إعداد وتحليل: عبدالعزيز جاسم
aziz995@
جولة «خضراء».. هذا الاسم أطلقته جماهير العربي والمتابعون لأحداث الجولة الـ 16 من دوري زين الممتاز. فبعد أن قدم «الأخضر» مستوى لافتا أمام النصر توجه بانتصار كبير بنتيجة 6-3، جاءت الهدية من الفحيحيل بتعادله مع شريك الصدارة السابق الكويت 1-1 لينفرد «الأخضر» بالصدارة بفارق نقطتين، واكتملت القصة السعيدة بهذه الجولة بالنسبة للعرباوية بتوقف منافس ثان وغريم تقليدي وهو القادسية بتعادله السلبي 0-0 أمام كاظمة، وهي ذات النتيجة التي انتهت عليها مواجهة السالمية مع خيطان، بينما شهدت الجولة تحقيق الجهراء لأول انتصار في الدوري بفوزه الكبير على الشباب بخماسية دون رد.
الأخضر.. 6/6
أن تسجل في مباراة واحدة 6 أهداف أمر صعب جدا، لكن أن تكررها في جولتين هذا يدل على أن الفريق قوي جدا من الناحية الهجومية، ويصعب على أي منافس إيقافك، فالعربي تمكن من تحقيق انتصار كبير على الجهراء 6-0 في الجولة الماضية وعاد وكرر ذات الرقم بالفوز على النصر 6-3 مع تقديم أداء ممتع وراق، فهو لا يعرف التوقف عن شن الهجمات ويسعى بعد كل تسجيل هدف إلى آخر، لذلك تجده في الصدارة، وان استمر على نفس المنوال سينافس على اللقب حتى الرمق الأخير، لكن على الجهاز الفني بقيادة المدرب داركو نيستروفيتش أن يحسن دفاعه سواء بالتنظيم أو من خلال الجلوس مع الحارس سليمان عبدالغفور الذي يحتاج إلى استعادة مستواه السابق.
الأبيض.. ما لعبها صح
كل الأمور كانت تسير على خير ما يرام بالنسبة للكويت في مواجهة الفحيحيل، فهو كان الطرف الأفضل من جميع النواحي وأضاع فرصا كثيرة ومتكررة حتى تمكن من التقدم بالنتيجة من ركلة جزاء لكنه لم يقرأ المباراة بعدها بالشكل الصحيح ولم يعززه بهدف ثان يطمن من خلاله أنصاره، وبالفعل حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ جاء هدف التعادل في اللحظات الأخيرة للمنافس، والذي كلف الأبيض الكثير بفقدان نقطتين والصدارة معها، لذلك الفريق الذي يريد المنافسة بقوة على اللقب يجب عليه أن يعزز تقدمه دائما لأن مجريات أي مباراة قد تتغير من ثانية لأخرى.
الأصفر.. لعبه عادي
تواصل أداء القادسية العادي للجولة الثانية تواليا، فبعد خسارته من الكويت في الجولة الماضية عاد وتعادل مع كاظمة ليخسر 5 نقاط في جولتين أبعدته عن صاحب الصدارة الغريم التقليدي العربي بفارق 6 نقاط، وهو أمر سيعقد من مهمة الفريق في قادم الأيام، لاسيما أن الغريم يصير بخطى ثابتة وبمستوى مميز، لذلك على المدرب الوطني محمد المشعان إيجاد حلول للبطء الكبير في التحضير الذي يعاني منه الفريق، كما أن عدم وجود رأس حربة صريح زاد من معاناة الفريق الهجومية والذي ليس بالضرورة أن يكون أساسي، بل يشارك كبديل في مثل هذه الظروف، لاسيما أن هناك فرصا ضائعة في الدقائق الأخيرة تحتاج إلى من يترجمها إلى أهداف.
السماوي.. افتقد الاستمرارية
على الرغم من أن السالمية تغيرت حاله كثيرا من الناحية الدفاعية وبات أكثر قوة وثباتا وتنظيما وظهر شكله بصورة مغايرة مع المدرب انتي ميشا، إلا أن السماوي يفتقد إلى أمر مهم جدا وهو شح وقلة الفرص المتاحة، وظهر ذلك في مواجهة خيطان، فكان ضغطه على المنافس على فترات متباعدة طوال شوطي المباراة باستثناء الدقائق الأخيرة التي ضغط فيها بقوة لكنه افتقد للمسة الأخيرة سواء في الكرات العرضية أو التسديد القريب من منطقة الجزاء لذلك يجب تحسين هذا الوضع في المباراتين المقبلتين لكي يضمن الحصول على مزيد من النقاط.
