تنتشر موائد الرحمن في العديد من الدول العربية والإسلامية في شهر رمضان، ويعود أصلها بحسب التاريخ الإسلامي إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقوم عليه الصلاة والسلام بإرسال وجبات السحور والفطور في رمضان مع الصحابي بلال بن رباح إلى وفود قدمت من الطائف واستقرت في المدينة بعدما أعلنت إسلامها.
وسجلت كتب التاريخ أن الخلفاء الراشدين قد سنوا هذه السُنّة أيضا من بعد رسول الله، حيث كان عمر بن الخطاب يقيم الدور لضيافة وإفطار الصائمين، وتطورت الفكرة لتصبح تدريجياً على ما هي عليه الآن في الدول العربية المختلفة.
تاريخ موائد الرحمن في مصر
اختلفت الروايات حول تحديد بداية ظهور موائد الرحمن فى التاريخ ومن صاحب الفكرة ومن هذه الروايات تعود تسمية ” موائد الرحمن” في مصر إلى عالم الديار المصرية الليث بن سعد بن عبد الرحمن، الذي اشتهر بمساعدة الفقراء والمساكين بالعديد من الطرق ، وكانت إحدى هذه الطرق إنشاء موائد طعام خارج منزله للفقراء وعابري السبيل، حيث بدأ المسمّى الحقيقي للمائدة على اسم جده “عبدالرحمن”، وقد استمر فيها حتى وفاته عام 791 ميلاديا.
كما ورد أن تاريخ موائد الرحمن في مصر يعود إلى عهد أحمد بن طولون، في السنة الرابعة لولايته، حيث يعتبر أول من أقامها عام 880 م، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها أن الغرض من المائدة أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين، ويخبر الجميع بأن تلك المائدة سوف تستمر طوال أيام شهر رمضان الكريم، وأطلق عليها في عهد بن طولون سماط الخليفة.
العصر الفاطمي
فى العصر الفاطمي كان يأمر الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، بعمل مائدة كبيرة لإفطار رواد مسجد عمرو بن العاص وعرفت باسم “دار الفطرة”، أما فى عصر المماليك والعثمانيين لم تكن تلقى اهتماما كثيراً، ولكنها ظلت كعادة يتم ممارستها من قبل الاغنياء ورجال الدولة لإفطار الفقراء.
عهد المماليك
في عهد المماليك استمرت فكرة موائد الرحمن قائمة، وقام سلاطينهم بتخصيص أملاكهم للإنفاق على هذه الموائد، وكان من بينهم السلطان حسن بن قلاوون ، الذي كان يقدم كل يوم في رمضان أكثر من 117ذبيحة وغيرها من الأطعمة المختلفة طوال شهر رمضان ، وكان الحكام يهتمون بإقامة موائد الرحمن فى ساحات قصورهم وفى الأماكن العامة، حتى وإن كانت تختلف حجم المائدة وعدد المترددين عليها من الصائمين من فترة إلى أخرى.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.