- لدى «بيتك» لجنة مختصة بالاستدامة وإدارة لمتابعة تطبيق إستراتيجية ورؤى الاستدامة
- الاستدامة تشمل البيئة والكوادر الشابة والشمول المالي للخدمات المالية وتمكين المرأة
- هناك 3 معايير أساسية للاستدامة هي: المعايير البيئية.. الاجتماعية.. ومعايير الحوكمة
- نجاح «بيتك» بالحصول على الجوائز العالمية سببه مبادراته المتعددة والتنظيم الداخلي
- لجنة الحوكمة والاستدامة في «بيتك» أقرت استعجال أدوات الاستدامة الجديدة
- التوجه العام لدى بيت التمويل الكويتي يتركز على تعزيز إصدارات الصكوك الخضراء
- «بيتك» أول بنك يصدر تقرير «البصمة الكربونية» الذي يتحدث عن مدى الانبعاثات الصادرة عن بيت التمويل الكويتي
- أصدرنا «صكوكاً خضراء» في تركيا وجهت للاستثمار في مشاريع بيئية وتدعم تمكين المرأة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
طارق عرابي
قال المدير التنفيذي للحوكمة والاستدامة في إدارة المخاطر للمجموعة ببيت التمويل الكويتي (بيتك) محمد العربيد، إن «بيتك» يواصل جهوده في الاستدامة وتعزيز منتجات التمويل الأخضر سواء على مستوى الأفراد أو الشركات.
وأضاف العربيد، خلال لقاء خاص مع «الأنباء»، أن «بيتك» يعتبر أول بنك يصدر تقرير «البصمة الكربونية»، وهو التقرير الذي يتحدث عن مدى الانبعاثات الصادرة عن «بيتك».
وبناء على هذا التقرير، فإن مجلس الإدارة يضع استراتيجيته الهادفة إلى تخفيض الانبعاثات عن طريق استخدام وسائل الطاقة البديلة والمواد المعاد تدويرها.
وأكد العربيد أن «بيتك»، الذي اعتمد مبدأ الاستدامة منذ تأسيسه نظرا لارتباط الاستدامة بالشريعة الإسلامية ارتباطا وثيقا، يرى أن موضوع الاستدامة هو موضوع مستمر ولا يجب أن يتوقف أبدا، لذلك فإن «بيتك» حريص على مواكبة مبدأ الاستدامة في جميع عملياته وخطواته، خاصة فيما يتعلق بجانب الانبعاثات الكربونية الصادرة عن «بيتك» والتي يهدف إلى الوصول بها إلى مستوى الصفر.
وتطرق إلى أهم الإنجازات التي حاز عليها «بيتك» في جانب الاستدامة، لاسيما حصوله على عدد من الجوائز العالمية المرموقة من قبل عدد من جهات التصنيف المختلفة، مثل جوائز الأفضل في الاستدامة في الكويت والشرق الأوسط، وأفضل بنك إسلامي في الاستدامة عالميا من غلوبل فايننس ويوروموني وايميافايننس على التوالي، بالإضافة إلى حصول مبنى معرض KFH Auto على شهادة تقييم الاستدامة GSAS المستوى الذهبي، وهي الشهادة الأولى من نوعها في الكويت، وذلك كتتويج لجهوده الفردية في تنفيذ هذا المبنى، مؤكدا في هذا الصدد على اعتماد هذا الأسلوب في مبنى «بيتك» الجديد، فضلا عن تعميمه على كل أفرع البنك خلال الفترة القادمة.. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
حدثنا عن دور«بيتك» فيما يتعلق بالاستدامة، لاسيما بعد توقيعه مؤخرا شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في هذا الخصوص؟
٭ بدأ بيت التمويل الكويتي (بيتك) بتطبيق مبدأ الاستدامة منذ التأسيس، وذلك على اعتبار أن الاستدامة ترتبط بالشريعة الإسلامية ارتباطا وثيقا، حيث كان «بيتك» سباقا في الكثير من المبادرات حتى قبل أن يظهر مفهوم الاستدامة بشكله الحالي.
وخلال الأعوام الأخيرة نظم بيت التمويل الكويتي عملية الاستدامة داخل المؤسسة، من خلال عدد من الضوابط أولها إقرار الإطار العام الخاص بالاستدامة عن طريق إنشاء لجنة مختصة بالاستدامة على مستوى مجلس الإدارة، وإنشاء إدارة مختصة بالاستدامة لمتابعة تطبيق استراتيجية ورؤى «بيتك» الخاصة بالاستدامة، وكذلك من خلال إقرار واعتماد استراتيجية واضحة المعالم والأهداف للاستدامة على مستوى جميع القطاعات، وأخيرا إصدار التقارير الدورية الخاصة بالاستدامة وفق المعايير المعتمدة في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بمذكرة التفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فيمكن القول إنها جاءت بعد جهود كبيرة سبقت الوصول إلى صيغة هذه المذكرة، وذلك بهدف تبادل الخبرات بين «بيتك» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بخصوص الاستدامة، ولعل باكورة هذه البرامج كان عبارة عن برنامج تدريبي للإدارة التنفيذية في «بيتك» بهدف تطوير مهارات الاستدامة وزيادة الوعي بالاستدامة داخل المؤسسة.
تطبيق مبدأ الاستدامة.. هل هو في صالح «بيتك» وأعماله الداخلية فحسب، أم أن المنفعة ستعود على كل من البنك والعميل على حد سواء؟
٭ عندما نتحدث عن مفهوم الاستدامة، يجب أن نعرف أن هناك 3 معايير أساسية للاستدامة، وهي: المعايير البيئية، المعايير الاجتماعية، ومعايير الحوكمة، وعندما نقوم بتطبيق المعايير الثلاثة بشكل متكامل، فإن المنفعة ستعود بالمقام الأول على المجتمع الكويتي الذي يعمل فيه «بيتك» وكذلك على المجتمعات الأخرى التي يعمل بها، كما أن المنفعة ستعود على المساهم الذي سيضمن وجود حوكمة فعالة من خلال اتخاذ مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية قرارات وفق منظومة واضحة المعالم والاستراتيجية والرؤى والأهداف.
كما أن الأمر سينسحب بالضرورة على البيئة، ذلك أن حرص المؤسسات التي تعمل على حماية البيئة، سيجعل المنفعة تعود على المجتمع بشكل عام، وكذلك الحال بالنسبة للعملاء الفعليين لدى «بيتك» سيستفيدون من تطبيق مفهوم الاستدامة بشكله الصحيح.
ولكن وبشكل عام، يمكن القول أن الاستدامة لا تقتصر على البيئة فحسب، حيث استثمر «بيتك» في الكوادر الشابة عن طريق برنامج «فرصة» لتدريب وتطوير مهارات الشباب، ووسع من الشمول المالي للخدمات المالية، وعزز تمكين المرأة، حيث قطع «بيتك» شوطا كبيرا في هذا المجال حتى أصبحت المرأة تحتل مكانة مميزة في مختلف إدارات «بيتك».
من المعروف أن «بيتك» يعمل في عدد من الدول خارج الكويت، فهل يعني ذلك أن تطبيق مفهوم الاستدامة ينسحب على الدول التي يعمل فيها «بيتك» بالخارج؟
٭ بالطبع هناك تنسيق مستمر وبشكل يومي مع شركات المجموعة سواء داخل الكويت أو خارجها، لكن بالنسبة لخارج الكويت، فهناك أنظمة تحدد عملية الاستدامة في الدول التي يعمل فيها «بيتك»، ولكن الإطار العام الذي يطبق بالكويت يطبق في البنوك والشركات التابعة، مع مراعاة الأنظمة المطبقة في تلك الدول.
ولعل أبرز مثال على ذلك هو المبادرة التي قام بها «بيتك» في مملكة البحرين من خلال مشروع دفع الزكاة للغارمين، حيث أطلق «بيتك» حملة لاقت أصداء إيجابية كبيرة في المجتمع البحريني آنذاك.
تبنى «بيتك» استراتيجية رائدة للاستدامة وأطلق حملة Keep it Green التي نفذ تحت مظلتها العديد من مبادرات الاستدامة، حدثنا عن هذه الحملة؟
٭ حملة Keep it Green هي حملة أطلقها «بيتك» لتكون مظلة لجميع المبادرات الخاصة بالبيئة، وقد نفذت الحملة خلال السنتين الأخيرتين أكثر من مبادرة خاصة بحماية البيئة، كان آخرها مشاركة المركز العلمي في استزراع الشعب المرجانية في جزيرة «قاروه»، إلى جانب أكثر من مبادرة خاصة بحماية البيئة من ضمنها تنظيف الشواطئ، والتشجير بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة في بعض المحميات الكويتية، وحملة أخرى أطلقتها Keep it Green في مجمع العاصمة مول وتدور حول إعادة تدوير قناني البلاستيك.