العنابي.. الدفاع مشكلة
من الواضح جدا أن النصر الذي كان في بداية الموسم والذي يعتبر من أكثر الفرق تنظيما بجميع خطوطه بات يعاني من مشكلة كبيرة في خط الدفاع، وخير دليل استقباله 6 أهداف في مباراة العربي والتي كادت تنتهي بنتيجة أكبر مع مرور الدقائق، فهو يعرف كيف يسجل لكنه يعجز عن حماية مرماه، وكرة القدم تلعب بجميع الخطوط فإن غاب أحدهما فستخسر المواجهة بلا شك، لذلك على المدرب ظاهر العدواني إيجاد التوليفة المناسبة لكي يضمن البقاء مع الـ 6 الكبار سواء مع ختام الجولة المقبلة أو الأخيرة حتى لا يضيع ما قدمه الفريق طوال الموسم أدراج الرياح.
البرتقالي.. حاول بالمنطق
كان واضحا منذ بداية المباراة أن كاظمة لا يريد خسارة النقاط كاملة فإن جاء الفوز أمام القادسية «زين على زين» وان حصدوا نقطة في مثل التراجع الحالي في المستوى يعتبر أمرا جيدا، وبالفعل لعب الفريق بشكل منطقي فأحكم إغلاق وسطه ومنطقته الدفاعية مع عدم إغفال شن بعض الهجمات لإرباك المنافس مع ضرورة عدم ترك السيطرة للأصفر، وهذا ما حدث وكأن اللاعبين طبقوا ما أراده المدرب محمد دهيليس «مثل ما يقول الكتاب» لكن كان هناك أمر واحد ينقصهم وهو ترجمة بعض الكرات الخطرة بصورة صحيحة والسبب واضح عدم وجود مهاجم يعوض غياب شبيب الخالدي.
الفحيحيل.. يقاتل حتى النهاية
قد يكون المستوى الذي ظهر عليه الفحيحيل أمام الكويت الأقل له منذ فترة من الناحية الهجومية لكنه كان منضبطا فنيا بشكل كبير حتى أن هدف المنافس جاء من ركلة جزاء، ولأن لاعبي المدرب السوري فراس الخطيب يؤمنون تماما بإمكاناتهم، فقد قاتلوا كثيرا من أجل العودة وضغطوا في أكثر من كرة ورموا بكل ثقلهم في المقدمة وبالفعل قبل إطلاق الحكم لصافرة النهاية تمكنوا من إدراك التعادل أمام حامل اللقب، وهو أمر مميز من الناحية المعنوية خصوصا ان هذه النقطة قد تكون سببا مباشرا بعدم هبوطهم لدوري تفادي الهبوط وبقائهم مع فرق الكبار.
الشباب.. ما حضر
أدق وصف لفريق الشباب ولاعبيه في هذه الجولة بأنهم لم يحضروا للمباراة، فكان واضحا منذ التشكيلة ومع انطلاق المباراة أمام الجهراء أن «أبناء الأحمدي» لن يحققوا أي شيء في هذه المواجهة، بل زاد عليها استسلام اللاعبين مع مرور الوقت ومع كل دخول مرماهم لهدف يدخل اليأس في قلوبهم وتظهر الأخطاء الكبيرة من حارس المرمى حتى خط المقدمة لتصل النتيجة لخمسة أهداف أمام فريق يعتبر صاحب المركز الأخير ولم يحقق أي انتصار قبل هذه الجولة، لذلك يتبقى حاليا جولتان إن لم يحصد من خلالها الفريق على الأقل 3 نقاط فإنه سيدخل دوري تفادي الهبوط وهو في خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
خيطان.. نقطة مفيدة
منذ الجولة الماضية والجميع يعلم أن خيطان سيشارك في دوري تفادي الهبوط، لكنه يدرك تماما أن الحصول على أي نقطة سيفيده كثيرا في تجنب الهبوط لدوري المظاليم في الموسم المقبل، لذلك شاهدناه يقاتل بقوة في مواجهة السالمية للحصول على نقطة واحدة، وبالفعل حقق ما يريد، إلا أن الفريق لم يكن موفقا في شن الهجمات المرتدة خصوصا في الدقائق الأخيرة والتي غامر من خلالها المنافس بفتح مناطقه الدفاعية، لذلك يجب تحسين الشكل الهجومي فتسجيل الأهداف أمر مهم بهذا التوقيت من المنافسة.
الجهراء.. انتصار أول وعودة روح
على الرغم من أن الجهراء سيشارك في دوري تفادي الهبوط بشكل رسمي وآماله ستكون الأضعف بأن يبقى في الدوري الممتاز الموسم المقبل، إلا أن تحقيقه لانتصار أول بعد مرور 16 جولة وبنتيجة كبيرة على الشباب وصلت لخماسية نظيفة سيكون لها بلا شك مفعول السحر في الجولتين المقبلين وان حقق بهما الانتصار سيكون عاد بقوة إلى تصحيح المسار في دوري تفادي الهبوط، كما أنه ليس من السهل على أي فريق يعاني من ظروف إدارية قاهرة ويخسر بسداسية في الجولة الماضية أمام العربي بالعودة لتحقيق الفوز لذلك قد تكون هذه المباراة بمثابة عودة الروح وتصحيح المسار لأبناء القصر الأحمر.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.