دافوس المعلومات المغلوطة والمضللة أكبر تهديد


تمثل الأخبار الزائفة أو الخاطئة الخطر الأكبر على العالم خلال العامين المقبلين، في ظل اقتران الانتخابات بالمعاناة الاقتصادية، وفق استطلاع آراء أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum).

وبعدما سبب منشور كاذب على حساب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على منصة «إكس» – «تويتر سابقا» – ارتفاعا وجيزا في سعر «بتكوين»، أبرزت المنظمة، التي يقع مقرها في جنيف وتستضيف الأسبوع المقبل النخبة العالمية في منتجع دافوس بجبال الألب السويسرية، مدى تزايد المخاوف من احتمال التلاعب بالناخبين.

وقد وضع استطلاع الآراء السنوي الذي يجريه المنتدى بمشاركة أكثر من 1400 خبير بالمخاطر، وصناع سياسة، وقادة قطاعات، «المعلومات المغلوطة والمضللة» على رأس التهديدات التي تواجه الاقتصاد العالمي في المدى القصير. فيما هيمنت صحة الكوكب على توقعات العقد المقبل، وهو اتجاه سجل في استطلاعات رأي سابقة.

وسيصوت أكثر من 3 مليارات شخص خلال العام الحالي بانتخابات ستعقد في الولايات المتحدة، والهند، وإندونيسيا، وأوروبا، وربما المملكة المتحدة أيضا. ويعرض التقرير أيضا حجم ضغوط تكاليف الاقتراض المرتفعة على الاقتصادات بعد صدمة تضخمية تحدث مرة واحدة في العمر، فيما قد تسفر الانتخابات المهمة المزمع إقامتها عن وضع محفوف بالمخاطر على الصعيد العالمي في الشهور المقبلة.

وقالت سعدية زاهدي، العضو المنتدب في المنتدى الاقتصادي العالمي، لفرانسين لاكوا خلال حوار مع تلفزيون «بلومبيرغ»، الأربعاء: «عندما تجتمع المعاناة الاقتصادية التي يواجهها العديد من الناس مع صعود المحتوى الاصطناعي خلال الانتخابات التي تتخذ الشعوب خلالها قرارات بشأن من سيقودها، فإنهما يشكلان معا مزيجا في غاية القوة».

وارتفاع وتيرة الأخبار الزائفة باعتبارها تمثل خطرا، تأتي على رأس المخاوف بين الحشد المتجه إلى اجتماعات دافوس، التي ستبدأ يوم الإثنين، توضح مدى هيمنة المخاطر السياسية على القمة التي ستقام في جبال الألب. أما الموضوع الذي سيتعرض له الزعماء والتنفيذيون المتوقع حضورهم، فهو كيفية استعادة الثقة.

وقد يقوض الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات المضللة والمغلوطة شرعية الحكومات المنتخبة حديثا، ويؤجج احتجاجات عنيفة، وربما يعزز الإرهاب، بحسب المنتدى.

وقالت «زاهدي»: «إذا بدأت بعض تلك الآراء في التأثير على تصورات مختلفة تماما للواقع، سواء عندما يتعلق الأمر بالصحة أو عندما يتعلق بتفكير الناس في التعليم أو فيما يفكرون حول أشخاص معينين، فمن سيملك الحقيقة حينها؟ ولا يبدو أن الوضع سيتحسن في العقد المقبل، فقد توقع ثلثا المشاركين ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب أو منقسم خلال ذلك المدى الزمني، وفيه ستفرض القوى المتوسطة والكبيرة القواعد والمعايير وتنفذها. ارتبطت 4 من التحديات الخمسة الكبرى خلال تلك الفترة بتغير المناخ.

وتوقع نحو 30% من المشاركين زيادة فرص وقوع كوارث عالمية خلال الأربعة والعشرين شهرا المقبلة، فيما تصور ما يقارب الثلثان حدوث هذا السيناريو في العقد المقبل.

وكذلك، لم يكن التحليل الأوسع نطاقا الذي أجراه المنتدى لاستطلاع الآراء أقل تشاؤما. وقال المنتدى إن النتائج «تظهر أن التوقعات للعالم في المدى القصير يغلب عليها الطابع السلبي، ويتوقع أن يتزايد التشاؤم خلال المدى الطويل. وفي ظل التغيرات الشاملة في ديناميكيات القوى العالمية، والمناخ، والتكنولوجيا، والديموغرافيات، فإن المخاطر العالمية بلغت أقصى حدود قدرة العالم على التكيف».


اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع نايفكو

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading