يشهد قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأيام المقبلة نشاط روحى مكثف فى مصر وخارجها، وفعاليات متعددة فى إطار دوره الرعوى لخدمة أبناء الكنيسة القبطية فى ربوع الأرض.
نشاط البابا فى كنيسة القديس أنطونيوس بالمعادى
يترأس قداسة البابا يوم الأربعاء المقبل، حفل تخرج دفعة جديدة من معهد دراسة الكتاب المقدس التابع لإيبارشية المعادى، ويشهد الحفل تكريم الطلاب قبل إلقاء العظة الروحية المقرر إقامتها الاسبوع الجارى فى «كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس» بحضور نيافة الأنبا دانيال مطران المعادى، وعدد من خورس الشمامسة والآباء الكهنة بالقطاع.
زيارة البابا تواضروس إلى إيبارشية ميلانو
ويترقب الأقباط بالمهجر زيارة البابا تواضروس إلى إيبارشية ميلانو والكنائس المختلفة المجاورة للقطاع، والمقرر أن تبدأ 11 أكتوبر الجارى، وتشهد فعاليات روحية ولقاءات رعوية كثيرة، يحرص قداسته على التواجد فى مثل هذه اللقاءات لتفقد أوضاع الأقباط بالخارج بصورة دورية.
يستهل البابا برنامج جولته الرعوية لميلانو فى أولى الفعاليات بزيارة دير الأنبا شنودة صباحًا حتى الساعة الرابعة مساءً ومن المقرر أن تشهد هذه الزيارة إلقاء قداسته العظة الروحية خلال الاجتماع العام الاسبوعى عقب أداء طقس صلاة العشية.
ويتخلل اليوم الثانى من الجولة زيارة رعوية إلى كنيسة القديس يوسف الرامى، وفى اليوم الثالث يعقد قداسته لقاء خاص بالشباب فى كنيسه البشارة، أما عن اليوم الرابع من المقرر أن يتضمن رحلة إلى فينيسيا وتقام فيها العشية والقداس الإلهى ضمن مراسم الاحتفال بتدشين كاتدرائية مارمرقس الرسول.
وكانت إيبارشية ميلانو قد أعلنت عن تنظيم هذه الزيارة وإمكانية الحجز للمشاركة فى هذه الجولة وتضمنت التفاصيل ضرورة التجمع من الساعة الثالثة عصرًا والحجز مع كاهن كل الكنيسة لحضور العظة الروحية فى أولى فعاليات البابا، كما أتاحت فرصة الحجز منذ 24 سبتمبر المنصرم، على أن يكون التقديم مرة واحدة لكل شخص حتى تسنح الفرصة للجميع بالمشاركة، وذلك عبر التطبيق الخاص بها.
عظات وتعاليم البابا تواضروس
يفيض فؤاد الأقباط فى كل مكان لحضور ومشاركة العظة الروحية لقداسة البابا التى تقام كل أربعاء، ولعل السبب وراء هذه المشاعر يكمن فى حقيقة الإيمان الذى ينيره ويرسخه لديهم من خلال تفسير المبادئ والتعاليم المحفوظة بالكتاب المقدس، وتجدد فى النفوس معانى خاصة تعكس ضرورة الأخذ بما أوصى المسيح فى شتى جوانب الحياة لكل إنسان.
ومنذ أيام احتلفت الكنائس القبطية بعيد الصليب المجيد لمدة 3 أيام، وهى ذكرى تعود إلى عام 326م حين وجدت الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين «الصليب الخشبى المقدس» الذى احتضن آلام السيد المسيح من أجل خلاص الأمة، وأعتبر رمزًا مقدسًا لدى المسيحيين فى كل مكان، فضلًا عن العثور على مجموعة من «المسامير» التى استخدمت فى صلب المسيح ويذكر التاريخ أن الملك قسطنطين استخدم هذه المسامير فى خوذته كعلامة نصرة فى الحروب.
وتحتفل الكنيسة بعيد الصليب ثلاثة مرات خلال العام، الأولى فى «شهر برمهات» أثناء الصوم الكبير، والثانية «شهر توت» بعد مرور أيام من عيد النيروز ويصلى فيها بنغمة الفرح، أما الثالثة فى جمعة الصلبوت المعروفة بـ«الجمعة العظيمة».
وفسر البابا تواضروس فى العظة الأخيرة التى أقيمت كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس والآباء الرسل بمنطقة العوايد فى الإسكندرية عن «علامة الصليب» باعتباره رمز للرحمة والغفران، فضلًا عن مكانته لدى الأقباط، كما تناول قداسته جزءًا من المزمور ١٠٣ من الأعداد «1 – 5»، وأخذ البابا فى حديثه حول «عيد الصليب» من عدة جوانب، استهلها بالرمزية أى أن «الصليب شعار المسيحية» برغم أن علامة الصليب فى التاريخ هى علامة للعار ولإعدام أعتى المجرمين، ولكن السيد المسيح حولها إلى معنى آخر وورد فى مزمور (يو ٣: ١٦).
وأجاب البابا عن سؤال «ما قائد الصليب وماقدم للمسيحيين»، فى ثلاث نقاط أنه يعد وسيلة للإقتراب، وأنه أعطى حق إمكانية التحرر من الخطايا، كما أنه منح حق التمتع بنعمة الخلاص والبراءة.
وذكر البابا فى حديثه، ماورد بكتابات داود النبى فى مزمور ١٠٣ والذى رسم خلاله الصليب بالكلمات «قبل مجىء السيد المسيح بألف سنة» فى أكثر من موضع منها فى (مز ١٠٣: ١١)، وتمثلت خشبة الصليب الطولية بـ (الرحمة)، وفى (مز ١٠٣: ١٢)، تمثلت الخشبة العرضية بـ (الغفران).
وأيضًا تناول البابا ما يُسمى بـ«فعل الصليب» أى أثره فى حياة المسيحى موضحًا أنه يبرز محبة الله ورعايته للإنسان بفعل «الخير» كما يبرز محبة الإنسان للآخر لأنه خليقة الله بفعل «الغير» فى صورة الخشبة العرضية.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.