة، بما يجعل من الضروري الانتباه إلى رصد ما يحدث في جميع أنحاء العالم وأن نكون قادرين على التصدي والاستجابة».
وأضافت «إذا بات هذا الهبوط المرن واقعيا، ستنخفض المعدلات وفق توقعاتنا»، مضيفة «الولايات المتحدة استفادت من كونها مصدرا للطاقة في الوقود والغاز، فعند بدء الحرب الأوكرانية، بدأت الولايات المتحدة تصدير الطاقة، وخلال فترة الجائحة دعمت الإدارة الأميركية الأسر والأعمال بطريقة واسعة النطاق، ومن خلال القيام بذلك أنشأت مساعدات سمحت للمواطنين بالإنفاق، الأمر الذي أبقى على مستوى الطلب وازدهار سوق العمل هناك، ومن ثم لم يعد لأرباب العمل القدرة على فرض شروط كما كان الحال عليه في السابق».
وتابعت «تعلمنا من خلال التجارب أن الأسس الاقتصادية مهمة، وهذه الأسس قوية في الولايات المتحدة، وتقوم عليها أسواق رأسمال متينة واقتصاد ديناميكي وخاصة في مجال التكنولوجيات الجديدة مثل الشركات السبع التي توجه الذكاء الاصطناعي، فهي أميركية المنشأ، وبالتوازي مع ذلك فإن الولايات المتحدة قادرة على التكيف بشكل سريع، ما ينعكس على الاقتصاد ويجذب الاستثمارات».
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.