قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، ان أسعار النفط الخام عادت مرة أخرى لتخطي حاجز 80 دولارا للبرميل وتم تداولها عند أعلى مستوياتها هذا الشهر بعد أن شهدت مكاسب بوتيرة مستمرة على مدار الأسبوع الماضي.
ويعزى هذا النمو بصفة رئيسية إلى المخاوف المتعلقة بالإمدادات على خلفية توترات الشرق الأوسط، وبصفة خاصة الهجمات التي تتعرض لها سفن البضائع في البحر الأحمر وتدابير التصدي لها، هذا إلى جانب الحرب على غزة.
وسجلت أسعار جميع خامات النفط تقريبا نموا في يناير 2024 بعد 3 أشهر متتالية من التراجع، إذ ارتفع متوسط سعر مزيج خام برنت بنسبة 2.9 في المائة ليصل إلى 79.9 دولارا للبرميل، وكان متوسط نمو سعر سلة الأوبك وخام التصدير الكويتي أقل قليلا بنحو 1 في المائة، إذ وصل إلى 80 دولارا للبرميل و80.8 دولارا للبرميل، على التوالي.
وشهدت الأسعار المزيد من الدعم بفضل بعض التقديرات التي أشارت إلى ان تحويل مسارات سفن الشحن واتخاذها لطرق أطول لتجنب المرور في البحر الأحمر قد يسهم في زيادة الطلب على النفط هامشيا، وظهرت أيضا بعض التوقعات التي كشفت عن تباطؤ نمو إنتاج النفط الخام الأميركي هذا العام، مما ساهم في دعم الأسعار.
ومن جهة أخرى، أدت مخاوف تأجيل خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة نظرا لارتفاع معدلات التضخم بأكثر من المتوقع إلى التأثير سلبا على نمو أسعار النفط الخام بصفة عامة، حيث ان تباطؤ النمو الاقتصادي قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط. أضف إلى ذلك استمرار انخفاض النشاط التصنيعي في الصين، مما كان له تأثير سلبي على معنويات سوق النفط.
وعلى الصعيد الجيوسياسي الإقليمي، لم تحقق محادثات السلام المتعلقة بالحرب على غزة تقدما يذكر على الرغم من الجهود المبذولة على مختلف الجبهات. ونتيجة لذلك، استمر تأثير الهجمات التي تتعرض لها سفن الشحن في البحر الأحمر على أسعار الشحن العالمية.
ووفقا لأحد التقارير الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، ارتفعت أسعار الشحن بنحو 200-300 في المائة على بعض المسارات هذا العام نتيجة للهجمات، في ظل ارتفاع تكاليف التأمين واتخاذ مسارات أطول. كما حذر صندوق النقد الدولي من التأثيرات غير المباشرة للهجوم الذي أثر على ما يقرب من نسبة 40 في المائة من حجم الحركة التجارية التي تمر عبر قناة السويس وتأثيره على نمو الاقتصاد العالمي.
وعلى صعيد الطلب، صرح رئيس وكالة الطاقة الدولية أنه من المتوقع أن يكون نمو الطلب أضعف بكثير مقارنة بالعام الماضي نظرا لتأثره بتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في الصين وتراجع الطلب على المركبات الكهربائية. وتتوقع الوكالة نمو الطلب على النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا -1.3 مليون برميل يوميا هذا العام.
وفي ذات الوقت، توقع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية وضعا أكثر اشراقا للطلب على النفط إلى حد ما، في ظل توقع نمو الطلب بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا. كما أعلن الأمين العام لمنظمة الأوبك عن توقعات قوية للطلب وكان أكثر إيجابية نسبيا بشأن الطلب المستمر من الصين، هذا إلى جانب تلقي دعما اضافيا نتيجة للنمو القوي للطلب من الهند.
وعلى جبهة العرض، كشفت أحدث التوقعات الواردة ضمن تقرير توقعات الطاقة على المدى القصير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن انخفاض حاد لمعدل النمو المتوقع لإنتاج النفط في الولايات المتحدة. إذ تتوقع الوكالة أن ينمو إنتاج النفط الأميركي بمقدار 170 ألف برميل يوميا هذا العام مقارنة بتوقعات النمو السابقة البالغة 290 ألف برميل يوميا.
ويعكس هذا الانخفاض الحاد لتوقعات الإنتاج عدة عوامل بما في ذلك برودة الطقس الذي أدى إلى تقليص الإنتاج إلى 12.6 مليون برميل يوميا في يناير 2023، وارتفاع مخزونات النفط الخام العالمية بالإضافة إلى الاستثمار الرأسمالي المحدود المتوقع من شركات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة في ظل توجيه تركيزها على تعزيز عائدات المساهمين.
إلا انه على الرغم من ذلك، من المتوقع أن تحتل أميركا الشمالية مركز الصدارة من حيث نمو إنتاج النفط الخام هذا العام. وفي ذات الوقت، تراجع إنتاج الأوبك في يناير 2024 في ظل تطبيق قرارات خفض حصص الإنتاج الجديدة كإجراء قصير المدى من قبل منتجي الأوبك وحلفائها.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.