“ناشطة نسوية شاركت في تأسيس الاتحاد النسائي المصري، وكانت الذراع اليمنى لرائدة الحركة النسائية الوطنية هدى شعراوي، وظلت رفيقة نضالها في المؤتمرات الدولية”، سيزا نبراوي التي عاشت من أجل الدفاع عن حقوق النساء وناضلت طويلًا من أجل تذليل العقبات التي تواجهها المرأة، وبادرت بالترشح إلى الانتخابات البرلمانية بمجرد أن انتزعت المصريات حقهن في الترشح والتصويت.
ولدت “زينب محمد مراد”، الشهيرة بسيزا نبراوي في قرية السنطة محافظة الغربية، وانفصل والديها في الشهر العاشر من عمرها، كفلتها إحدي أقارب والدها «عديلة هانم نبراوي» وأسمتها «سيزا» وأعطتها لقب أسرتها فتحولت الطفلة «زينب محمد مراد» إلى سيزا نبراوي وعاشت في الإسكندرية، سافرت مع أسرتها الجديدة إلى باريس عام 1905 وتلقت تعليمها في مدرسة ليسيه دو فرساى حتى سن الـ17، في عام 1931 انتحرت أمها البديلة بسبب مشكلات مع زوجها وأعيدت سيزا إلى مصر لتكتشف أنها لا تنتمي لعائلة نبراوي وأنها ابنه لأسرة أخري في مصر، الأمر الذي أصابها بصدمة كبيرة قلبت موازين حياتها، لتتجه للعمل العام مع هدي شعراوي صديقة والدتها البديلة.
بدأت علاقة سيزا نبراوي بالعمل العام بعد أن أقنعتها هدى شعراوي بذلك، في محاولة من الأخيرة لإخراجها من العزلة التي فرضتها على نفسها، عقب عودتها من فرنسا إلى مصر، كانت ثورة 1919 نقطة تحوّل في علاقتها بالمجال العام، ووجدت في الاحتجاجات ساحة للتعبير عن غضبها وثورتها على كل ما هو قائم من تهميش وانتهاك للحقوق، خاصة الذين تعاني منهما النساء المصريات، ولذلك شاركت في المظاهرات المناهضة للاحتلال البريطاني، واشتركت في تنظيم المظاهرة النسائية الكبرى التي خرجت في الـ20 من مارس، متوجهةً إلى بيت الأمة (بيت سعد زغلول)، وحاصرتها قوات الاحتلال.
اشتركت سيزا مع هدى شعراوي في واحدة من أجرأ الخطوات التي قامت بها رائدات الحركة النسوية عام 1921،وهي خلع النقاب أو غطاء الوجه أمام العوام، وقد وثقت شعراوي هذا المشهد في مذكراتها قائلة «قرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذى يبدو ظاهرًا لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيرًا أبدًا، لأن كل الناس كانوا متجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته.»
شاركت سيزا نبراوي فى تأسيس الاتحاد النسائي المصري، والاتحاد النسائي العربي سنة 1944 الذي ضم ممثلات للأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق ومصر ووضع الدفاع عن حق العرب في فلسطين هدفًا أساسياً له .
وفى عام 1952 انضمت للاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي لوقوفه مع قضايا التحرر الوطني ونصره الشعوب الضعيفة ،وانتخبت نائبة لرئيسة الاتحاد، إلى جانب رئاستها لتحرير مجلة L’Egyptienne الفرنسية، التي يصدرها الاتحاد النسائي، كانت سيزا أشهر عضوات الاتحاد لعقود طويلة، وأصبحت وكيلة للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، ومقره في برلين، واستقالت منه فيما بعد اعتراضًا على موقفه من القضية الفلسطينية.
تحقق في عهد رئاستها الاتحاد النسائي، عدة مطالب منها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عامًا، والتأكيد على حق الفتاة في التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة، وكان لها نشاط دولي واسع فقد بدأت في مطلع الثلاثينيات حملة لنزع السلاح، ونددت في عام 1935 باستخدام إيطاليا للغازات السامة ضد الحبشة.
كانت أول من أعلنت الوقوف ضد استخدام القنبلة الذرية أثناء انعقاد مؤتمر إنترلوكين عام 1946، وشاركت عام 1951 في تأسيس لجنة أنصار السلام المصرية، وانتخبت في نفس العام عضوة في مجلس السلام العالمي.
وفى عام 1958، قادت حملة قومية واسعة لإنقاذ المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد من حكم الإعدام الذي أصدرته سلطات الاحتلال الفرنسي بحقها ، وقد مثلت المرأة المصرية في أكثر من عشرين مؤتمراً دولياً للدفاع عن قضايانا الوطنية وعن حقوق المرأة وحقوق الشعب الفلسطيني وعن السلام العالمي ، وساهمت فى مطالبة الأمم المتحدة بتخصيص عام 1975 عاما دوليًا للمرأة.
كانت سيزا نبراوي أسعد حظًا من هدى شعراوي، إذ عاشت لترى تحقق كثير من المطالب التى نادى بها الاتحاد النسائي، وعلى رأسها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عامًا والتأكيد على حق الفتاة فى التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة، توفيت سيزا نبراوي في 24 فبرايرعام 1985.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.