هل أصبحت عمليات «بيتك» المصرفية بالكامل متوافقة مع مبدأ الاستدامة، أم أن الامر مازال بحاجة إلى المزيد؟
٭ موضوع الاستدامة هو موضوع مستمر ويكاد يكون التطوير فيه مستمر عاما بعد عام، لذلك فإننا حريصون في «بيتك» على مواكبة وتطبيق الاستدامة في كافة عملياتنا وخطواتنا، خاصة فيما يتعلق بجانب الانبعاثات الكربونية، ناهيك عن التزام «بيتك» بخطة الدولة البيئية 2060، والتي تهدف إلى وصول الانبعاثات الكربونية الصادرة عن «بيتك» إلى مستوى الصفر، علما أن «بيتك» يعتبر أول بنك يصدر تقرير «البصمة الكربونية» لسنة 2021، وهو التقرير الذي يتحدث عن مدى الانبعاثات الصادرة عن «بيتك»، وبناء على هذا التقرير فإن مجلس الإدارة سيضع استراتيجيته الهادفة للبدء في تخفيض هذه الانبعاثات عن طريق استخدام وسائل الطاقة البديلة والمواد المعاد تدويرها.
الجدير ذكره في هذا المقام أن «بيتك» هو أول بنك يقوم بإصدار بطاقة ائتمانية معاد تدويرها بنسبة 85%.
حصد «بيتك» جائزة «أفضل بنك إسلامي في معايير الاستدامة في العالم» لعام 2023 من مجلة يورموني العالمية، بالاضافة الى جوائز عالمية اخرى، ما الذي تمثله هذه الجوائز؟
٭ بداية يجب ان أسجل شكري لمجلس الإدارة في هذا الخصوص، خاصة أن مجلس الإدارة قد تبنى مبدأ الاستدامة ويدعم بقوة هذا التوجه، ومادام أعلى سلطة التي تمثل رأس الهرم في هذه المؤسسة داعمة لمثل هذه التوجهات فإن ذلك سيسهل كثيرا تطبيق جميع الأمور المتعلقة بالاستدامة.
لذلك، نجح «بيتك» خلال السنة الأخيرة في الحصول على 3 جوائز عالمية ومرموقة في مجال الاستدامة، وذلك بفضل مبادراته المتعددة أولا، ثم بفضل التنظيم الداخلي للمؤسسة، خاصة أن «بيتك» هو البنك الوحيد في الكويت الذي لديه لجنة على مستوى مجلس الإدارة معنية بموضوع الاستدامة، كما أن «بيتك» هو البنك الوحيد الذي أنشأ إدارة خاصة بالاستدامة ولديه استراتيجية واضحة المعالم مع مقاييس للأداء واضحة لقياس مدى التقدم في هذا المجال.
ولا شك أن كل هذه الظروف قد لاقت الاستحسان من قبل المجلات العالمية المتخصصة أو حتى من قبل مؤشرات قياس الأداء العالمية الخاصة بالاستدامة.
التمويل الأخضر.. الخدمات والمنتجات الرقمية.. الممارسات البيئية والاجتماعية، أدوات حديثة في مجال الصناعة المصرفية بشكل عام، ما دور «بيتك» في هذا المجال؟
٭ لقد اتخذت لجنة الحوكمة والاستدامة مؤخرا قرارا باستعجال هذه الأدوات وإدخالها في أسرع وقت ممكن إلى «بيتك»، خاصة إذا ما عرفنا أن هذه الأدوات موجودة بالفعل في أسواق أخرى بخلاف الأسواق الخليجية أو المحلية، خاصة أن تجربتنا في «بيتك» أثبتت أن أكثر الدول التي تصدر الصكوك الخضراء هي دول شرق آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا، بدعم من حكومات تلك الدول، خاصة بعد أن أثبتت الدراسات تأثر هذه الدول بشدة من التغير المناخي.
وبشكل عام، يمكن القول إن التوجه العام لدى «بيتك» يتركز على تعزيز إصدارات الصكوك الخضراء، إلى جانب تعزيز منتجات التمويل الأخضر سواء على مستوى الأفراد أو الشركات.
ما الصكوك الخضراء، وما الذي يمثله هذا الأمر على صعيد المؤسسات المالية؟
٭ يمكن القول ان التوجه العام للدولة، وخطة الحكومة قد ركزت في جانب خاص على «التخضير» والاهتمام بالبيئة، لذلك اصبح العبء الأكبر على البنوك يتمثل في خلق فرص في هذا المجال، بمعنى ان الاستثمارات الخاصة في المشاريع والجوانب البيئية في الكويت تكاد تكون محدودة، لذلك يفترض أن تتعاون البنوك مع خطة الحكومة وتوجهها الجاد في حماية البيئة والتشجيع على الزراعة وعلى صناعات إعادة التدوير، لذلك فإن تمويلات من هذا النوع من شأنها أن تخدم خطة الدولة، والتوفيق بين سعي البنوك نحو تطبيق الاستدامة داخل مؤسساتها.
هل هناك إلزام رقابي وحكومي للبنوك المحلية لتوجيهها نحو الاستدامة والخدمات البيئية الأخرى؟
٭ إصدار بنك الكويت المركزي لعدد من التعاميم الخاصة بالاستدامة يعتبر مؤشرا على توجه الدولة نحو هذا الأمر، وكذلك ما لمسناه من اهتمام بهذا الموضوع من خلال اجتماعاتنا مع الجهات الحكومية وعلى رأسها الهيئة العامة للزراعة، والهيئة العامة للبيئة.
حاز معرض KFH Auto شهادة تقييم الاستدامة GSAS المستوى الذهبي، وهي الأولى من نوعها في الكويت، ماذا تمثل لكم هذه الشهادة؟
٭ لا شك أن «بيتك» يعتبر إحدى الجهات السباقة في دعم المباني الصديقة للبيئة من خلال مبنى KFH Auto، حيث اعتبرت شركة GSAS هذا المبنى كمثال واقعي وحي على قدرة شركات القطاع الخاص على تنفيذ مبان صديقة للبيئة وفق أفضل المعايير العالمية، حيث جاءت هذه الشهادة تتويجا للجهود التي بذلت في تنفيذ هذا المبنى، علما أن العمل الذي تم منذ مرحلة رسم المخططات كان عبارة عن جهد جبار أثمر حصول «بيتك» على شهادة عالمية من قبل GSAS.
وسيتم تطبيق هذا الأسلوب في مبنى «بيتك» الجديد، بالإضافة إلى تعميمه على جميع الأفرع خلال الفترة القادمة.
كيف يمكن ان تنعكس استراتيجية الاستدامة لدى «بيتك» على تمويل المشروعات الحكومية ومشاريع التنمية والمساهمة بفاعلية في تحقيق التنمية الشاملة وأهداف «رؤية الكويت 2035»؟
٭ «بيتك» كان من البنوك السباقة في هذا المجال، وهنا يمكن ان نستذكر التمويل الذي تم مع شركة «ليماك» لتنفيذ مطار الكويت الدولي الجديد، بالإضافة إلى عدد من المشاريع في القطاع النفطي مثل مشروع الوقود البيئي.
ونحاول العمل قدر المستطاع مع عدد من الجهات الحكومية مثل شركة المشروعات السياحية، والهيئة العامة للبيئة، وشركة النقل العام الكويتية، ولا ندخر أي جهد في حال كانت هناك فرصة مواتية لتمويل مشاريع معنية بالبيئة.
هل يقتصر عملكم في الجانب البيئي على القطاع الحكومي فحسب، أم لكم مبادرات مع القطاع الخاص كذلك؟
٭ بالطبع لدينا مشاريع بيئية مع القطاع الخاص، لكن هناك ندرة في مشاريع إعادة التدوير أو حماية البيئة داخل الكويت، لكن يمكننا الإشارة إلى أننا قمنا بتصدير «صكوك خضراء» في تركيا من خلال «بيتك ـ تركيا» التابع لـ «بيتك»، حيث تم توجيه هذه الصكوك للاستثمار في مشاريع بيئية وأخرى تدعم تمكين المرأة، وثالثة تدعم مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة.
هل ترى ان موضوع الاستدامة يمكن أن يؤثر على أرباح المؤسسة ومدى جاذبيتها بالنسبة للمساهم والمستثمر؟
٭ لا شك ان التميز في جانب الاستدامة على مستوى الأسواق العالمية يعتبر مؤشرا على أن الشركة موثوقة ولديها جانب حوكمة مميز، وبالتالي فإننا نجد إقبالا كبيرا من قبل المساهمين على شراء أسهم مثل هذه الشركات، فعندما يكون مستوى الحوكمة مرتفعا داخل المؤسسة، فإن ذلك يعطي انطباعا للمساهم والمستثمر بقدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، إلى جانب اهتمامها بالمجتمع الذي تعمل به، بالإضافة إلى انخفاض مستوى المخاطر الداخلية.
ما الرسالة التي يمكن أن توجهها للمسؤولين بالدولة حول الاستدامة؟
٭ رسالتنا تتلخص في أن الاستدامة ليست عملا فرديا وإنما عمل جماعي، وهي ليست عملية تنافسية أكثر من كونها تكاملا ومساهمة مجتمعية، لذلك نتمنى تضافر الجهود من مختلف القطاعات والجهات الرسمية والخاصة لتبني عملية الاستدامة في مختلف العمليات والأنشطة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.