قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه عند التفكير في إعادة إعمار غزة، لا يقتصر فقط على إعادة بناء المباني، وإنما إعادة الحياة في القطاع، وذلك لوجود إجماع في الصحافة العالمية، أن مايحدث في القطاع خلال هذه الفترة ترك آثار نفسية رهيبة في قطاع غزة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق خلال مداخلة هاتفية على فضائية “إكسترا نيوز” مساء الأحد، أن حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة خلال الخمسة أشهر الماضية دمار غير مسبوق، لافتًا إلى أن ما يحدث في القطاع تم تشبيهه بالحرب العالمية الثانية، عندما قام الحلفاء بتدمير بعض المدن الألمانية مثل مدينة درزدن التي كان يضرب بها المثل باستخدام الطيران لتدمير مدن بأكملها.
إعادة غزة سيستغرق وقت طويل
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن إعادة بناء القطاع يرتكز على عدة عناصر، أهمها الوقت، لافتًا إلى أن هناك خبراء يقولون أن إعادة غزة سيستغرق وقت طويل، ثانيها الموارد المالية التي سيتم توفيرها ومصادرها ومتابعة إنفاقها، ولكن يجب أن يكون هناك ضمانات من دولة الإحتلال أن لا تعتدي على القطاع خلال العشر سنوات.
وقال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة وارتكاب المئات من المجازر بحق المدنيين العُزل سيظل وصمة عار على جبين المجتمع الدولى والإنسانية، فى ظل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات تستهدف تجريع الفلسطينيين القامعين تحت الحصار منذ أكتوبر الماضى، مشيراً إلى أن أكثر من 90٪ من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية فى توفير الغذاء، فى ظل تعمد إسرائيلى لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وأضاف «محسب»، أن الاحتلال الإسرائيلى تسبب فى خسائر مباشرة فى قطاع غزة تجاوزت 30 مليار دولار، فيما بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى من الشهداء والجرحى والمفقودين 110 آلاف، سقطوا خلال 2721 مجزرة خلال 155 يوماً، حيث تسببت هذه المجازر فى استشهاد وفقدان 30 ألفاً 960 شخصاً، بينهم 13 ألفاً و500 طفل، و9 آلاف من النساء، موضحا أن سياسة الحصار والتجويع وغياب الرعاية الصحية التى استهدفتها إسرائيل تسببت فى نزوح 90% من سكان القطاع جنوباً.
وانتقد عضو مجلس النواب، فشل مجلس الأمن بشكل متكرر فى الاضطلاع بمهامه فى صون السلم والأمن الدوليين وإيقاف نزيف الدم الفلسطينى فى قطاع غزة، خاصة بعد إصرار الولايات المتحدة الأمريكية فى استخدام الفيتو ٣ مرات لعرقلة إصدار قرار بوقف إطلاق النار فى غزة، فى رسالة دعم وتأييد لاستمرار آلة الحرب الإسرائيلية فى ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.
وطالب النائب أيمن محسب، مجلس الأمن بضمان توفير الحماية للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع دون إعاقة إلى قطاع غزة تنفيذا لقرارى مجلس الأمن 2712 و2720، مؤكدا على ضرورة تقديم الدعم للدور المحورى لوكالة الأونروا فى توصيل المساعدات لسكان غزة، وهو ما جعلها هدفاً للاحتلال لتفكيكها وإنهاء وجودها داخل القطاع، مطالبا الدول التى علقت تمويلها للأونروا بالعدول عن قرارها واتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين تمويل كافٍ ومستدام للوكالة، لتعزيز دخول المساعدات الإنسانية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.