النرويج.. بلاد شمس منتصف الليل والشفق القطبي



خنساء الزبير

تقدم النرويج للزوار مزيجاً مذهلاً من العجائب الثقافية والطبيعية للترفيه والاستكشاف، بدءاً من العاصمة أوسلو إلى قمم الجبال التي لا نهاية لها، والمغطاة بالثلوج والمضايق العميقة، وليس هناك نهاية من الخيارات في بلاد شمس منتصف الليل والشفق القطبي.

وعلى الرغم من جبال البلاد العديدة والسواحل الوعرة، فإن التجول في أنحائها أمر سهل بشكل مدهش، حيث توفر أنظمة النقل العام المتطورة في البلاد أفضل فرص رؤية المعالم السياحية؛ سواء كان التنقل على متن القطار، أو على ظهر البواخر الساحلية.

ويبدو أن النرويج واحدة من أكثر دول العالم التي شهدت ازدهاراً، وهو أمر يتضح في وجود متاحفها الثقافية والاجتماعية الغنية.

مضيق سوغني

أكبر مضايق النرويج، والتي يزيد عددها على 1700 مضيق، ويصل طوله إلى 204 كيلومترات من القرية الساحلية، ويتفرع إلى عدد لا يحصى من الخلجان الصغيرة والمضايق على طول الطريق.

وفي أوسع نطاقه يبلغ عرض ملك المضايق، كما يطلق عليه النرويجيون، خمسة كيلومترات تقريباً، ويصل ارتفاع جدران الجرف إلى 1307 أمتار، ما يشكل مشهداً يحبس الأنفاس.

والطريقة المفضلة لزيارة المضيق البحري هي عن طريق القوارب، وبالتالي فإن الرحلات البحرية في المضيق البحري والجولات السياحية وفيرة، حيث تنطلق العديد من أفضل خيارات الجولات السياحية بسهولة من مدينة بيرغن الجميلة.

وتتواصل الرحلة لاستكشاف الفروع الأضيق، مثل «نايروفيورد»، حيث يتميز هذا الامتداد الجميل المذهل، الذي يبلغ طوله 17 كيلومتراً، بجدران جرف لا تفصل بينها سوى 250 متراً.

بولبيت روك

تعتبر منطقة جذب سياحي مناسبة للمسافر الذي يتمتع بالنشاط، لأن الرحلة المطلوبة للوصول شاقة بعض الشيء، ومع ذلك تُعد واحدة من المعالم السياحية الأكثر شعبية في النرويج، وواحدة من أكثر المواقع التي تم التقاط صور لها.

وتقع بالقرب من ستافنجر، وتتطلب الوجهة ركوب العبارة والحافلة، تليها رحلة شاقة لمدة ساعتين، ولكن بمجرد الوصول إلى الجرف، المستوى بشكل تام تقريباً، والذي يقع على ارتفاع أكثر من 600 متر فوق الماء، ينسى الشخص معاناة الوصول، عندما يتمتع بمناظر رائعة في الأسفل.

وفي منطقة ستافنجر، يمكن التوقف عند متحف كانينج النرويجي المذهل والمثير للدهشة، الذي يصور إحدى أهم الصناعات في البلاد، وهي صيد سمك السردين وإعداده، ويقع في مصنع تعليب أصلي تاريخي يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية.

وتعد كاتدرائية ستافنجر كذلك من أهم مناطق الجذب السياحي في المنطقة، حيث يتميز هذا المبنى، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، بأنماط متعددة، بما في ذلك البازيليكا الرومانية ومنبر الباروك والخط القوطي.

ترومسو

تقع هذه المدينة على بعد 349 كيلومتراً شمال الدائرة القطبية الشمالية، وتشتهر بدورها المهم كقاعدة للعديد من الرحلات الاستكشافية الكبرى في القطب الشمالي، منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وتم استيطان منطقة ترومسو، لأول مرة في القرن الثالث عشر، كقرية لصيد الأسماك، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة هنا منذ ذلك الحين، ما ساهم في جاذبية المنطقة البحرية.

ونتيجة لموقعها الشمالي أيضاً، تعد ترومسو واحدة من أفضل الوجهات في العالم لمشاهدة الشفق القطبي، ويجد السائحون عوامل جذب متعددة تفسر هذه الظاهرة، وتستكشفها، بما في ذلك بولاريا، وهو حوض السمك الواقع في أقصى شمال العالم، والمتحف القطبي، الذي يضم معروضات مثيرة للاهتمام حول استكشاف القطب الشمالي.

وتعد حديقة ترومسو النباتية في القطب الشمالي وجبال الألب، منطقة جذب سياحي غير متوقعة لمنطقة عميقة داخل الشمال المتجمد، وهي موطن لعدد كبير من النباتات المزهرة. والمعالم البارزة هناك نباتات الرودو ديندرون القوية، فضلاً عن حديقة مخصصة للنباتات الطبية التقليدية في المنطقة.

جزر لوفوتين

تشكل جزر لوفوتين الرائعة أرخبيلاً، يقع قبالة ساحل شمال غرب النرويج، وهي مقصد سياحي شهير للنرويجيين والأجانب على حدٍ سواء؛ وبفضل تيار الخليج، يكون الطقس هناك معتدلاً على الرغم من موقع الجزر في الدائرة القطبية الشمالية.

ويأتي السياح إلى هنا للاستمتاع بالشواطئ واستكشاف قرى الصيد التقليدية، وكذلك ركوب قوارب الكاياك والمشي لمسافات طويلة. فيما يأتي البعض لمشاهدة الحياة البرية، ومجموعة متنوعة من المخلوقات، كالنسور والحيتان.

وتعد الجزر أيضاً واحدة من أفضل الأماكن، التي يمكن زيارتها لإلقاء نظرة على القطب الشمالي.

ويتوفر الكثير من عوامل الجذب والأشياء الأخرى، التي يمكن القيام بها على الجزر، خاصة في سفولفير، التي تعد أكبر مدينة في جزر لوفوتين والواقعة على الساحل الجنوبي لجزيرة أوستفاغوي، ويمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق العبارة من البر الرئيسي.

وما يوصى به زيارة متحف لوفوتين التذكاري للحرب، الذي يضم مجموعة من التحف التي تعود للحرب العالمية الثانية، ومتحف آخر فريد من نوعه يعرض منحوتات جليدية تصور الحياة المحلية.

شبه جزيرة بيجدوي

توجد في أوسلو، وهي ضاحية تقع على بعد أربعة أميال فقط ،غرب المدينة، ويمكن الوصول إليها بسهولة بالسيارة، أو وسائل النقل العام. وتتضمن العديد من أفضل مناطق الجذب السياحي في أوسلو، وتشتهر بمساحاتها الطبيعية العديدة، بما في ذلك الشواطئ والمتنزهات والغابات.

وفيها متحف كبير هو متحف فرام، الذي يضم السفن فرام المعروفة برحلاتها القطبية، وجيوا، المشهورة بكونها أول سفينة تبحر في الممر الشمالي الغربي. ويقع متحف «كون تيكي» الشهير في الجوار مباشرة.

وهذه المنطقة فيها أيضاً المتحف البحري النرويجي (متحف نورسك ماريتيمت)، الذي يعد أحد أفضل الأماكن، التي يمكن زيارتها في أوسلو لهواة السفن والتاريخ، ويستكشف دور صيد الأسماك والأنشطة البحرية الأخرى في الحياة النرويجية.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading