كتبت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنه مع اقتراب حرب غزة من يومها الـ100، لم يعد الوقت في مصلحة الجيش الإسرائيلي، وأنه رغم تحقيق تقدم تكتيكي في الميدان، رغم ذلك فإنه لم يحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب.
ووفق الصحيفة، فقد فشل الجيش الإسرائيلي في حسم قضية الأسرى الإسرائيليين، كما لم يصفِّ المسؤولين الكبار بحركة حماس، مشيرة أنه بعد أكثر من 3 أشهر على بدء حرب “السيوف الحديدية” ينتظر المراقبون أن يحدث تحول استراتيجي، لكنه لم يحدث بعد.
وتعتقد الصحيفة أنه في حال إعادة الأسرى وتصفية قادة حماس الكبار، فإنه بالإمكان وقتها الحديث عن تحول استراتيجي، وأنه رغم تحقيق نجاحات متراكمة من النواحي التكتيكية والعملياتية في الساحتين الشمالية والجنوبية، لكن لم يحقق الجيش بعد أية إنجازات على الصعيد الاستراتيجي.
وتابعت أنه من دون تحقيق إنجاز استراتيجي لا يمكن الحديث عن تحقيق أهداف الحرب، مشيرة أن حروبا من هذا النوع تتطلب وقتا كافيا لتحقيق إنجاز كبير، إلا أن الفجوة بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي تزداد، ومعها الانتقادات الدولية التي تتفاقم، في وقت أصبح فيه نجاح منظومة الدعاية الإسرائيلية في الخارج أكثر صعوبة وتعقيدا.
الصحيفة الإسرائيلية.. حماس حققت أهدافها!!!!!
وعلى النقيض، ترى الصحيفة أن استمرار بقاء قيادة حماس وقدرتها على مواصلة القتال في الميدان وتحميل إسرائيل ثمنا كبيرا، يعد بالنسبة للحركة الإنجاز المطلوب تحقيقه، كما أن نجاح حماس في منع الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهداف الحرب يعد بالنسبة للحركة نجاحا آخر.
وأوضحت أن بقاء قدرة حماس على إطلاق صواريخ من شمال قطاع غزة، على الرغم من العمليات التي نفذها الجيش هناك يعد جزءا من نجاح حماس، لكن مع ذلك فإن تكثيف الضغوط العسكرية على الحركة في خانيونس جنوبا، سواء فوق أو تحت الأرض، يجعل مهمة حماس صعبة.
ودعت الصحيفة، إلى ضرورة تغيير الرؤية المتبعة في إسرائيل، مع قرب مرور 100 يوم على الحرب، والبحث عن مبادرات سياسية، إلى جانب استمرار المجهود الحربي في الميدان.
وأشارت إلى أن هناك قناعة بالجيش أن مواصلة الضغوط العسكرية والعمليات المستهدفة لتدمير القدرات العسكرية للحركة هي التي ستحقق في النهاية إنجازات مجتمعة، وهذه الإنجازات الصغيرة المجتمعة سترسم في النهاية صورة لإنجاز عسكري كبير.
وذهبت إلى أن الوجود العسكري في الميدان، على خلاف الحروب السابقة مع حماس، يتيح للجيش تدمير مواقع استراتيجية للحركة، مثل ورش تصنيع السلاح، ومن ثم سيعني ذلك على المدى البعيد صعوبة عودة حماس إلى قدراتها العسكرية.
وبيَّنت أن إسرائيل تحاول إقناع الأمريكيين بأنه يحظر في هذه المرحلة على الفلسطينيين العودة إلى شمال القطاع، حيث يريد الجيش تنفيذ عمليات مستهدفة ومداهمات على مناطق محددة ما زالت حماس تعمل منها وتطلق من داخلها الصواريخ على مستوطنات الغلاف.
وعلى عكس حاجة إسرائيل لعدم عودة السكان إلى الشمال، هناك جدل دائر مع واشنطن، التي تطالب صراحة بأن تمكن إسرائيل سكان الشمال من العودة.
وطالبت الصحيفة الحكومة بتوضيح الموقف الإسرائيلي أمام البيت الأبيض، ومحاولة الوصول إلى تسوية تمنح إسرائيل الوقت الكافي للحفاظ على الوضع الراهن، مع الإشارة إلى أن الوضع الراهن هذا (عدم عودة السكان) ربما لا يمكن أن يستمر طويلًا، وفق الصحيفة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.