سعد كميل بطل التحكيم


إعداد: محمد ناصر

عندما يذكر اسم الكويت في مجال التحكيم الدولي يبرز مباشرة اسم الحكم الدولي سعد كميل الذي مكنته مهارته وخبرته من الحضور في أهم محفل كروي في العالم ليكون خير سفير للكويت في ميادين كرة القدم العالمية.

لا يتخلى عن ابتسامته الباعثة على الارتياح حتى وهو يصدر أقسى وأصعب القرارات، ويفتخر بأنه كان اول حكم كويتي يتم اختياره للتحكيم في كأس العالم وأول حكم خليجي يحترف التحكيم وأول حكم عربي يدير نهائي كأس العالم للشباب.

بر الأمان

متعته في مشاهدة الجماهير تملأ مدرجات الملعب ليعمل ما باستطاعته حتى يصل بالمباراة الى بر الأمان حائزا على استحسان الجماهير المحتشدة التي كان لها تأثير بسيط جدا في بعض قراراته وذلك في بداية مشواره الرياضي لتختفي تلك الثغرة مع الخبرة المتزايدة.

ينسى ألوان الفريقين المتباريين بمجرد دخوله ارض الملعب ليحصر تركيزه في أداء اللاعبين وتطبيقهم لمبدأ اللعب النظيف والتزامهم بالقانون والروح الرياضية، ويرى في رضا الجماهير والفرق المتبارية نعمة وخاصة بعد انتهاء اللقاء والمصافحة.

طقوسه قبل المباراة متعددة اذ يحرص على اغلاق الهاتف قبل المباراة بساعات ويستعين بالصلاة والدعاء ويدقق في لاعبي الفريقين المشاغبين حتى يتلافى الوقوع في خطأ. الحكم بنظره عليه ان يكون جريئا وصاحب قرار ومحافظا على لياقته البدنية اضافة الى ضرورة الحياد وان يتغاضى عن بعض الكلمات الجارحة التي قد يتلفظ بها اللاعبون او الجماهير لأن التأثر بها قد يجر انفعالات تنعكس سلبا على المباراة.

أخطاء واعترافات

يتخوف ويتهيب من الوقوع في أخطاء قاتلة كطرد لاعب بسبب غير مقنع او غير واضح واحتساب هدف غير صحيح لصالح فريق والغاء هدف صحيح وهو الأمر الذي يسعى اليه جميع الحكام لأنهم في النهاية بشر معرضون للخطأ.

عندما يقع في الخطأ يعترف به ولا يكابر ومنها مباراة النهائي في كأس آسيا 2004 بين اليابان والصين سجلت اليابان هدف الفوز الثاني بعد ضربة ركنية وبعد تكتل للاعبي المنتخبين داخل منطقة الجزاء خطف المهاجم الياباني الكرة بيده ودخلت مرمى الصين واحقاقا للحق يعترف ان اللعبة كانت سريعة ولم يشاهدها فالتبس الأمر وأعلن ان الهدف صحيح وفازت اليابان يومها 2-0، ليكتشف لدى مشاهدته تسجيلا للمباراة وقوعه في خطأ فادح ويعترف بأن اخطاء الحكام في الملاعب تكون اكثر من اخطاء اللاعبين وأحيانا تثير الجماهير وإداريي الفرق لكن الحكم انسان معرض لكل شيء ولابد ان يعرف الجميع ان خطأ الحكم وارد مهما كان يقظا.

الابتسامة والحزم

الابتسامة مرافق دائم له فكما يتحكم بالمباراة بصافرته كذلك الأمر مع ابتسامته وملامحه، ففي الإنذار الأصفر يعطي اللاعب إيحاءات بنيله الإنذار الأصفر، اما الكارت الأحمر فيحتاج الى نظرة الجد والحزم، اما في حال الإصابات فيبدي نوعا من التعاطف ليمسك أبوضاري الملعب من دفتيه الفنية والاجتماعية.

علاقاته طيبة مع الجميع الا انه يحرص على وضعها جانبا بمجرد إطلاق صافرة البداية لأن العلاقات في الملعب يحكمها فقط قانون كرة القدم وعلى رأسه الحيادية التي هي شعاره قولا وممارسة.

لم يفكر يوما في موضوع المردود المادي الذي يتقاضاه ولا يحبذ ان يكون التحكيم مجالا للعمل إلا انه يدعو دائما للاهتمام بمجال الحكم الكويتي أسوة بكثير من الدول في تطبيق الاحتراف للاعبين أولا ثم الحكام لأن التعامل مع اللاعبين المحترفين يساعد الحكم اكثر في اداء مهمته بنجاح.

حكم الفريج

عشقه للتحكيم بدأ منذ الطفولة حيث كان حكم الفريج بالكرتين الأصفر والأحمر اللذين رسمهما في حصة الرسم.

وبعد معارضة طفيفة من الأهل التحق بالاتحاد الوطني لكرة القدم ليبدأ ممارسة الهواية بشكل منتظم من خلال إدارة المباريات عن طريق الاتحاد ولتكون مباراة القادسية والنصر عام 1989 أول مباراة يحكمها لينال الإشارة الدولية بعد 10 سنوات من التحاقه بالاتحاد.

من أفضل الحكام

اختير ضمن أفضل 75 حكما عالميا خلال العشرين عاما الماضية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ونال جائزة ثاني أفضل حكم آسيوي، وأفضل حكم عربي لعدة مرات من قبل جريدة «الحدث» اللبنانية ومن جريدة «الأهرام» المصرية، كما احتل المركز التاسع عالميا بين نخبة حكام العالم من قبل «الفيفا»، ليعطي كميل انجازا يسجل باسم الكويت التي انضم اسمها لقائمة الدول الـ 11 التي افرزت حكاما عالميين كايطاليا والسويد والدنمارك والبرتغال وهولندا وغيرها.

افريقياً بدأ في عام 1993 بمباراتين في الاتحاد الافريقي ليحكم بعدها نهائي الأندية والكأس الافريقية بين كينيا وزائير ما ثبت مكانته في افريقيا، فشارك في تحكيم بطولات الأمم الافريقية 1996 و1998 و2000 و2002 إضافة إلى حوالي 50 مباراة افريقية وخمس نهائيات للأندية في افريقيا.

أدار أربع مباريات في الدوري الصيني على مدى شهر بمعدل مباراة كل اسبوع ولاقى مستواه استحسان الاتحاد الصيني لكرة القدم وقبولا من اللاعبين ولم يحدث أي اعتراض عليه وكان محل تقدير الجميع هناك.

كما احترف في الدوري القطري لمدة 3 سنوات متقطعة بنجاح كبير ليثبت ان احتراف التحكيم يعطي طمأنينة للأداء التحكيمي.

الحداق هوايته المفضلة والبحر أفضل الأماكن التي يعشق الذهاب اليها اذ تشده الرحلات البحرية بكل تفاصيلها ومغامراتها.

مونديال كوريا واليابان

بعد عودته من مونديال كوريا واليابان استقبل استقبال الأبطال محاطا بالأصدقاء الرياضيين والأهل بعد نجاحه وتميزه في إدارة 3 مباريات منها مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين كوريا الجنوبية وتركيا وليكون سفير الكرة الكويتية الذي جعل من اسم الكويت يتداول في المحافل الدولية وليثبت ان الحكم الكويتي ذو كفاءة عالية وذو مستوى مميز.

إلا ان الكلمة التي لا ينساها كميل بعد عودته من مونديال 2002 عندما استقبله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائلا له: «الكل يشيد فيك يا ولدي» لتكون تلك الكلمات شرفا ووساما يعتز به دائما.

فالتحكيم في كأس العالم عند كميل هو كالسهل الممتنع بمعنى ان المشاركين فيه يكونون على مستوى عال من الوعي والمعرفة والالتزام وشعارهم فعلا «اللعب النظيف» وهذا يساعد كثيرا الحكام على النجاح ولا يخلو الأمر من مواقف صعبة حسب ظروف المباريات والأحداث، والقانون في كل الأحوال واحد والتطبيق والتعامل المتوازن أساس النجاح، وفوق كل هذا يعمل الحكم في المونديال وفوقه حماية قوية.

المكانة الكبيرة

للشهيد فهد الأحمد مكانة كبيرة في قلب «بوضاري» وهو لا ينسى مواقفه الطيبة والمساندة له في بداية مشواره وتكريماته العديدة له خاصة عندما قال لرئيس لجنة الحكام حينها عبدالرحمن البكر «أرى في سعد كميل حكم المستقبل» ما أعطاه حينها جرعة معنوية كبيرة كانت دافعا أساسيا لمواصلة النجاح. فاروق بوظو ايضا من الأسماء التي يعتبرها كميل صاحبة خدمات عديدة للحكام العرب والآسيويين إذ لا يألو جهدا في دعمهم في جميع المحافل الدولية.

التحكيم العربي

التحكيم العربي عنده أثبت حضوره ووجوده منذ عام 94 بعد نجاح علي بوجسيم وجمال الشريف وناجي جويني، وقد أكمل بعدهم المشوار سعيد بلقولة وجمال الغندور، وعبدالرحمن الزيد وحسين شعبان فقد اعطوا صورة طيبة عن الحكم العربي وهذا كان واضحا من تعاطف الجماهير المحتشدة في المدرجات التي كانت تشجع الأداء الجيد، وان فشل الحكام العرب لأصبحت الصورة هي العكس.

يعتبر نفسه محظوظا لأن جميع الذين معهم كانوا رياضيين وقاموا بمساعدته في اشياء كثيرة، اللواء سليمان المحيلان الذي وقف معه كثيرا، وفيصل الجزاف الذي قام بتهيئة الجو المناسب والعميد محمود الدوسري صاحب المواقف المشرفة والعميد انور الياسين الذي دفعه للأمام والعميد خليل الشمالي الذي ايضا لم يدخر جهدا في دعمه والكثير غيرهم.

سجل الإنجازات

أصدر الاتحاد الدولي قبل 3 أعوام قائمة تتضمن أسماء أفضل 75 حكما في العالم خلال الفترة من 1987 حتى عام 2006، وحصل كميل على المركز 67 في القائمة التي اشتملت على أسماء أفضل 75 حكما في العالم، وحصل كميل على نقطتين، وهو موظف بوزارة الداخلية الكويتية، بداية التحكيم سنة 1984 وحصل على الشارة الدولية 1994، عدد المباريات الدولية 63، عدد المباريات الآسيوية 24، عدد المباريات العربية 20، عدد المباريات الخليجية 35 مباراة، أهم البطولات التي شارك فيها: كأس دورة الخليج الثالثة عشرة في مسقط 1996، نهائيات كأس العالم للشباب في ماليزيا 1997، وكان أول حكم عربي آسيوي يدير أربع مباريات، ثم الخامسة المباراة النهائية بين فريقي الأرجنتين وأوروغواي 2 ـ 1 الأرجنتين، بطولة كأس الملك فهد للقارات الثالثة في الرياض ديسمبر 1997، دورة الألعاب الآسيوية الثالثة عشرة في بانكوك صيف 1998، كأس العالم الأولى للأندية في يناير 2000 في البرازيل بين فريقي مان يونايتد الانجليزي وفاسكو داغاما البرازيلي نهائيات أولمبياد سيدني 2000 في استراليا، نهائيات كأس آسيا 2000 في لبنان، كأس العالم 2002 في كوريا ـ اليابان، وأدار 3 مباريات أهمها مباراة تحديد المركز الثالث والرابع بين كوريا الجنوبية وتركيا، أفضل حكم آسيوي لعام 1997، من أفضل 10 حكام لعام 2002 من قبل فيفا (المركز التاسع).

أفضل حكم عربي لعام 2003 ـ 2004 ـ 2008 نهائيات كأس آسيا 2004 الصين وأدار المباراة النهائية الصين واليابان، احتراف بدورة قطر واحتراف لمدة شهر في دوري السوبر للمحترفين في الصين، كأس دورة الخليج الـ 18 يناير 2007 في أبوظبي، وشارك في العديد من نهائيات أبطال دوري الأندية الآسيوية، وشارك في العديد من نهائيات أبطال دوري الأندية العربية، وشارك في العديد من نهائيات أبطال دوري الأندية الخليجية.


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading