بعد أن كشف الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذارع العسكري لحركة حماس، أبوعبيدة، عن كواليس عملية أسر قوة صهيونية شمال قطاع غزة، السبت الموافق 25-5-2024، صارت بعد التساؤلات تبدو على الساحة من متابعين ومهتمين بالشأن: ما الذي دعا كتائب القسَّام لعملية أَسْر جديدة؟
في بيان أبو عبيدة، قال إن آخر هذه العمليات عملية مَرَكَّبَة نفذها مجاهدون في شمال قطاع غزة، حيث استدرج مجاهدون قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله.
وأضاف: “تمكن مجاهدونا بفضل الله وقوته من الاشتباك مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر، ومن ثم هاجم مجاهدونا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان وأصابوها بشكل مباشر، ومن ثم انسحب مجاهدونا بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها وكل يوم يمضيه العدو في عدوانه على شعبنا وأهلنا سيكون له ثمن باهظ وكبير، وسنستمر في تدفيع العدو لهذا الثمن”.
ولكن يظل السؤال: ما الدافع أو السبب وراء هذه العملية الجديدة؟
ربما يكمن السر في تجاهل إسرائيل أوامرَ محكمة العدل الدولية بوقف هجومها على رفح، ومواصلة عملياتِها في رفح، إلى جانب شنّ غارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
ولكن يلاحظ المتطلعون بالشأن الفلسطيني أنَّ إجراءات – كما تم ذكرها – تزامنت مع تصاعد الأصوات داخل إسرائيل نفسِها لوقف الحرب. إذ قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت إنَّه “يجب إنهاء العملية العسكرية في رفح وإنهاء الحرب المتعثرة في غزة، من أجل إعادة المختطفين”.
يبدو أيضًا أن إسرائيل لا تنظر لمساعس دولية وعربية، فلم يتم بشكل أو بآخر تقدير استضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، اجتماعًا مع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية – الإسلامية بشأن غزة، التي تشكَّلت عقب قمة الرياض في نوفمبر 2023، والتي ضمَّت وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن، والتبي خرجت مباحثاتهم بتناول جهود دعم تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تكثيف جهود إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
نتج عمَّا سبق اجتماع باريس، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عودتها إلى طاولة مفاوضات التهدئة وتبادل المحتجزين مع حركة حماس من جديد.
رد فعل إسباني
وصفت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارجاريتا روبلز، الصراع في غزة بأنه “إبادة جماعية حقيقية”، في ظل تدهور العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا بعد قرار مدريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، قالت روبلز: “لا يمكننا تجاهل ما يحدث في غزة، فهو إبادة جماعية حقيقية”، مشددة على أن اعتراف مدريد بفلسطين ليس تحركًا ضد إسرائيل، بل يهدف إلى المساعدة في إنهاء العنف.
الثلاثاء المقبل.. هؤلاء سيعترفون بفلسطين
وأكدت إسبانيا، إلى جانب أيرلندا والنرويج، هذا الأسبوع، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو؛ مما أثار رد فعل غاضبا من إسرائيل، التي قالت إن ذلك يرقى إلى “مكافأة للإرهاب”، واستدعت سفراءها من العواصم الثلاث.
يذكر أن محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، قضت أمس الجمعة، على إسرائيل بوقف هجومها العسكري على مدينة (رفح) جنوب قطاع غزة على الفور، في حكم طارئ تاريخي في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.