قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم السبت، إحالة أوراق سفاح التجمع المتهم بقتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في الطريق الصحراوى بين محافظات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية، لفضيلة المفتى، لإبداء رأيه في إعدامه، وتحديد جلسة 12 ستمبر للنطق بالحكم.
وتزامنا مع صدور قرار الإحالة بحق المتهم، نعيد نشر عددا من شهادات أصدقاء السفاح، الذين أدلوا بها في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، عقب اكتشاف جرائم المتهم والقبض عليه، وهي الشهادات التي كشفت الجانب المظلم في حياة المتهم، بداية من وصوله لمحافظة بورسعيد، للتقدم لوظيفة مدرس لغة إنجليزية في مدرسة خاصة، حتى تم ضبطه.
أحد أصدقاء “كريم” سفاح التجمع الخامس، – تحفظ على ذكر اسمه- كشف عن مفاجأة تؤكد مدى التناقض في شخصية المتهم، حيث ذكر أن المتهم قبل انتقاله لمحافظة بورسعيد، للعمل بمدرسة خاصة، وقبل تورطه في ارتكاب أي جرائم، كان يقيم بالقاهرة، وكان يمتلك كلب “بيتبول” اسمه “كوبي”، يرتبط به ارتباطا شديدا، إلا أن هذا الكلب مرض ونفق عقب ذلك.
وأضاف صديق المتهم أن “كريم” سفاح التجمع، أصيب بحالة من الحزن الشديد، بعد نفوق كلبه، ودفنه بمنطقة صحراوية، وحدد مكان الدفن، وكان يزوره من وقت لأخر، نتيجة شدة ارتباطه به.
وذكر صديق المتهم، أن شخصية “كريم” تحولت لشخص آخر بعد مرور عدة سنوات، عقب انتقاله لمحافظة بورسعيد، للعمل بالمدرسة الخاصة، حيث لجأ إلى تعاطي وإدمان المواد المخدرة، وأصبح مثيرا للريبة في كافة تصرفاته، حتى تم الكشف عن جرائمه بعد تركه المدرسة، وانتقاله للإقامة بشقة مستأجرة في كمباوند بالتجمع الخامس، وشملت الجرائم التي تم الكشف عنها، قتله كلب خاص به داخل شقته، وتصوير جريمته.
وأكد صديق آخر، مقرب لـ”كريم” سفاح التجمع الخامس، أن المتهم عقب هروب زوجته منه، بسبب اعتداءه المتكرر عليها بالضرب، وتهديدها بالقتل، عثر على صور شخصية لها، فقرر الانتقام منها، لرفضها العودة له مرة أخرى، وبدأ في توزيع صورها الخاصة، وإرسالها لأصدقائه وزملاءه بالمدرسة، والأشخاص الذين تربطهم علاقة صداقة معهما، سعيا لفضحها وتشويه سمعتها.
وتابع حديثه قائلا إن زوجة المتهم هربت منه بعد عدة سنوات من زواجهما، بسبب سوء سلوكه، وتعاطيه المواد المخدرة، وخنقها عدة مرات محاولا قتلها خلال اعتداءه المتكرر عليها بالضرب.
ووصف شخصية السفاح بالنرجسية، وأنه مصاب بجنون العظمة، مشيرا إلى أنه كان دائم الاستقواء على الأضعف منه، سواء من زملائه أو الأطفال من طلابه، وأشار إلى أن أكثر شخصية تعرضت للضرر منه، هي زوجته “لورين”، حيث كان دائم الاعتداء عليها بالضرب والإهانة، ويعتقد أن ما دفعه لارتكاب جرائمه عقب ذلك، أنه فقد الشحصية الوحيدة التي كان يسيطر عليها، ويفرغ فيها طاقته وتصرفاته المشينة، باعتبارها الشخصية الضعيفة الخاضعة له.
أضاف أنه عندما هربت زوجته منه، وغادرت مصر، وعادت إلى أيرلندا، أصابه تصرفها بحالة من الجنون، مما دفعه لاتخاذ قرار بالبحث عن ضحايا آخرين للانتقام منهم في شخص زوجته، فبدأ في استدراج ضحاياه وتعاطي المخدران معهم بشراهة، ثم إنهاء حياتهم.
وكشف صديق مقرب لسفاح التجمع، زامله عدة سنوات، خلال عمله في المدرسة ببورسعيد، عن مفاجأة، حيث ذكر أن كريم المتهم، تم سجنه في أمريكا، وتم إخلاء سبيله على ذمة القضية، فاستغل الفرصة، وغادر أمريكا، وعاد إلى مصر للإقامة بها، وذكر أنه علاقة الصداقة بينهما استمرت لسنوات، حتى بدأ المتهم في تعاطي المواد المخدرة، وساء سلوكه، مما دفعه لقطع علاقته به.
وأكد أن سبب نقله جثة أولى ضحاياه، من شقته بالتجمع الخامس، والتخلص منها بطريق 30 يونيو، في محافظة بورسعيد، هو معرفته القوية بالطرق والشوارع بها، حيث أنه كان يقيم بها منذ عام 2018، في شقة مستأجرة، ورغم أنه ترك بورسعيد، بعد فصله من المدرسة، إلا أنه كان يحتفظ بالشقة المستأجرة، ويتردد عليها من حين لآخر.
ونفى عمل الجاني “كريم” فى أى دولة عربية، وتكسبه المال منها، مؤكدا أنه فور عودته إلى مصر من أمريكا، عمل بمجال رسم التاتو، ثم انتقل للإقامة ببورسعيد بصحبة زوجته، بعد تقدمهما للعمل معا بمدرسة خاصة بالمحافظة.
وقال محمد مراد زميل سابق لـ”كريم” بالمدرسة التي كان يعمل بها في بورسعيد، إن المتهم كان لديه شراهة في تعاطي المواد المخدرة، حيث وصل إلى درجة إمكانية تدخينه الحشيش داخل المدرسة في مكان مغلق، حتى لا يشاهده زملاءه، ثم يستكمل عمله في تدريس مادة اللغة الإنجليزية للطلاب.
أضاف لليوم السابع إن المتهم كان يتنمر على الأشخاص الأضعف منه، من زملائه، خاصة زوجته “لورين” التي كان دائم الاعتداء عليها بالضرب، وتوجيه الإهانات لها.
وكشف زميل آخر للمتهم يدعى “محمود”، أن كريم أدمن المواد المخدرة، وتعلم لهجة الشوارع بأمريكا التي يطلق عليها (إيبونكس)، كما تعلم رسم التاتو، وعقب فشله في الاستمرار بالعيش في أمريكا، عاد إلى مصر، وتحديدا بالغردقة، ومارس مهنة رسم التاتو للسائحين لعدة سنوات، ثم تعرف على زوجته “لورين” وهي مصرية تحمل الجنسية الأيرلندية، وعملت معه في مجال رسم التاتو، وأنجبا طفلهما الوحيد، وعقب ذلك تركا مهنة رسم التاتو، وتقدما للعمل بمدرسة خاصة في بورسعيد، حيث درسا مادة الإنجليزي للطلاب.
وذكر زميل المتهم، أنه عمل معه بالمدرسة لمدة 5 سنوات، وخلال تلك الفترة كان يحكي له عن حياته، وتدهور علاقته بزوجته، وبدأ كريم المتهم في تعاطي المواد المخدرة، حيث كان يتعاطاها بشراهة كبيرة، وكان من أسباب خلافاته مع زوجته، شكها بخيانته لها.
وتابع حديثه قائلا إن كريم كان يتعاطى الشابو، وأصيب بسببه بالبرانويا، وجنون العظمة، وبدأ في الاعتداء على زوجته بالضرب، حيث كان يخنقها خلال اعتداءه عليها، مما دفعها لترك مسكن الزوجية عدة مرات، والهرب للإقامة لدى صديقاتها، وهو ما دفعها للانفصال عنه، إلا أنه عثر على هاتف قديم لها، يحتوي على صور خاصة بها، فحاول ابتزاز ها بتلك الصور، لإجبارها على العودة له، وأقاك ضدها دعوى قضائية، مما دفعها لمغادرة مصر، والعودة إلى أيرلندا.
وقال إنه عقب هروب زوجته، تحولت شخصيته إلى مزيد من التوحش والعداء للمحيطين به، خاصة من زملاءه في المدرسة، مما دفع إدارة المدرسة لإنهاء التعاقد معه، فغادر بورسعيد، وحاول التعاقد للعمل بفرع المدرسة بالتجمع الخامس في القاهرة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض بناء على توصية من إدارة المدرسة ببورسعيد.
وذكر أن كريم استأجر شقة عقب ذلك بكمباوند في التجمع الخامس، وأقام بها بصحبة إبنه، وهي الشقة التي شهدت الجرائم.
وتواصل اليوم السابع مع أحد زملاء المتهم، الذي كان يعمل معه، بمدرسة خاصة في بورسعيد، ويحمل جنسية دولة أجنبية-تحفظ على نشر إسمه- حيث كشف عن كواليس خاصة بالمتهم، تعبر عن سلوكه العدائي مع زملاءه، ومحاولة سفاح التجمع قتله بسيارته، فقال أنه والمتهم كريم كانا يعملان معا في مدرسة خاصة بمحافظة بورسعيد وكان أحد الأسباب التي دفعته إلى مغادرة مصر والعودة إلى المملكة المتحدة.
وذكر أن مالك المدرسة فصل المتهم كريم، بسبب سوء السلوك المهني والسلوك العدائي تجاه زملاءه في العمل، حيث تسبب في تخويفه مرات عديدة، لدرجة أنه تقدم باستقالته في منتصف العام، لكن مالك المدرسة طلب منه العودة مرة أخرى، مع وعد بأن المتهم كريم سيتركه وشأنه.
أضاف أن المتهم نشر عنه شائعات من شأنها الإساءة لسمعته، مما دفع العديد من الأشخاص لمضايقته، بسبب تلك الشائعات، واختلق عنه الكثير من القصص الوهمية السيئة، حتى جعل حياته بائسة.
وذكر أنه كان سيتقدم ببلاغ ضد سفاح التجمع الخامس ، خاصة بعد تهديده بالإيذاء، لكن إدارة المدرسة نصحته بعدم القيام بذلك، وأكدوا له أنهم سيتعاملون مع الأمر، وأصدروا قرارا عقب ذلك بإنهاء التعاقد مع المتهم كريم.
وقال أنه في بداية عمله بالمدرسة، دعاه المتهم لمنزله، واستجاب لدعوته، لكنه فوجىء بتعاطي كريم للمواد المخدرة خاصة الحشيش، ثم اعتداءه على زوجته “لورين” بالضرب، مما دفعه للإنصراف سريعا.
وتحدث عن محاولة المتهم إنهاء حياته، فذكر أنه أثناء سيره أمام المدرسة، فوجىء بالمتهم قادمًا إلى العمل بسيارته، وحاول دهسه، لكنه نجا من الحادث، وعندما واجهه أمام مالك المدرسة، أنكر المتهم ذلك، فهدده مالك المدرسة بفحص كاميرات المراقبة، ليعترف المتهم بصحة الواقعة، إلا انه اعتذر وادعى أنها كانت مزحة.
اكتشاف المزيد من موقع نايفكو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.